صفحة الكاتب : حميد الموسوي

التجربة الرائدة تدشن عامها الرابع عشر
حميد الموسوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
استطاع العراقيون العودة بكل ثقلهم المعهود الى منظومتهم الدولية واخذ مكانهم اللائق بين المنظمات الانسانية ومؤسساتها الدولية وشاركوا في كل المؤتمرات والفعاليات والأنشطة الدولية والعربية خلال السنوات الثلاث عشرة المنصرمة ولعبوا دورا مؤثرا وفاعلا فيها. واستطاعت الدبلوماسية العراقية الجديدة بجهودها الحثيثة اعادة العراق الى مكانته المعروفة واستطاعت اطفاء أكثر الديون المترتبة على العراق جراء السياسات السابقة حيث تم اطفاء ما يصل الى نسبة 80% من المستحقات في نادي باريس كما اطفئ كل الديون للدول الاخرى. هذه الديون التي كانت تثقل كاهل الشعب العراقي وتعرقل اقامة مشاريع صناعية وخدمية في العراق. وبرغم اضطراب الساحة العراقية أمنيا- وما تشهده من تكالب قوى الشر المتمثلة بالارهاب الخارجي والجريمة المنظمة- تم عقد مؤتمر بغداد بمشاركة أكثر من مائة هيئة ومؤسسة دولية وحضور الأمين العام للأمم المتحدة والذي خرج بتوصيات هامة من شأنها المشاركة في عملية بناء واعمار العراق واعادة استقراره من خلال استعداد الدول المشاركة وتعهدها الاستمرار بدعم العراق وتجربته الرائدة. 
ان ما حصل ويحصل في العراق من فوضى واضطراب نتيجة طبيعية ومحسوبة، فسقوط سلطة دكتاتورية دامت أربعة عقود- وأقامت كيانها على العديد من المنظومات المخابراتية والأمنية وشكلت لذلك آلاف الشبكات السرية الخارجية والداخلية وجندت فيالق من المنتفعين والمستفيدين وربطت بقاءهم ومصيرهم بوجودها- لا يعني سقوط تلك المنظومة والتجربة بكاملها، ولا يعني سكوت واستسلام اتباعها بيسر وسهولة، ولا يمكن طي صفحات عنفها واستبدادها بفترة وجيزة، بقدر ما يعنيه من ولادة متعسرة لمخاض مرهق طويل اسس لبدايات عهد جديد بما يصحب البدايات من مشاكل وما يلازمها من أخطاء وما يواكبها من تلكؤ وعثرات. ولذا وجد العراقيون أنفسهم وجها لوجه قبالة واقع مأساوي فضيع، وحالة مستهجنة خطيرة لم يعهدوها ابتدأت بنهب وتخريب مؤسسات الدولة وتدميرها وحرقها والسطو على المال والثروات الوطنية الحضارية على يد مئات الألوف من المجرمين المحترفين الذين تم اطلاق سراحهم قبل شهر من سقوط السلطة، وبدعم وتحريض خارجي. ممهدة لدورة العنف الدموي من تفجير وخطف وذبح تساهم فيه قوى الارهاب العالمية الممولة والمدعومة من جهات معروفة، حيث استمرت هذه الدورة المتوحشة لتطال كل ما وقعت عليه يدها دون تمييز بغية اسقاط التجربة العراقية الجديدة والعودة بالعراق الى فترات التسلط والتعسف والاستبداد.
وها هي التجربة الرائدة تدشن عامها الرابع عشر متجاوزة مرحلة الخطر، متخطية عوائق ومصدات الاستمرار والبقاء، عابرة معرقلات ومطبات مسيرة بناء النظام الجماهيري التعددي، مدعومة بجماهيرها المليونية المصرة على انجاح وترسيخ قواعد النظام الديمقراطي الحر بما قدمته وتقدمه من تضحيات جسام فاقت التصورات وحيرت العقول وأذهلت شعوب العالم. وبهذا يكون العراق مؤهلا لاستثمار تجارب الشعوب الحية التي جعلت من الاحتلال سببا للنهوض والرقي، ومدعاة للتوحد والتلاحم، حتى تحدت محتليها وفاقتهم تقدما وتطورا في جميع حقول العلم والمعرفة والعيش الحر المرفه الكريم في ظل أنظمة دستورية تعددية تكفل حقوق مواطنيها وفق معايير العدل والمساواة.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حميد الموسوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/04/10



كتابة تعليق لموضوع : التجربة الرائدة تدشن عامها الرابع عشر
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net