صفحة الكاتب : خضير العواد

الشعب العراقي ما بين دكتاتورية متعددة الأقطاب أو نظام ديمقراطي حقيقي
خضير العواد

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
بعد تغير النظام الدكتاتوري الصدامي وتوجه العراق نحو التجربة الديمقراطية ، لم يكن في تفكيرنا أن قياداتنا لم يكونوا مؤهلين لهذا النظام ، لأنهم على مدى عشرات السنين وهم في قمة الهرم الحزبي ولم يخوضوا أي انتخابات في حياتهم السياسية ولم يطرأ على تفكيرهم أن شخص ما يكون اجدر منهم في قيادة حزبهم أو تنظيمهم وما بالك بالعراق ، وهذه الحقيقة المرة التي بسببها دفع العراق الضريبة غالياً من أبناءه وثرواته وبنيته التحتية ومستقبله وسمعته ، وبسبب هذه الحقيقة المرة فقد وزعت هذه القيادات ما بينها العراق وثرواته ومناصبه تحت مختلف العناوين والمصطلحات ولكن خلف جميع هذه المسميات والدوافع هي الأنا الشخصية لهذه القيادات ومن بعدها تأتي الأنا الحزبية التي تدعم بطريقة وأخرى الأنا الشخصية للقيادات ، وهكذا حورت هذه الشخصيات النظام الديمقراطي الى نظام دكتاتوري متعدد الأقطاب تسيطر على قراراته وتتحكم بكل مؤسساته ، حتى أصبح البرلمان تحت سيطرتها ولا يمكن لأي قرار أن يخرج إلا بموافقتها والعكس صحيح وعضو البرلمان عبارة عن آلة يحركها قائد الكتلة من بعيد ، فجميع التوافقات والمصالحات عبارة عن تفاهمات في توزيع الثروات والمناصب مابين قيادات الكتل وأما مصلحة العراق وشعبه فإنها تأتي نتاج لمصلحتها وليس العكس صحيح ، وبالرغم من الفساد المستشري والإرهاب في العراق ولكن فرصة التغير ورفض الواقع لم يكن أمامها أي نجاح بسبب التركيبة القاسية التي تتكون منها العملية السياسية وسيطرة الكتل المتوزعة في جميع مكونات الشعب العراقي ومؤسساته على كل شيء ، ولكن بعد انشقاق مجموعة كبيرة من أعضاء البرلمان عن كتلهم والتحرر من سيطرة قياداتها ، أصبح الأمل كبيراً في إرجاع العملية الديمقراطية الى سكتها الصحيحة ، ولكن هذا الأمر يتطلب تعاون وتكاتف جميع فئات الشعب ودعم المعتصمين من أعضاء البرلمان في تحقيق مطالبيهم في تغير الرئاسات الثلاثة ومن ثم تكوين حكومة تكنوقراط بعيداً عن المحاصصة والتوافقية ، لهذا السبب فأن العراق ما بين مفترق طرق أما سيظل قابع تحت نظام دكتاتوري متعدد الأقطاب يأكله الفساد والإرهاب وأما سيتحرر ويتجه نحو تطبيق النظام الديمقراطي الحقيقي ، وهذا سيكون نتاج طبيعة تحرك الشعب العراق نفسه وماذا سيختار لمستقبله وأجياله لأن من زرع حصد ومن جد وجد.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


خضير العواد
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/04/20



كتابة تعليق لموضوع : الشعب العراقي ما بين دكتاتورية متعددة الأقطاب أو نظام ديمقراطي حقيقي
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net