صفحة الكاتب : علاء كرم الله

وماتت عراق أميرة الزمان؟!
علاء كرم الله

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 ليس من باب التشاؤم واليأس أن أردد ما يقوله الشارع العراقي بأن العراق أنتهى والى لا رجعة!, فلم يبق منه شيئ سوى ذكريات من زمن جميل كان فيه العراق مدعاة للفخر والجمال والأمل في كل شيء، نتداوله عبر مواقع التواصل الأجتماعي بألم كبير وحسرة أكبر على وطن أضعناه بغبائنا وجهلنا ونفاقنا وتخلفنا وتمسكنا بأهداب الدين الذي لم نفهم منه سوى الطائفية والمذهبية!!؟ فحتى بصيص الأمل الذي اتقدت جمرته بالتظاهرات المليونية الأخيرة التي عبرت أسوار المنطقة الخضراء ودخلت الى البرلمان سرعان ما أطفئها وخذلها من قادها!؟ عندما كانت الجماهير في ذروة ثورتها وهياجها بتبريرات الأعتكاف الواهية والمضحكة!!، بعد ان ترك تلك الملايين الثائرة بلا غطاء سياسي ولا رمز قيادي! لتتحول تلك الأصوات الهادرة بأسم العراق وبغداد الحرة!، الى حالة من الفوضى والأضطراب والقيل والقال، ثم لتقع تحت ملامة هذا السياسي ونقد هذا الحزب، حتى وصل الأمر للبعض من السياسيين بمطالبة الحكومة لمحاسبتهم!، بعد أن كادت هذه الحكومة ان تسقط تحت أقدام الجماهير الثائرة!.وفي حقيقة الأمر ان كل ما فعلته الأحزاب التي قادت الحكم بالعراق من بعد السقوط، من دمار وخراب ونهب وفساد رهيب، هو في الحقيقة نتاج طبيعي! لما زرعه النظام السابق وقائده الأحمق بكل سياسته الرعناء وحروبه الفاشلة، والتي جلبت للعراق كل المصائب والويلات. فالطبقة السياسية التي حكمت العراق من بعد السقوط لم يرى فيها الشعب ألا أمتداد طبيعي لصورة النظام السابق الفاشل بكل فساده ورعبه وبوليسياته وأجهزته القمعية بل زادت عليه أكثر بمليشيات رهيبة تتبع لهذا الحزب وذاك!!. فكل شيء بالعراق معطل بشره وحجره! فقد أحالوا سياسوا الحظ والصدفة الذين أستولوا على السلطة بالعراق بمباركة أمريكية وأيرانية! منذ عام 2003 شعب العراق الى أكوام من البشرلا يجمعهم ألا أنتظار الموت بعد أن زرعوا فيهم كل خوف العالم وبأنتظار ما سيأتي به الغد من فواجع ونواح،كما حولوا  العراق الى بلد عنوانه الموت  والأزمات والخوف والتلوث والتخلف والفساد، بعد أن نهبوا كل ثرواته, حتى انهم رهنوا مستقبله ومستقبل أجياله لعشرات السنين القادمة بعد ان باعوا حتى نفطه وهو تحت الأرض!.ثم من أين يأتينا بصيص الأمل بعد ان أعلنت أيران وبأتفاق امريكي معها بأن لا تغير في صورة الوضع السياسي بالعراق!! فالرئاسات الثلاثة باقية، فلا تظاهرات ولا تغيير ولا هم يحزنون!, وهل يستطيع الشعب العراقي أن يثور ضد أيران وأمريكا؟؟؟!.( وهنا لا بد من الأشارة بأن العراق بكل محافظاته يشهد ومنذ أسبوع سلسلة أنفجارات يومية بسيارات مفخخة وأنتحاريون أوقعت المئات من الضحايا , تقف الحكومة عاجزة بكل أجهزتها الأمنية والأستخبارية عاجزة أمامها!). بعد كل ما تقدم عذرا أقول للقاريء الكريم بأن لا أمل في كل ما نقوم به من تظاهرات وخطابات، فميليشيات الأحزاب جاهزة لقمع أي تظاهرات أن تجاوزت خطوطها الحمراء!!! وسوف يتم قطع لسان كل من يكرر الهتاف ضد دولة أقليمية جارة!!؟ وهذا ما صرح به علانية احد المعممين صراحة من على احدى الفضائيات!!!.  فماتت عراق أميرة الزمان!, وهذه قصة موتها( كانت هناك فتاة أسمها عراق/ جميلة بهية في كل شيء/ حباها الله كل معاني الخير والرفاه والعز والفخار/ تاجها الكبير حسبها ونسبها وأصلها وتاريخها/  وكان الجميع يحبها ويصونها/ ولم لا فهي درة زمانها/ والأثيرة في كل شيء على أقرانها/ الذين كانوا في نفوسهم يحسدونها/ وفي يوم أسود مشؤوم/ وفي غفلة من الزمان/ جاءها الشيطان/ بصورة أنسان/ وأوهمها بالحب والحنان/ وقال لها بأني فارس الفرسان/ وفاتح الحصون والبلدان/ واني أبن فلان وفلان!/ فتم عقد القران/ وبعد فترة من الزمان/ أنفضح كل شيء للعيان/ ولكن بعد فوات الآوان/ فقد أصبحت عراق مكبلة بالحديد وأسيرة الجدران/ تلفها الأحزان / وكانت في كل يوم تهان/ وظل هذا الشيطان يريها العذاب ألوان/ وأخذت عراق تضعف يوم بعد يوم/  من كثرة الذل والهوان/ وهكذا أستمر هذا الجبان/ فلم يبق فيها شيئا مصان/ فهو بعيد عن كل معتقد وأديان/ وبعد ما أخذ منها ما شاء ومن الزمان/ هرب الجبان/ وأختبأ بجحر كالجرذان/ ولم يبق شيء من عراق/ فقد جاءها الطوفان/ وأصبحت فريسة للحيتان/ وصارت أميرة الزمان في خبر كان/.
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علاء كرم الله
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/05/17



كتابة تعليق لموضوع : وماتت عراق أميرة الزمان؟!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net