صفحة الكاتب : هادي جلو مرعي

حكام العراق الجياع
هادي جلو مرعي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
   ولماذا لا ينافس كل الناس على المناصب بدلا من تركها للصايعين الضايعين ؟ فليكن، وكبقية الناس، فالذين كانوا يتسكعون في المنافي، ويتهموننا بأننا من أتباع صدام لمجرد أننا لم نهرب الى الخارج حصلوا جميعا على مناصب مهمة بدرجات خاصة ووزارات وبعضوية مجلس النواب ولأكثر من دورة، ومنهم من كان لايجد قوت يومه ويعمل في مهن وضيعة في دول جوار وفي بلدان بعيدة ، ومنهم من كان يحصل على إعانات من بلديات عواصم شمال أوربا.
 
     فقد حدثني صديق يشتغل في المقاولات، إنه كان يعمل في بيت أحد المسؤولين في المنطقة الخضراء، وكان يعمل على تجهيز حمام المنزل والبانيو ولم يعجب المسؤول ماكان يقوم به خاصة تصميم الحمام، فقال، في لندن كان البانيو لدي مختلفا تماما، ورد صديقي، بأنه لايمتلك الخبرات البريطانية والأوربية لأن العراق عاش لفترة طويلة في ظل الحصار وحكم صدام الذي منع عن الشعب تعلم الكثير من مفردات المعرفة والإبداع من الخارج، فقال ، أنتم بقيتم مع صدام، بينما خرجنا نحن لمواجهته، وكأنه يعيره ويتهمه بالولاء لهذا النظام.
 
     يتردد كثير من المواطنين العراقيين في منافسة هولاء على المناصب الحكومية وتركوها حكرا لمن جاء من الخارج وهو منقطع عن الوطن لثلاثين عاما وأكثر، ولايعرف الحياة العراقية وماطرأ عليها من تغيير ونوع العذابات التي تحملها الناس طيلة هذه المدة وماجرى من حروب وحصارات دمرت كل شئ وتركت الإنسان العراقي حطاما، بينما هولاء الذين كانوا في الخارج وتطبعوا بطباع مختلفة وعاشوا في كنف بلدان مستقرة، وكانوا بالتالي منفصلين عن الواقع العراقي وعندما جاءوا الى هذا البلد المنكوب تحصنوا في المنطقة الخضراء التي كانت لصدام حسين وقد عمرها لهم ولم يعيشوا مع الشعب وتركوه للسيارات المفخخة والأحزمة الناسفة فصار هدفا لكل مجرمي الأرض، بينما بقوا في تلك المنطقة يتقاسمون النفوذ والمناصب والقصور والأموال واللذائذ ونسوا الله فأنساهم أنفسهم، وصاروا أباطرة بعد أن كانوا متسكعين في البلدان، وأرادوا لهذا الشعب أن يرضى بما تركوه من فتات متجاهلين أنه شعب كريم ولديه عزة نفس لايوجد مثيل لها في كل الأرض، وإذا ماطفح الكيل فاضت العزيمة ونسفت كل شئ وتركته هباءا فلم يعد من صبر على هذه النماذج السيئة الجائعة..
 
    على العراقيين أن يرفضوا الخنوع، وأن يبادروا الى التغيير الحقيقي بالوسائل المشروعة والسلمية، وإذا لم يفعلوا فإنهم سيكونون مستحقين لما هم فيه من عذاب.
 
     

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


هادي جلو مرعي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/04/03



كتابة تعليق لموضوع : حكام العراق الجياع
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net