بين أبي..... وصدام.... الم لم ينقطع (شهادة الجنسية)
غزوان العيساوي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
غزوان العيساوي

كنا صغار لا نفقه من الحزب ألصدامي وظلمه ألا دمعة أمي عندما تسيل في جوف الليل ,كنا صغار نلهو ونلعب ولا نعرف من الدنيا سوى الجمال, كنا صغار نرى جميع الأمور رائعة ,كنا صغار ولم تشعرنا والدتي بفقدان والدي, كنا صغار نرسم أشيائنا التي نحبها بفخر واعتزاز , كبرنا ولكننا نعود صغار عندما تلفنا والدتنا بجناح حبها وحنانها, كبرنا ونظرات والدتنا كأننا أطفال .
كبرنا وتألمنا وبدأ الزمن المتعب يخط آثاره علينا عندما بدأنا نعاني, من كل شئ من الحياة والعيش ,من الوجوه التي كانت تنظر لنا ,من الاشمئزاز التي نتلقاه من المدرس الذي كان يرددها دائما أباكم خان العراق .
نجحت من مرحلة المتوسطة أهلي فرحوا بهذا الخبر ,أذن أنا استعد لدخول مرحلة الإعدادية ...... ولكن هناك عائق أمامي يريدون مني شهادة الجنسية العراقية لغرض قبولي في هذه المرحلة وأنا لا امتلكها, أعطيتهم شهادة جنسية والدي العثمانية ,قالوا لا نعتمد عليها, ذهبنا في يوم من الأيام نقدم طلب من اجل الحصول على شهادة الجنسية......
قمنا بتقديم المعاملة حالنا حال من يريد أن يحصل على مستمسك رسمي , قدمنا الأوراق الثبوتية لنا وانتظرنا .. وانتظرنا.. وطال انتظارنا حتى التقى بنا مدير الجنسية, وقال لنا :هذا كتاب تذهبون به إلى بغداد حيث مقر شهادة الجنسية العامة .
في اليوم التالي ذهبنا إلى هناك قدمنا الكتاب وبقينا في الانتظار حتى آتى احد الموظفين وقال تعالوا لمقابلة المدير , لم تصور حجم المسالة تصورنا بأنها إجراءات تتخذ بحق إصدار شهادة الجنسية دخلنا على المدير العام وكان وجهه يتطاير منه الظلم على من يدخل عليه, بدون أي مقدمات . قال لنا: تعرفون أباكم ماذا فعل ووضعه يده على فايل كارتوني كان أمامه, لم نتكلم .. قالت له والدتي : لا يعلمون بشئ لأنهم صغار . رد عليها بعصبية: أنا لم أكلمك بل اسألهم هل يعلمون بان إبائهم خان العراق والوطن والحزب ,هل يعلمون بأنه عدو الحزب والثورة ...اقتربنا من والدتنا لأننا لم نسمع ألا والدنا قد توفي بمرض, قال مره أخرى أعطوني عنوانكم الكامل ورقم هاتفكم واذهبوا نحن سوف نتصل بكم .
خرجنا من مكتبه ومن الدائرة بسرعة حيث والدتي تارة تتعثر بعباءتها وتارة بنا لأننا التصقنا بها , كانت والدتي قد وعدتنا أن نكمل المعاملة ونذهب إلى الزيارة حيث الإمام الكاظم والجواد عليهما السلام ,وكذلك وعدتنا أن نجلس في احد مطاعم الكاظمية لتناول الطعام هناك, لكن بعد ما سمعت ورأت خوفنا اتجهنا إلى منطقة العلاوي واكتفت بشراء العصير والنستله لنا وعدنا أدراجنا إلى النجف الاشرف .
مر أسبوع ولم يتصل بنا احد وأنا انتظر لأني أريد التسجيل في الإعدادية, بعد يوم واحد من الأسبوع طرق باب بيتنا... من الطارق؟ احدهم رد نحن فتحت والدتي الباب ,وإذا برجال قالوا نحن من دائرة الأمن نريد الدخول إلى البيت دخلوا وجلسوا ,حيث والدتي وعمتي وجدتي ,قال رجل الأمن: قمتم بترويج معاملة إلى أطفالكم لاستحصال شهادة الجنسية وكما تعلمون بالنسبة لكم هذا الأمر صعب لان أباكم, قاطعته والدتي قالت له: أذا كان الكبير قد خطأ فهؤلاء صغار لا يعلمون بالأمر, قال لها: يجب عليهم أن يتحملوا عنجهية أباهم , سكتت والدتي ولم تجبه , قال: أننا سوف نكون عندكم بين فترة والأخرى فيجب عليكم إن تتحملونا هذه إجراءات يجب أن تتخذ , بعدها خرجوا الحزن خيم على البيت أمي وعمتي وجدتي يبكون بصمت حتى لا نسمع .
استمرت على مدى أربع سنوات بين الأسبوع والعشرة أيام يأتي لنا رجال الأمن يسالون في كل مره : من يأتي أليكم ؟من يقدم لكم المساعدة؟ أذا أتى لكم شخص وقدم لكم مساعدة يجب أبلاغنا بالأمر حتى تكونون في مأمن؟ وفي كل مره ندخل في حالة إنذار وتبقى والدتي في حالة يرثى لها لمدة يوم أو يومين لأنها تخاف علينا من شرهم .
بالفعل بعد أربع سنوات اتصلوا بنا ابلغونا بالمراجعة ذهبنا ولكننا خائفين جدا وتم استلام شهادة الجنسية العراقية .
ذهبت إلى الإعدادية لأسلم نسخة من شهادة الجنسية لأننا أخذنا كتاب من مديرية الأمن يسمح لإدارة المدرسة بقبولنا لحين إصدار شهادة الجنسية .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat