السياسة تنتهي على مائدة الطعام
رابح بوكريش
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
بمناسبة الذكرى 104 لميلاد الزعيم الراحل كيم ايل سونغ " عيد الشمس "
اقامت سفارة جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية حفل استقبال في مقر
السفارة ضم نخبة من رجال الاعلام وسياسيين . رحب بالضيوف سعادة السفير
تشوي هيوك تشول بابتسامة آسويه عريضة . بعد العشاء عرض على الحضور فيديو
عن حياة الراحل كيم ايل سونغ . تمتع خلاله الحضور بأجمل الصور التي
استقبل فيها الراحل بعض الشخصيات التاريخية منها الزعيم الصيني ماو
ويسرعرفات وتيتو وهوري بومدين والمناضل الكبير شيقي فار وزعماء من
افريقيا واسيا واروبا . اغتنمت هذه المناسبة وسألة سعادته عن تأثير
العقوبات الأخيرة على الشعب الكوري . فأجبني قائلا : " نحن نعمل أكثر مما
نتكلم وزيادة على ذلك نحن في حصار منذ 70 سنة والإنسان الكوري يعيش حياة
عادية وكما يقول المثال العمل السياسي ينتهي عند مائدة الطعام . وعن
التهديدات الأمريكية قال سعادته : جمهورية كوريا الشمالية الديمقراطية
الشعبية ليست العراق أو سوريا وبصفة ادق نحن قوة عسكرية كبيرة في المنطقة
ولا احد يفكر في الاعتداء علينا . في هذه اللحظة تدخل أحد الحضور وسأله
عن تصويت الصين ضد بلادكم !! فأجبه قائلا : " الصين هي الصين وكوريا هي
كوريا " . ومعلوم ان جمهورية الشمالية أنها وقفت بحزم مع الصين في حربها
الأهلية . وطرحت على سعادته سؤالا أخيرا : ما هو مستقبل الحوار بين الشعب
الواحد ؟ . ابتسم وقال لقد فشلت جميع المحاولات بسبب التدخل الأمريكي .
وفي تصوري لكي يتحقق السلام في كوريا لا بد من تغيير العلاقات بين كوريا
الشمالية وكوريا الجنوبية . وهذا التغيير هو في يد صانعي القرار في
البلدين بحيث يصبح الحوار كوري كوري هو السائد .. في هذه الحالة سيلقي
الحوار اهتماما اكبر وعناية اعظم من تلك المحاولات السابقة أي من أراد أن
يتعامل بحثا عن حل للمعضلة الكورية ، لا مفر أمامه من التعامل مع اصحاب
القرار في الكوريتين .