صفحة الكاتب : اسعد عبدالله عبدعلي

من مزايدات صدام إلى مزايدات 2016
اسعد عبدالله عبدعلي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 المزايدة في السياسة, هو عملية تبني قضية مستحيلة, أو عدم القدرة على تنفيذها, أو هي لا تمثل للمزايد أولوية, والاهم أن تحاكي خيال الناس, فالمزايد يتبناها, ليكون بنظر الناس, هو الأصلح, والأشجع, والأكثر حكمة, والمنقذ, ومن جانب أخر بالمزايدة يسقط كل خصومه, فالمزايدة طرفها الأخر هو تسقيط المنافسين, فيتحولون  في أعين الناس, في خانة الجبناء والخونة, والأغبياء, والسفهاء , أما لب القضية ( التي رفعت شعار المزايدة), فلا يتحقق منها ولا خطوة واحدة.
فانظر لخطورة سلاح المزايدة, ومدى خطره على وعي الأمة.
الطاغية صدام كان ملتزم بالمزايدة, كأسلوب أعلامي لكسب التأييد الشعبي, خصوصا بين المجتمعات العربية, التي تطرب لأي قصة خرافية, عن بطل منقذ, يحارب الوحوش, فمثلا قصة صدام في بداية الألفية الثالثة, عند طلبه عبر الأعلام, من دول الجوار العربي, أن يفسحوا المجال للجيش العراقي, ليعبر لحدود إسرائيل ليضربها, ثم مسرحية تشكيل جيش القدس, الذي ينتظر الانطلاق نحو فلسطين, عندها طبل الإعلامي العربي, وتضخمت صورة صدام, في أعين المجتمعات ذات الوعي المحدود.
حقق صدام كسب أعلامي كبير من هذه المزايدة, والى الآن فئات من الشعوب العربية تتغنى باسمه, باعتباره بطل خذله القادة العرب الجبناء, أما القضية التي رفعت "تحرير فلسطين", فلم يحصل فيها ولا خطوة واحدة,  فانظر إلى أي مدى سفهت المزايدة وعي الأمة.
الأشهر الأخيرة أصبح شعار الإصلاح, ومحاربة الفاسدين, وسيلة للهرب من الفشل, الكل رفعه, مع أن الكل متمسك بمغانمه, التي حصل عليها من خراب السنوات السابقة, وأخرها ما حصل في السبت العجيب, حيث كانت المزايدة بأبشع صورها, مع امتلاك المزايدين لأفق محدود, مما انذر بحدوث فاجعة للأمة, حيث تحولت الإحداث لحفرة كبيرة, كادت تبتلع العراق, خصوصا مع ركوب البعث موجه التظاهرات, بالإضافة لمخطط أمريكي سعودي مع طرف محلي, لتحقيق انقلاب يهد أسس الدولة العراقية, والعودة إلى الصفر, وحصل هذا تحت ظل "مزايدة" احد الساعين لمجد من الوهم, لولا تدخل الحشد الشعبي, الذي أبطل مفعول المزايدة.
ألان نراهن على وعي الأمة, الذي أصبح اكبر من السابق, فهو الوحيد القادر على إفساد المزايدات, فالمزايدون يستغلون غياب الوعي.   

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


اسعد عبدالله عبدعلي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/05/06



كتابة تعليق لموضوع : من مزايدات صدام إلى مزايدات 2016
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net