صفحة الكاتب : عمار العامري

هيبة الدولة بنظامها وشرعية مؤسساتها
عمار العامري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
   إن الأنظمة السياسية؛ تختلف من دولة لأخرى حسب طبيعة النظام المعمول فيه, كأن يكون ديمقراطياً أو ملكياً أو شمولياً, فإن هناك ثوابت لا يمكن تجاوزها لأنها عماد الدولة وعنوان هيبتها.
   ومن هذا المنطلق كان الاغلب الاعم معارضاً للتصرفات التي حدثت إعقاب دخول المتظاهرين الى بناية مجلس النواب العراقي دون غيرها من المؤسسات, كونها تمثل السلطة التشريعية, وليس هناك من مبرر ما يجعلها موضع استهداف للمحتجين مقارنة بمجلس الوزراء؛ الذي يمثل عمق الدولة, وكيانها التنفيذي, وأيضا لم نجد هناك تعرض لمقرات السلطة القضائية المتخمة بالفساد, والمعروفة بفساد رموزها أكثر من غيرها.
   الا ان فعل الاقتحام يعد أمراً مخطط له من جهات تملك بُعد نظر, وأفق واسع, ولو رجعنا الى إيام الحكومة السابقة لوجدنا أن الجميع متفق على فسادها من قمة الرأس حتى أخمس القدم, وأنها السبب الرئيس بدمار البلاد واذلال العباد, الا إن الماكينة الاعلامية للسلطة وجهت الأنظار على استهداف البرلمان لإبعادها عن ما كان يحدث في دهاليز مجلس الوزراء السابق.
   أذن كانت الاجندة واحدة من كل الطرفين, والاختلاف في أدوات التنفيذ, وهو استهداف البرلمان مقدمة لتضعيف الدولة, وكسر هيبتها, كون مجلس النواب تنبثق منه شرعية الدولة في قراراتها التشريعية والرقابية, وتحت قبته يصوت على أي حكومة كانت توافقية او تكنوقراط او مستقلة, لذا جاءت عملية استهدافه لشل العملية السياسية في البلاد, لا لشيء سوى أنه لم يمرر ما يريد البعض.
   لذا فإن المقتحمون اذا كانوا صادقين بنواياهم الاصلاحية, فأنهم أخطوا التقدير بدخولهم البرلمان, وكان عليهم اقتحام مجلس الوزراء أو السلطة القضائية, واذا كانوا مجرد أداة للتنفيذ فالأمر يجعلهم تحت طائلة الخيانة العظمى بتنفيذهم أجندة خارجية.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عمار العامري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/05/05



كتابة تعليق لموضوع : هيبة الدولة بنظامها وشرعية مؤسساتها
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net