صفحة الكاتب : الشيخ عبد الحافظ البغدادي

التشيع العام والتشيع الخاص والشبهات
الشيخ عبد الحافظ البغدادي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

هناك شبهة يرددها أعداء الحسين {ع} في كل عام للانتقاص من الذين يحيون شعائر عاشوراء .روّج لها البعض ممّن في قلبه مرض طعنا منه بالمذهب الشيعي، من أنّ الشيعة هم الذين قتلوا الحسين {ع} ... في حين الوثائق التي بين أيدينا ,والواقع خلاف ذلك، فإنّ الذين قتلوا الحسين {ع} هم شيعة آل أبي سفيان ، وعادة الناس الذين لا يحدهم فكر صائب ويتقلبون مع القوي والمتمكن ماليا ...هؤلاء لا يمكن ان يحسبون على جهة معينة ....

اقرب لك المعنى ..{هناك تشيع عام وتشيع خاص} .. التشيع العام يعني إن كل إنسان يقرأ التاريخ ويتعرف على رموز الإسلام لا بد أن يرى فضلا لأمير المؤمنين {ع} مع كثرة الأحاديث النبوية التي دونها التاريخ لرسول الله{ص} حين يقول :" يا علي أنا وأنت من شجرة واحدة والناس من أشجار شتى" او قوله " أنت مني بمنزلة هارون من موسى الا انه لا نبي بعدي " وعشرات الأحاديث التي تبين فضل أهل البيت {ع} لو سالت أي كاتب أو مفكر لأتاك الجواب عن الزهراء والحسن والحسين وأبناءهم عليهم جميعا الصلاة والسلام ،لكن هل تكفي هذه الأحاديث إضافة إلى الآيات أن يكون الإنسان من شيعة علي بن أبي طالب{ع} ..؟ الجواب كلا لا يمكن أن يحسب العارف بذلك من شيعته ..

يقول والد الكاتب الكبير أسد حيدر كنت في الحج بمنى إلى جوار بعثة من تونس , وأحببت أن أزورهم ليلا ، حين استقر بي المقام سألني مرشد الحملة , أنت من أي مدينة ..؟ قلت من النجف الاشرف , قال أسالك عن تفضيل علي على الصحابة..؟ قلت نعم وبدأت اذكر له أحاديث في ولاية أمير المؤمنين{ع} ذكرت عشرة أحاديث أو أكثر وهو يدير المسبحة .. ثم توقفت . قال هذا الذي تعرفه فقط .. قلت نعم , قال أنا سأتحدث عن فضل الامام علي {ع} وأنت امسك المسبحة .. فوالله تحدث بالقران وبالأحاديث حتى درت المسبحة باجمعها .. ثم سألته ..{ هنا العلة } إذا كنت تعرف هذه المعلومات عن أبي الحسن{ع} لماذا أنت على غير مذهب ولده جعفر الصادق..؟ قال هذا ليس شغلك ..!!!

إذن التشيع العام يمكن أن نعرف أهل البيت ولكن ليس شرطا أتباعهم..بل حتى الذين خالفوا الأئمة يعرفونهم حق المعرفة أكثر من اغلب الشيعة ....

** أما التشيع الخاص فانه مبني على عقيدة الأتباع والطاعة ، وبذل الغالي والنفيس من اجل عقيدة التشيع .. وفي التاريخ الحديث عندنا نماذج مشرفة في العراق حين زحف المد الأموي لمدة تزيد على ثلاثة عقود حاولت السلطة أن تطمس ذكرى أبي الشهداء {ع} وقد وقف مع هذا المد المنبوذ عدد من الذين يعتبرون محسوبين من الشيعة , وفي حقيقة الأمر هم من التشيع العام وآخرون تمسكوا ب { التشيع الخاص} هؤلاء نفذوا توجيهات يزيد العصر ولو كان الحسين موجودا لقتلوه بأمر الطاغية المقبور ,  بينما آخرون قدموا كل شيْ في سبيل الحسين  وموقفهم معروف  لم يتنازلوا ولم تتزلزل مواقفهم عن أهل البيت {ع} مطلقا  ولا اغلي إذا ما قلت أن أكثرهم تحملا هم أصحاب المجالس الحسينية لما يعانونه من سلطات الدولة وقتذاك .. هنا التشيع الخاص والعام واضح تماما ......

في تراث كربلاء حول هذه النقطة جاء خطاب الحسين {ع} يوم عاشوراء : (ويلكم يا شيعة آل أبي سفيان إن لم يكن لكم دين وكنتم لا تخافون المعاد كونوا أحراراً في دنياكم هذه, وارجعوا إلى أحسابكم إن كنتم عرباً كما تزعمون). ... هذا الخطاب كان موجها للجيش الذي يقف أمامه , وكل الحاضرين المشاركين في قتله لم نجد أحداً من علماء الرجال الذين كتبوا عن تاريخ رجال الحديث وتاريخ الحروب والمغازي أن اعتبرهم من شيعة الحسين {ع} أو أدرج أسماء هؤلاء الذين قتلوا الحسين {ع} ـ كأمثال عمر بن سعد وشبث بن ربعي وحصين بن نمير و وشمر بن ذي الجوشن وعمر بن الحجاج الزبيدي وغيرهم ضمن قوائم رجال الشيعة، بل النصوص تدل على أنهم من جمهور المسلمين ... نعم عامة المسلمين .

فهل يمكن ان نحسب الذين خانوا عقيدة التشيع في زماننا الحاضر وسرقوا قوت الشعب , واساءوا لاوامر المرجعية وجلبوا سمعة سيئة على عوائلهم وعلى مذهبهم الذي قدموا مبررا سهلا لاعداء المذهب ان يصفهم  المتظاهرون { باسم الدين باكونه الحرامية} . ان يكونوا تماما في خانة التشيع العام , ولو كانوا يوم عاشورا ومنعهم الحسين {ع} من سرقة المال العام لقتلوه حتما تحت شعار انه ضد الديمقراطية ..

الشيخ عبد الحافظ البغدادي الخزاعي

3-4-2016


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


الشيخ عبد الحافظ البغدادي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/04/03



كتابة تعليق لموضوع : التشيع العام والتشيع الخاص والشبهات
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net