صفحة الكاتب : محمد حسن الساعدي

العبادي .... والمغامرة الاخيرة ؟!
محمد حسن الساعدي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
مع دخول البلاد مفصل تاريخي مهم ، وهو يواجه أزمة مالية خانقة ، وتداعيات الحرب الخطيرة الدائرة مع تنظيم داعش الارهابي ، لم يبقى سوى ان تدخل البلاد ملفاً آخر هو الصراع السياسي ، وازمة سياسية جديدة ، تكاد تطيح بالمشروع السياسي الجديد ، إذ بدات احرف الملف تكتب مع تقديم السيد العبادي لكابينته الوزارية الجديدة ،والتي عمد فيها الى تجاوز الكتل السياسية التي تسيطر على البرلمان ، ورغم إستقلالية البعض من المرشحين للحقيبة الوزارية الجديدة ، الا انها لا تمثل الأحزاب السياسية في البلاد ، ناهيك عن كون رئيس الحكومة لايمثل الاستقلالية وينتمي الى حزب سياسي معروف ، وبذلك فان اول اشكالية وقع فيها السيد العبادي هو وقوفه بوجه الأحزاب السياسية ، والقرار السياسي في البلاد . 
خطوة العبادي جاءت بعد ضغوط كبيرة من الشارع ، واستياء ازاء عجز الحكومة من التعامل مع المشاكل التي تمر بها البلاد في النواحي كافة ، كما انها جاءت بعد خطاب المرجعية الدينية المتكرر وألمطالب بالإصلاح والتغيير ، وتقليص الحكومة ، وتحسين الخدمات ، ومكافحة الفساد المستشري في مؤسسات الدولة ، وبإعلانه هذه الحقيبة الوزارية سعى السيد العبادي الى تجاوز الشركاء السياسيين ، والقيادات التي شاركت او هي مشاركة في القرار السياسي والوطني ، والتي كانت حكومة العبادي نتاج هذه القوى السياسية ، واعلنت وقوفها مع حكومته . 
مايعترض العبادي وحكومته ليس فشل الوزراء ، فالقضية ليست قضية وزراء ، فأين الحكومة التي سقطت بفعل وزير او فساده ، بل القضية اكبر وهو تغلغل الحزب الحاكم في موسسات الدولة كافة ، وتشبثها بالمناصب ، وفسادها الذي أوصل البلاد الى مراتب متقدمة بالمقارنة مع دول العالم بنسبة الفساد ، كما ان الحزب الحاكم استطاع من بناء شبكة عنكبوتية معقدة جدا في جميع مفاصل الدولة ، من الاعلى حتى الأسفل ، فما يزال الكثير من رجالات الحزب الحاكم يتمتعون بنفس السلطات ، ولم يشملهم التغيير او الاصلاح ، وما زالت القصور والامتيازات ذاتها ، بل ما زال بعضهم يسيطر على المشهد السياسي ، ويمتلك القدرة في خلط الأوراق ، وقلق المشهد بكافة تفاصيله . 
اعتقد ان المتوقع وبحسب ما يتفق معي بعض المحللين ان الأمور تسير نحو التشكيل السريع لحكومة جديدة مستقلة عن مختلف الأحزاب السياسية ، وهو الامر الذي لا يمكن ان يصمد كثيراً في ظل التوازن السياسي والوطني ، وعلى الأقل في الوضع الراهن ، لهذا ينبغي على القوى السياسية ان تعمل جاهدة على تشجيع عملية الاصلاح ، وإجراء التغييرات الحكومية ، ومنح السيد العباد فرصة اجراء بعض هذه التعديلات والتغييرات التي يسعى لها ، كما يمكن في نفس الوقت النقاش والتفاوض على بقية المناصب كدولة ثانية تشمل مناصب الدولة كافة ، وفي ذات الوقت ستكون نهاية مغامرة العبادي السياسية .  

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


محمد حسن الساعدي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/04/19



كتابة تعليق لموضوع : العبادي .... والمغامرة الاخيرة ؟!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net