صفحة الكاتب : نجاح بيعي

عُــذْرَا ً ـ تَـازَة خـوُرمِـاتـوُ ـ فَـبـرُوكـسِـل هـِـي الـضَـحِـيّـة !!؟.
نجاح بيعي
 إعلان تنظيم ( داعش ) الإرهابي , مسؤوليته عن تفجيرات بروكسل  اليوم الثلاثاء 22 / 3 / 2016 , هو إعلان عن نفس القاتل الذي ضرب ناحية ــ تازة خورماتو ــ بالسلاح الكيمياوي.
ولكن حينما تفزع الحكومة العراقية ومؤسساتها , وبعض قادة الكتل والأحزاب السياسية , من شيعية وسنيّة وكرديّة , لأن تدين تفجيرات العاصمة البلجيكية ــ بروكسل ــ ولا يكون كذلك بالنسبة الى مواطنيهم العراقيين , من التركمان الشيعة في ناحية ــ تازة ــ بكركوك , إنمّا يدلل على أن مشروع القتل والتصفية الواقعة على طائفة معينة بعينها , هو مشروع ( وطني أسود ) خطته القوى السياسية تجاه مواطنيهم في العراق مذ أن سقطت بغداد عام 2003 وللآن ؟. بل ويجري تنفيذه من قبلهم جميعا ًعلى أكمل وجه ؟. وإلا.. فما هو سرّ إحجامهم وسكوتهم وصمتهم , عن مسلسل الجرائم القائمة على قدم وساق تجاه بعض العراقيين , وبعناوين شتى وبأشكال متعددة , وباستخدام شتى أنواع الأسلحة , وآخرها تنظيم ـ داعش ـ وجريمته النكراء في ناحية ــ تازة ــ باستخدامه السلاح الكيمياوي المحرم دوليا ً ضدها . وأعلنت على انها مدينة منكوبة ؟ .
 إن لم يكن سكوتا ً عن رضا ً , من قبل جميع القوى السياسية , بعدم أخذ التدابير الرادعة , لممارسات شركائهم , ونظرائهم الموجودين بالسلطة , التي تقاسموها بالمحاصصة السياسية , وخصوصا ً في مناطق المتنازع عليها , والتي يتداخل بها السكان بأعراقهم واديانهم ومذاهبهم كعراقيين , حفاظا ً على المكتسب الحزبي والفئوي والعرقي والمذهبي !. 
ففي الوقت الذي أرجو فيه , أن لا يفهم من الكلام تنصلا ً من إدانة الاعتداءات الإرهابية الداعشيّة  , على الأبرياء من الضحايا الذين سقطوا في بروكسل , أو في أي مكان آخر , فالإرهاب مُدان بكل أنواعه ويجب محاربته بكل الوسائل  , كما أرجو أن نمتلك الوعي الكافي والحس الوطني , خصوصا ً حينما نتكلم عن الإلتزام الحكومي والوطني والشرعي والأخلاقي , الواقع على عاتق جميع القوى السياسية العراقية الممسكين بالسلطة , تجاه جرائم ــ داعـش ــ الدموية , والذي لم يكن ليجترئ أن يستخدم السلاح الكيمياوي , ضد الابرياء من اهالي ناحية تازة خورماتو , لولا تقاعسهم وخيانتهم . وكأن ناحية تازة , أرضٌ لا تنتمي الى كوكب الارض, وكأنها ليست ضمن منظومة إدارية عراقية . ألا يفترض إن كانت تنتمي فعلا ً الى العراق , أن تكون لها رئيس جمهورية , ورئيس حكومة , ورئيس برلمان , وزعامات سياسية, كما في باقي البلدان ؟. ربما الأمر ليس كذلك إذا تتبعنا الواقع المرير لمعظم مناطق العراق .
فالمحاصصة السياسية هي مَن ألجمت السياسيين وأسكتتهم عن قول الحق , وتنصّلوا عن واجبهم الوطني والأخلاقي بلا استثناء , في الدفاع عن مواطنيهم . فهم في شلل تام حتى عن إصدار ــ إدانة أو استنكار ــ للاستهلاك الإعلامي حتى . فالمحاصصة بعد رسّخت ذلك التشبّث بالمناصب والامتيازات , الذي نتج عنه آفة الفساد المالي والإداري , المستحكم بالدولة العراقية , كان قد رسّخ كذلك مشروع القتل اليومي والتصفية الى حد ( التطهير العرقي ) التي تتعرض له بعض المناطق المختلطة من قبل شركاء الوطن والوطنية !. مما يهدد السلم الأهلي للخطر . نتيجة الخلافات السياسية الحادة , التي تنطوي على المصالح اللاوطنية , وما داعـش  في آخر المطاف , إلا ّ شماعة لتمرير وتبرير مجمل الجرائم التي وقعت وتقع على الأبرياء هناك .
ـ وقد كشفت المرجعية الدينية العليا هذا الزيف , وعرّت جميع السياسيين , ووضعتهم بدائرة التقصير والاتهام بحق دماء الأبرياء , التي تسفك يوميّا ً . حينما قالت بصريح العبارة : 
((.. يعاني العراق من مشاكل حقيقية وتحديات كبيرة .. ناجمة من احتضان البعض , للإرهابيين ودعمهم لهم في الفتك بإخوانهم وشركائهم في الوطن , بالأحزمة الناسفة والسيارات المفخخة )) . (( وقد بُحّت اصواتنا بلا جدوى من تكرار دعوة الاطراف المعنية من مختلف المكونات الى رعاية ــ السِلم الاهلي والتعايش السلمي ــ بين ابناء هذا الوطن وحصر السلاح بيد الدولة . ودعوة المسؤولين والقوى السياسية التي بيدها زمام الامور الى ان ( يَعوا حجم المسؤولية الملقاة على عواتقهم )، وينبذوا الخلافات السياسية التي ليس وراءها الا المصالح الشخصية والفئوية والمناطقية )) .
ولنا أن نلحظ زخم الإدانات الحكومية وغير الحكومية من الزعامات السياسية العراقية, شيعيّة وسنيّة وكرديّة , والتي ملئت وسائل الإعلام المختلفة الى حدّ التخمة , وهي قطعا ً إدانات خرجت بلا حياء من أفواه تنادي كذبا ً وزورا ً باستنكار جرائم داعش وهي تفعل فعلها بأبناء جلدتهم , والأنكى أن هذه الادانات مرّت وتمرّ على اسماع الضحايا , وهم يسمعونها بقلوب يعتصرها الألم والحنق معا ً , وما الشكوى إلا ّ لله تعالى . ومن تلك الادانات :
ــ رئيس الجمهورية فؤاد معصوم . / موسوعة هذا اليوم للأخبار ـ بغداد . 
ــ  رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي . / عين العراق نيوز .
ــ رئيس البرلمان سليم الجبوري . / السومرية نيوز ـ بغداد .
ــ وزارة الخارجية العراقية . / موازين نيوز .
ــ رئاسة اقليم كوردستان . / بيان .
ــ ائتلاف متحدون للإصلاح ./ السومرية نيوز ـ  بغداد.
ــ رئيس المجلس الإسلامي الأعلى عمار الحكيم . / وكالة بغداد تايمز .
فعذرا ً تازة خورماتو فبروكسل هي الضحية !؟.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


نجاح بيعي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/03/23



كتابة تعليق لموضوع : عُــذْرَا ً ـ تَـازَة خـوُرمِـاتـوُ ـ فَـبـرُوكـسِـل هـِـي الـضَـحِـيّـة !!؟.
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net