استمرار فعاليات مهرجان "ربيع الشهادة" الدولي ( مصور )

  انطلقت اليوم (3شعبان 1437هـ) الموافق لـ(11آيار 2016م) الجلسات البحثيّة المنضوية ضمن فعاليات مهرجان ربيع الشهادة الثقافي العالمي الثاني عشر المنعقد تحت شعار: (الإمام الحسين-عليه السلام- مشكاة الحرية ونبراس الشهادة)، جلسة البحوث الأولى التي احتضنتها قاعة الإمام الحسن(عليه السلام) في العتبة العبّاسية المقدّسة شهدت حضوراً فاعلاً لباحثين وأكاديميّين ورجال دين من داخل العراق وخارجه بالإضافة الى متولّيَيْ وأمينَيْ العتبتين المقدّستين وجمع من مسؤوليهما. 

 
تمّ طرح ثلاثة بحوث لباحثين من داخل وخارج العراق، البحث الأوّل كان للباحث السيد محمد رضا شرف الدين من جمهورية لبنان وكان بعنوان: (الجهاد في الإسلام بين المثالية الحسينيّة والمسخ الإرهابي) حيث انطلق البحث من التشريعات الإلهية ومظاهر التمرّد البشري عليها من التحريف الى الحذف الى الإسقاط الى التشويه الى الاستغلال. لمتابعة باقي البحث إضغط هنا
أمّا البحث الثاني فكان للباحث السوري الشيخ الحسين أحمد كريم الذي تمحور حول (استراتيجيات القيادة العسكرية عند الإمام الحسين(عليه السلام))، ذاكراً بعض الخطط العسكرية التي انتهجها في حربه ضدّ جيش يزيد والتي كانت حرب دفاعٍ لا هجوم، وكيف أنّه (سلام الله عليه) رتّب صفوف جنده على الرغم من قلّة العدد وكيف استطاع أن يواجههم ويقاومهم بهذه الثلّة المؤمنة، فالخطّة والاستراتيجية التي اتّبعها (عليه السلام) لم تكن اعتباطية أو وليدة الصدفة بل كانت مبنيّة على أُسس ومقوّمات مستمدّة من الشخصيّة القياديّة للإمام الحسين(عليه السلام) التي هي جزءٌ من شخص الرسول وأبيه(صلوات الله عليهما).
لتُختتم هذه الجلسة ببحثٍ للباحث العراقي الأستاذ هادي شندوخ من جامعة ذي قار، وتوسّم بحثه بعنوان: (استريتجيات القيادة في خطاب الإمام الحسين -عليه السلام).
كشف الباحث في بحثه تمهيداً تناول فيه ثلاثة مداخل رئيسية هي: الاستراتيجية والقيادة أوّليات المفهوم، القيادة والإمام الحسين(عليه السلام) ثنائية التجاور والتداخل، المهارات القيادية في خطاب الإمام(عليه السلام)، ليأتي بعد ذلك مبحثان، الأوّل: القيادة في النسق، والثاني: القيادة في الذات.
هذا وقد شهدت هذه الجلسة العديد من المداخلات والملاحظات والاستفسارات من قبل الحاضرين قام الباحثون بدورهم بالإجابة عنها وتوضيح ما يلزم توضيحه.
ما هي أبرز سمات المنهج التكفيري من وجهة نظر الباحث السيد محمد رضا شرف الدين..
بيّن الباحث السيد محمد رضا شرف الدين من جمهورية لبنان خلال بحثه الذي ألقاه في الجلسة البحثية الأولى المنضوية ضمن فعاليات مهرجان ربيع الشهادة الثقافي العالمي الثاني عشر أهمّ وأبرز سمات المنهج التكفيري، وكان ذلك من خلال بحثٍ توسّم بعنوان: (الجهاد في الإسلام بين المثاليّة الحسينيّة والمسخ الإرهابي) حيث انطلق البحث من التشريعات الإلهية ومظاهر التمرّد البشري عليها من التحريف الى الحذف الى الإسقاط الى التشويه الى الاستغلال.
ثم عرج الباحث على ظاهرة الإمبريالية الدينية التي تلت عهد الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) استغلالاً لعالمية الرسالة الإسلامية مضافاً الى إرهاب الدولة، مبيّناً أنّ السلطة والكفاح المسلّح في القاموس الدينيّ لا تعدو كونها وسيلة لها شروطها وآدابها، والهدف الأوّل هو عملية الهداية، أمّا النظام السلطوي فإنّه يرى السلطة هدفاً وغايةً تبرّر كلّ وسيلة.
وبيّن الباحث في بحثه أهمّ سمات المنهج التكفيري التي تتلخّص بـ: 1- فقدان الأسس، 2- أصالة عدم حرية الإنسان، 3- العدائية السادية، 4- الهوس الجنسي، 5- جمعها لكلّ مناهج التمرّد، 7- نصبها العداء لظواهر الوعي، 8- مجانبة البعد العاطفي، 9- نكس الأوّليات، 10- المزاجية المفرطة في الآداب السلوكية، 11- هوس الخروج عن المألوف، 12- إفقاد الهويات، ثم تعرّض الباحث الى أهداف المنهج التكفيري وآثاره.
أمّا في قبال ذلك نجد الإمام الحسين(عليه السلام) في جهةٍ معاكسةٍ تماماً وفي حركة أخلاقية متشدّدة في مثليّتها، فمن الالتزام بما ليس إلزاميّ في أصل الشريعة، ليسطّر ملحمةً أفرغ في بوتقتها الأصول الأخلاقية والمكوّنات الإسلامية فروعاً وأصولاً.
رئيس مجلس علماء كابل: الإنسان إذا خلا قلبُه من مخافة الله عزّ وجلّ تحوّل الى ذئب متوحّش مثل يزيد
ضمن منهاج مهرجان ربيع الشهادة الثقافي العالميّ الثاني عشر الذي انطلقت فعالياته مساء  الثلاثاء (2شعبان 1437هـ) الموافق لـ(10آيار 2016م) كانت هناك كلمةٌ لرئيس مجلس علماء كابل السيد محمد ابراهيم باكيزي التي ممّا جاء فيها:
“أيّها المسلمون الأعزّاء انظروا الى قول رسول الله(صلى الله عليه وآله): (إنّ مثل أهل بيتي كسفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلّف عنها هلك) انظروا الى هذه السفينة التي نجا كلّ من ركب فيها، ولكن ابن نوح الذي لم يتبع أباه هلك مع أنّه ولده، إذا أراد المسلمون أن يعيشوا بأمنٍ وسلام فلابُدّ لهم من اتّباع نهج الإمام الحسين(عليه السلام)، فإنّ رسول الله(صلى الله عليه وآله) لم يتحدّث من تلقاء نفسه (وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَىٰ * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَىٰ)، فقد قال (صلوات الله وسلامه عليه): (حسين منّي وأنا من حسين) وقال: (من أحبّه فقد أحبّني ومن أبغضه فقد أبغضني)، وكان (صلوات الله وسلامه عليه وآله) يقبّل الحسين(عليه السلام) وإذا رجع من سفرٍ يطلب من الزهراء أن تحضر ولديها ولا يرجع الى داره إلّا إذا رآهما وضمّهما الى صدره”.
وأضاف: “مع مرور الزمان كثر أعداء الإسلام، وقد قالت أمّ سلمة (رضي الله عنها): رأيت رسول الله(صلى الله عليه وآله) وهو يبكي وعليه التراب، فقلت ماذا جرى يا رسول الله، فقال: شهدت قتل ولدي الحسين آنفاً في كربلاء، لقد حضرت في كربلاء ورأيت قتل ولدي الحسين، وكانت في يده قارورة وقال لي: هذا دم ولدي الحسين”.
متابعاً: “أيّها المسلمون هذه دسائس المنافقين الذين كان ظاهرهم الإسلام وباطنهم الكفر، وإلّا فهل يُمكن لمن يعتنق الإسلام أن يعتدي بالقتل على وجود مَنْ كان محلّ حلوّ وتقبيل رسول الله(صلى الله عليه وآله)، بل هل يمكن لمسلمٍ أن يتصوّر ذلك؟ والحقيقة هي أنّ الإنسان إذا خلا قلبُه من مخافة الله عزّ وجلّ تحوّل الى ذئب متوحّش مثل يزيد وأعوانه ومثل الدواعش والتكفيريّين وأمثالهم”.
مبيّناً: “لابُدّ للمسلمين اليوم من الاتّحاد فإنّ الله تعالى يقول: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً) ولم يفرّق بين سنّةٍ وشيعة، وإنّما الفضل عنده (إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ) حتى تصبح الأمّة الإسلامية في مأمن من فتن أعداء الإسلام”.
واختتم قائلاً: “نسأل الله سبحانه تعالى أن يجعلنا من العاملين بهذه الآيات حتى نكون من الناجين، وعن زيد بن أرقم أنّه قال: قال رسول الله(صلى الله عليه وآله): (إنّي تاركٌ فيكم أمرين ما إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا كتاب الله وعترتي)، وأخيراً أشكر المنظّمين على دعوتنا لأنّني أتشوّق منذ زمنٍ لزيارة العتبات المقدّسة في العراق وكذلك قبر الإمام أبي حنيفة، وأتمنّى لهم الاستمرار في هذا العمل وأن يقيموا مؤتمرات كهذه في بلدان أخرى حتى يتّحد المسلمون في تعظيم شأن أهل البيت(عليهم السلام) فإنّ أهل البيت للمسلمين كافة”.
وفود مهرجان ربيع الشهادة يهنّئون أبا الفضل العبّاس(عليه السلام) بذكرى ميلاد أخيه السبط
شهدت فعاليات اليوم الثاني من مهرجان ربيع الشهادة الثقافيّ العالميّ الثاني عشر الذي تقيمه وترعاه العتبتان المقدّستان الحسينيّة والعبّاسية حضور الوفود المشاركة فيه لأداء الممارسة العبادية التي أُقيمت من قبل خَدَمَة أبي الفضل العبّاس(عليه السلام) في صحنه الشريف، حيث أنشدوا أعذب الكلمات التي بيّنت مدى التضحية والفداء الذي قدّمه أبو الفضل العبّاس(عليه السلام) في سبيل نصرة أخيه الإمام الحسين(عليه السلام) مهنّئيه في نفس الوقت بذكرى ولادة أخيه السبط الإمام الحسين(عليه السلام) التي توافق هذا اليوم الثالث من شعبان.
استُهِلَّت هذه الفعالية بتلاوة آياتٍ من الذكر الحكيم أعقبتها كلمةٌ ترحيبيّة ألقاها نائب الأمين العام للعتبة المقدّسة المهندس بشير محمد جاسم لضيوف المهرجان، قدّم لهم فيها التهاني والتبريكات بمناسبة حلول شهر الولادات الميمونة لأهل البيت(عليهم السلام) ثمّ توجّه الحاضرون بعدها بقلوبهم وعقولهم لأداء زيارة أبي الفضل العبّاس(عليه السلام) ليستمعوا بعدها الى نشيد العتبة المقدّسة (لحن الإباء).
نائب الأمين العام المهندس بشير محمد جاسم بيّن لشبكة الكفيل قائلاً: “كما تعلمون اعتادت العتبةُ العبّاسية المقدّسة ضمن فعاليات مهرجان ربيع الشهادة الثقافي العالمي أن تكون فقرة الممارسة العبادية ضمن هذه الفعاليات لأهمّيتها ولأنّ فيها جنبتين، الجنبة الأولى هي الزيارة التي هي مقصد لكلّ زائر والضيوف الحاضرون هم زائرون، والجنبة الثانية هي أنّ هناك قصيدةً شعريّةً تُلقى في هذه الممارسة تمثّل ولاء كلّ من يقرأ هذه الزيارة تجاه المولى أبي الفضل العبّاس(عليه السلام)، وهي تبيّن ماهيّة أبي الفضل، فهذه الوقفة الكريمة تجعل الجانب الروحاني حاضراً لدى الزائر الكريم، لذلك نحرص دائماً أن يشارك الضيوف الحاضرون للمهرجان في هذه الممارسة”.
من جانبه بيّن الشيخ أيمن المصري أستاذ الحوزة العلمية في مدينة قم المقدّسة قائلاً: “حضرنا في هذا اليوم المبارك لأداء المراسيم العبادية في الصحن الشريف لأبي الفضل العبّاس(عليه السلام) وحقيقةً هو شعور لا يوصف فالقلوب تهفو عند أداء هذه الطقوس والإنسان لا يستطيع أن يصف هذه اللّحظات الروحانية وهو يقف أمام مرقد صاحب الجود وحامل لواء الإمام الحسين أبي الفضل العبّاس(عليه السلام) وهو يزور هذه الزيارة ويقرأ هذه الأنشودة الجميلة المعبّرة بكلماتها عن مدى التضحية العظيمة التي قدّمها أبو الفضل لنصرة الإمام الحسين(عليه السلام)، وأنا أعتبر حضورنا لهذه الممارسة وهذا المهرجان هو توفيقٌ من الله سبحانه وتعالى”.
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/05/11



كتابة تعليق لموضوع : استمرار فعاليات مهرجان "ربيع الشهادة" الدولي ( مصور )
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net