مشروع بحث عن محاضرة البروفسور M
عقيل العبود
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
تمهيد:
على هامش الدور التخريبي للمرأة الشريرة والزوج الجاهل لأواصر العلاقات الاجتماعية بين الاسرة الأصل، اوالام، اقصد الاسرة التي تعود أصلا بالزوج الى أبويه وإخوته وأهله وذويه، بعيدا عن أسرته الصغيرة التي تضم زوجته وأبنائه، اي عن الاسرة المتفرعة عن الزوجين الجدد.
السؤال، ما هو مصير علاقة الانتماء الجيني- البايولوجي للأخوة بعد مساعي المراة الشريرة لتفكيك وتمزيق النسيج الاجتماعي بين الاخوة- كيف تنتزع شروط الانتماء البايولوجي لهذه العلاقات بفعل تاثير عاملي الشر، والجهل؟
اليوم ونحن نعيش عصر اضطراب القيم الانسانية، وتخلخل الأواصر البايولوجية التي تجمع افراد الاسرة الواحدة، حيث تراجع العلاقة بين الاخوة بعد تطويقها بمؤثرات عاملي الشر والجهل من جهة، وتزايد حدة الصراع في ذات الانسان، وفقا لحاجته الفطرية للانتماء الى ذاته، ما يسميه صديقي سيادة الذات، حاجة الذات الى التسلط والتحكم بمصائر الاخرين لتحقيق اقصى قدر من المنفعة الذاتية، علما ان مصالح الزوجية جزء لا يتجزء من هذه السلطة الذاتية للفرد.
وهذا الموضوع يشتمل على علاقتين متناقضتين؛ الاولى يصنعها قانون الاسرة المتفرعة عن الاسرة الام، والثانية عبارة عن مدى علاقة ذات الفرد بالقيم والمعايير norms, values الأصلية التي ينتمي اليها الفرد، مقدار الارتباط مع القيم القديمة.
اما القانون الاول فهو معادلة تشبه كيمياء التفاعل بين مكونين؛ الاول يتأثر بنظام عائلة الزوجة، يضاف اليها نمط الشخصية الخاصة بالزوجة، والثاني عبارة عن نظام عائلة الزوج مع نوع الشخصية الخاصة بالزوج ايضا.
علما ان نطام عائلتي الزوجين الذكر والأنثى يشكلان معادلة الnorm و الvalues
Equation of n,v= the social structure of old social system.
اما المعادل الكيمياوي الذي يربط بين القانونين الخاصين بالتجاذب والتنافر والذي يصنع دائرة التجاوب والانسجام بين النظام الأسري الخاص بالزوجين اعلاه فهو محكوم بقانون العقل والمنطق الاخلاقي الخاص بالدين والثقافة الاجتماعية للزوجين والدرجة العلمية الأكاديمية لكليهما، وهذا المعادل يشبه في دوره نظام الحماية، فهو يصون حرمة القيم والمعايير التي يؤسسها النظام الاجتماعي القديم protection system.
بعيدا عن سلطة الذات وانفرادها، بعيدا عن دكتاتورية الذات التي يسعى اليها الطرفان.
فعندما يصبح للزوج أولادا مثلا تستغل المراة الشريرة علاقتها بزوجها الجاهل، وتسعى لتكبيله وإحاطته في شرنقة المسؤولية الزوجية، وأبعاده قدر الممكن عن علاقته مع اخوته بطريقة اوباخرى، ما يقود الى انحسار نصيبه اوحصة ارتباطه مع الآصرة البايولوجية المتعلقة بأفراد أسرته الام، حتى يكاد ان يصل الامر الى عدم الاكتراث للعلاقة المفروضة على الابن مع ابيه، اي الابتعاد عما يسمى بشروط المقدس الاجتماعي.
وبهذا تاخذ عملية التأثير السلبي للمرأة الشريرة دورها في تخصيب بيئة جديدة غير بيئة الرجل، ويتبع ذلك احيانا الدور الاخر وهو تقريب افراد عائلتها على حساب عائلة زوجها الجاهل، حتى يفوت الامر عليه دون ان يتخذ موقفا، بل تراه يتألف مع بيئة زوجته الشريرة.
وبهذا يصبح الأفراد في المجتمع عرضة لدوامة متصلة من الانتهاكات غير المعلن عنها، هذه الانتهاكات تبوب تحت عنوان ما يسمى جهلا اوتجاهلا بحرص المراة على زوجها ومحبتها اليه.
لذلك بحسب صديقي البروفسور M، لقد تحول شعور الانتماء البايولوجي بين الاسرة الواحدة الى شعور اجتماعي، فالأفراد بحكم هكذا نوع من الابتلاء تحكمهم دكتاتورية من نوع جديد.
وضحايا هذه الدكتاتورية، تراهم يبحثون عن بيئة ملائمة تستقطب نظام المشاعر الخاصة بهم، فيتركون كما طالب اللجوء اوطانهم الام، بحثا عن أوطان اخرى، ذلك بعد ان يفقد الاخ اخاه وأخته، بل جميع افراد أسرته بحثا عن توفر شروط المحبة والاطمئنان.
ولهذا بناء تجد ان ما تقرره المشاعر، يمثل السبيل الى التواصل بين الناس، فهو الطريق الى تأسيس نظام اجتماعي؛ بموجبه تتوفر عوامل الاستقرار والاطمئنان والمحبة، وهذا الطريق هو من يرسم مكونات الارتباط الوجداني والحسي بين الأفراد.
من هنا تراها تنمو وتتاسس دالة التوليف الاجتماعي المرتبطة بالحاجة، هذه الدالة، على اساسها تتأسس مؤسسة اجتماعية تلم الإفراد والشخصيات بعيدا عن إطار أسرهم؛ وتلكم وحدات تختلف في انتمائاتها البايولوجية، لكنها تتشابه في تطلعاتها الأخلاقية والحسية والثقافية، فهي تنتمي أخلاقيا ومنطقيا الى قانونها ومجتمعها الجديد.
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
عقيل العبود
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat