صفحة الكاتب : طاهر الموسوي

المرجعية العليا لم ولن تتخلى عن توجيه بوصلة العراق باتجاه شاطئ الامان
طاهر الموسوي
 كما عودتنا المرجعية الدينية العليا في النجف الاشرف المتمثلة بالمرجع الاعلى سماحة السيد علي السيستاني (دام ظله) دائما في مراقبة الوضع في البلاد, والتصدي الحازم والحاسم في اوقات هي التي تختارها وتحدد زمانها, وفقا لرؤيتها الناتجة عن استشعار الظروف والتداعيات المحيطة التي تستدعي منها الدخول بشكل مباشر او غير مباشر في هذا الشأن او ذاك .
ولا يخفى على المتتبع لحركة المرجعية والمساحة التي تمتلكها من استجابة للامة لها, وليس بعيدا عنا تلبية الملايين من ابناء الشعب العراقي وخلال ساعات قليلة لفتوى الجهاد الكفائي, التي كانت كافية لوقف زحف التكفيريين نحو العاصمة بغداد والمدن المقدسة وما بعدها من تحقيق انتصارات على يد المتطوعين في فصائل الحشد الشعبي, التي تسلحت بالفتوى ليس فقط للدفاع انما اندفعت لتحرير المدن المحتلة وتطهيرها من ايدي تنظيم داعش الاجرامي , ولا تزال تحقق الانتصارات تلو الانتصارات يوميا وتقدم خيرة ابناءها قرابين من اجل تراب العراق الطاهر والمقدسات .
وبرغم من انشغال الكتل السياسية واستمرارها في الابتعاد عن توجيهات المرجعية العليا حتى انها قالت ( لقد بحت اصواتنا ) ولكن لم تجد وللأسف الشديد من يستمع لهذه التوجيهات والنصائح والتي دأبت المرجعية عبر البيانات او عن طريق معتمديها من على منابر الجمعة, حتى وصل الامر الى الامتناع عن هذه التوجيهات المباشرة لتتحول الى اشارات غير مباشره وغلق ابوابها بشكل تام امام استقبال السياسيين تعبيرا منها عن امتعاضها الشديد منهم ومن عدم الانصياع وتطبيق ولو جزء بسيط مما كانت تدعوا اليه من اصلاح العملية السياسية ,ومحاسبة كبار الفاسدين وتقديمهم للعدالة, ومحاربة المحسوبية وتوفير الخدمات الرئيسة للمواطنين ولكن دون جدوى ايضا, حتى وصلت الامور الى ما هي عليها اليوم , من تعطيل للحكومة ومجلس النواب بسبب الخلافات على تقسيم المغانم والحصص بين الكتل السياسية التي بات همها الاوحد ليس خدمة المواطنين بقدر ضمان حصتها في كعكة السلطة والامتيازات ,ويوما بعد يوم  نشاهد تصاعد الاعمال الارهابية والتفجيرات التي تطال الابرياء في العاصمة بغداد وباقي المدن , ما دعا المرجعية العليا الى ان تدين جرائم التفجيرات الارهابية وتتساءل "متى يعود المسؤولون الى رشدهم وان يتركوا المناكفات لإيقاف الانحدار الامني الذي يشهده البلد" في اشاره منها الى انها تراقب بشكل كبير وعن قرب جميع تصرفات الحكومة التي لا تزال عاجزة في توفير الامن والخدمات للمواطنين وايضا لا تزال عاجزة في تصحيح مسارها والخروج بالبلد من عنق الزجاجة ,خصوصا مع استمرار العمليات العسكرية ضد داعش, وانخفاض اسعار النفط وما يوجه البلد من ركود اقتصادي حاد يهدد الاقتصاد العراقي, وارتفاع نسبة التضخم وانهيار العملة الوطنية بشكل بات المواطن مهدد في لقمة عيشة.
من هنا نقول يجب على قادة الكتل السياسية والاحزاب ان تعي حجم هذه المخاطر والازمة التي تواجه البلد وان تتجه الى سلوك طريق يؤمن الخروج باقل الخسائر, عبر نكران الذات والجلوس حول طاولة مستديرة , والاتفاق على شيء واحد فقط هو انقاذ العراق .   
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


طاهر الموسوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/05/14



كتابة تعليق لموضوع : المرجعية العليا لم ولن تتخلى عن توجيه بوصلة العراق باتجاه شاطئ الامان
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net