كلمة بمناسبة الولادة الطاهرة لبقية الله في أرضه عج
محمد صادق الكيشوان الموسوي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمان الرحيم
"ربِّ إشرح لي صدري ويسّر لي أمري وأحلل عقدةً من لساني يفقهوا قولي"" صدق الله العلي العظيم
والحمدُ لله معتمدِ المؤمنين وغاية آمالِ العارفين، والصلاة والسلام على المبعوثِ رحمةً للعالمين، المحمود الأحمد، المصطفى الأمجد، حبيب إلهِ العالمين أبي القاسمِ محمد وعلى أهلِ بيتهِ الطيبين الطاهرين المعصومين المظلومين أجمعين.
والسلام عليكم أيها الحفل الكريم ورحمة الله وبركاته
وبعد..
نباركُ الإمامَ المنتظر المهدي الحجةَ بن الحسن روحي وأرواح العالمين لِتُرابِ مَقْدَمِهِ الفِداء، والأُمّةَ الإسلاميةَ جمعاء ونباركُ لكم أيها السادةُ الأفاضل الذِكرى العَطرة لولادة صاحب الأمر والزمان، منقذ البشرية من الظلم والجَور وناشر العدلِ في الطولِ والَعرض، مُعِزِ المؤمنين المُستضعفينَ ومُذِلَ الكافرين المُتَكبرين الظالمين.
قالت السيّدةُ حكيمة ـ بنت الإمام الجواد وأُخت الإمام الهادي وعمّة الإمام العسكري(عليهم السلام) ـ: دخلت يوماً على أبي محمّد(عليه السلام)، فقال: «يا عمّة بيتي عندنا الليلة، فإنّ الله سيظهر الخلف فيها».
قلت: وممّن؟ قال: «من نرجس»، قلت: فلستُ أرى بنرجسَ حَمْلاً؟ قال: «يا عمّة إنّ مَثَلَها كمَثَلِ أُمِّ موسى لَمْ يظهر حَمْلُها بها إلّا وقتَ ولادتِها».
فبتُّ أنا وهي في بيت، فلمّا انتصفَ الليلُ صلّيتُ أنا وهي صلاةَ الليلِ، فقلتُ في نفسي: قد قَرُبَ الفجرُ ولم يَظهَرْ ما قال أبو محمّد، فناداني أبو محمّد(عليه السلام) من الحُجرة: «لا تَعْجَلي».
فرجعتُ إلى البيت خَجِلَة، فاستقبلتني نرجسُ وهي تَرتعِد، فَضَمَمْتُها إلى صدري، وقرأتُ عليها «قل هو الله أحد» و«إنّا أنزلناه»، وآية الكرسي، فأجابني الخلفُ من بطنها يقرأ كقراءتي.
قالت: وأشرقَ نورٌ في البيت، فنظرتُ فإذا الخلفُ تحتَها ساجدٌ لله تعالى إلى القبلة، فأخذتُه، فناداني أبو محمّد(عليه السلام) من الحُجرة: «هَلُمّي بإبني إليَّ يا عمّة».
قالت: فأتيتُهُ به، فوضعَ لِسانَه في فيهِ وأجلسهُ على فَخِذِهِ، وقال: «أُنطُقْ يا بُني بإذنِ الله»، فقال: «أعوذُ باللهِ السميعِ العليمِ من الشيطانِ الرجيمِ، بسم الله الرحمن الرحيم، وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنّ عَلَى الّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهامانَ وَجُنُودَهُما مِنْهُمْ ما كانُوا يَحْذَرُونَ، وصلّى الله على محمّد المصطفى وعلي المرتضى وفاطمة الزهراء، والحسن والحسين، وعليّ بن الحسين، ومحمّد بن عليّ، وجعفر بن محمّد، وموسى بن جعفر، وعليّ بن موسى، ومحمّد بن عليّ، وعليّ بن محمّد، والحسن بن عليّ أبي».
أيها الحفل الكريم..
سوف لن أتعرضَ لِآراءِ المسلمين وسواهم في المنقذ العالمي الذي يأخذ البيعةَ من الناس لله تعالى على أمل أن أبحث ذلك بشيءٍ من التفصيل في أيام شهر رمضان المبارك إن شاء الله ذلك، مستمداً العونَ من الله عزوجل طالبا منه التوفيق لما فيه رِضاه، مع التنويهِ بأن عموم المسلمينَ قد إتفقوا على ظهوره الشريف آخر الزمان لكن بعضهم قد إختلفَ في زمنِ ولادته. فالشيعة وبعض إخوتنا من أبناءِ السُنةِ متفقونَ بأنه عجلَ الله فرجه قد وُلِدَ في مدينة سامراء وكما ذكرنا قبل قليل حديث السيدة الطاهرة حكيمة بنت الأمام الجواد عليه السلام كما جاء في الكافي. والبعض الآخر يقول بأنه عند ظهوره الشريف. أضف إلى ذلك أحاديث الحبيب المصطفى عليه وعلى أهل بيته الصلاة والسلام وكذلك الآيات الواضحات في القرآن المجيد:
قال الله تعالى: (يوم ندعو كل اُناس بإمامهم فمن أُوتي كتابه بيمينه فاُولئك يقرءون كتابهم ولا يظلمون فتيلاً * ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى وأضل سبيلاً).الأسراء:17
فهلْ ياتُرى قد عَرِفتِ الأمةُ أمامَها؟؟؟
ثلاثُ علاماتِ إستفهامٍ لهذا السؤال
فإذا كانَ الجوابُ بالنفي فنُكررُ السؤالَ ولكن بأبسطِ علاماتِ الإستفهامِ: لِماذا؟
وإذا كانَ الجوابُ بالإيجابِ فنتساءلُ كذلك بأبسطِ علاماتِ الإستفهامِ: من هو؟
قال رسولُ الله (ص):
لنْ تنقضيَ الأيامُ والليالي حتى يبعثُ اللهُ رَجُلا من أهلش بيتي يُواطئُ إسمُهُ إسمس، يملؤها عَدلاً وقِسطاً، كما مُلِئتْ ظُلماً وَجَوراً".
قالَ الإمامُ الرِضا عليه السلام:"... يُطَهِّرُ اللهُ بهِ الأرضَ مِن كلِّ جَور وَيُقَدِسُها مِن كلِّ ظُلْم... فإذا أخرجَ أشرقتِ الأرضُ بِنورِهِ وَوَضعَ ميزانَ العدلِ بينَ الناسِ فلا يَظلِمُ أَحَدٌ أَحَداً...".
السلامُ على بقيةِ اللهِ في أرضهِ، السلامُ على ميثاقِ اللهِ الذي أخذَهُ وَوَكَدَه، السلامُ عليكَ أيها المُقَّدَمُ المَأمولُ، السلامُ عليكَ بجوامِعِ السلام ورحمة الله وبركاته.
لقد حَرَصتُ على أن تكونَ مشاركتي هذه المرّة مختصرةً جدا دفعا لِتَزاحُمِ فِقراتِ الحفلِ البهيج ورغبةً في إتاحةِ الفُرصةِ للسادة المشاركين
أشكرُ السادةَ القائمين بأمرِ هذا المجمع المبارك من إتاحتهم لي فرصة التحدث والمشاركة في إحياء ذكرى الوِلادةِ الميمونة، كما أشكرُكُم أيها السادةُ الحضور على حسن الإستماع والمتابعة داعيا للجميع دوام التوفيق وحُسنِ القَبول.
وآخرُ دعوانا إنِ الحمدُ لله ربِّ العالمين.
والسلامُ عليكم ورحمة الله وبركاته
محمد صادق الكيشوان الموسوي
ستوكهولم 2011ـ 07ـ18
http://www.youtube.com/watch?v=94T5bqnWlYE
http://www.youtube.com/watch?v=CNmTWj9FRDg
محمد صادق الكيشوان الموسوي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat