صفحة الكاتب : نبيل محمد حسن الكرخي

مَنْهَجُنْــــــا ... ( 3 )
نبيل محمد حسن الكرخي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 بسم الله الرحمن الرحيم

وللمؤمنين فيما بينهم قوة تربطهم عظيمة في شدتها ، فعلى سبيل المثال نقرأ في كتاب الجهاد للسيد الخوئي (قدس سره الشريف) في المسالة (27) وهو يتحدث عن حق الامان في الجهاد ضد الكفار: (إن المعروف بين الأصحاب أن حق الأمان الثابت لآحاد من المسلمين محدود إلى عشرة رؤوس من الكفار وما دونهم، فلا يحق لهم أن يعطوا الأمان لأكثر من هذا العدد. ولكن لا دليل على هذا التحديد، فالظاهر أن لواحد من المسلمين أن يعطي الأمان لأكثر من العدد المزبور لأجل المناظرة في طلب الحق، وقد ورد في معتبر مسعدة بن صدقة أنه يجوز لواحد من المسلمين إعطاء الأمان لحصن من حصونهم).
اذن هذا الحكم الفقهي يكشف لنا عن قيمة اخلاقية عظيمة وهي ان للمسلم الذي هو فرد من الامة حق على اخوته المسلمين يرقى لمنزلة اعطاء الامان لحصن كامل من الكفار. وهذا يكشف عن المنزلة العظيمة التي يتمتع بها المؤمن داخل جماعته الايمانية بين اخوته المؤمنين بعد أن يذوب فيهم بكل وجوده.
 
قال الله ربنا العليَّ العظيم في كتابه الكريم المجيد الذي لاَ يَأْتِيهِ البَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلاَ مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ: 
((مُحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وَجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً )).
وقال الله ربنا العليم الحكيم: 
((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى المُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ )).
وفي الكافي ننتقي من الاحاديث الواردة فيه الاحاديث التالية التي تؤكد على ان المؤمنين هم جسد وكيان وجماعة واحدة ، يشد بعضها بعضاً ويقوي بعضها بعضاً ، هم كتلة واحدة ، جبل واحد ، حركة واحدة ، وجبهة واحدة ، وعزيمة واحدة ، وبنيان واحد ...
ـ عن المفضل بن عمر: قال الامام أبو عبد الله جعفر الصادق (عليه السلام): (إنما المؤمنون إخوة بنو أب وأم وإذا ضرب على رجل منهم عرق سهر له الآخرون).
ـ عن علي بن عقبة عن الامام جعفر الصادق ( عليه السلام ) قال: (المؤمن أخو المؤمن ، عينه ودليله ، لا يخونه ولا يظلمه ولا يغشه ولا يعده عدة فيخلفه).
ـ عن الحارث بن المغيرة : قال الامام جعفر الصادق ( عليه السلام ) : (المسلم أخو المسلم هو عينه ومرآته ودليله ، لا يخونه ولا يخدعه ولا يظلمه ولا يكذبه ولا يغتابه).
ـ عن حفص بن البختري قال : كنت عند أبي عبد الله ( عليه السلام ) ودخل عليه رجل فقال لي : (تحبه ؟) فقلت : نعم ، فقال لي: (ولم لا تحبه وهو أخوك وشريكك في دينك وعونك على عدوك ورزقه على غيرك).
ـ عن جميل انه سمع الامام جعفر الصادق ( عليه السلام ) يقول : (المؤمنون خدم بعضهم لبعض) ، قلت : وكيف يكونون خدما بعضهم لبعض ؟ قال (عليه السلام) : (يفيد بعضهم بعضا).
ـ عن جابر ، عن الامام ابي جعفر محمد الباقر ( عليه السلام ) قال : (من حق المؤمن على أخيه المؤمن أن يشبع جوعته ويواري عورته ويفرج عنه كربته ويقضي دينه ، فإذا مات خلفه في أهله وولده).
ـ عن معلى بن خنيس ، عن الامام أبي عبد الله جعفر الصادق ( عليه السلام ) قال : قلت له : ما حق المسلم على المسلم ؟ قال له (عليه السلام): (سبع حقوق واجبات ما منهن حق إلا وهو عليه واجب ، إن ضيع منها شيئا خرج من ولاية الله وطاعته ولم يكن لله فيه من نصيب) ، قلت له : جعلت فداك وما هي ؟ قال (عليه السلام): (يا معلى إني عليك شفيق أخاف أن تضيع ولا تحفظ وتعلم ولا تعمل) ، قال : قلت له : لا قوة إلا بالله ، قال (عليه السلام): 
(أيسر حق منها أن تحب له ما تحب لنفسك وتكره له ما تكره لنفسك ، 
والحق الثاني أن تجتنب سخطه وتتبع مرضاته وتطيع أمره ، 
والحق الثالث أن تعينه بنفسك ومالك ولسانك ويدك ورجلك ، 
والحق الرابع أن تكون عينه ودليله ومرآته ، 
والحق الخامس [أن] لا تشبع ويجوع ولا تروى ويظمأ ولا تلبس ويعرى ، 
والحق السادس أن يكون لك خادم وليس لأخيك خادم فواجب أن تبعث خادمك فيغسل ثيابه ويصنع طعامه ويمهد فراشه ، 
والحق السابع أن تبر قسمه وتجيب دعوته ، وتعود مريضه ، وتشهد جنازته ، وإذا علمت أن له حاجة تبادره إلى قضائها ولا تلجئه أن يسألكها ولكن تبادره مبادرة ، 
فإذا فعلت ذلك وصلت ولايتك بولايته وولايته بولايتك).
 
ـ عن مرازم ، عن الامام أبي جعفر الصادق( عليه السلام ) قال: (ما عبد الله بشئ أفضل من أداء حق المؤمن).
ـ عن إبراهيم بن عمر اليماني ، عن الامام جعفر الصادق ( عليه السلام ) قال : (حق المسلم على المسلم أن لا يشبع ويجوع أخوه ولا يروى ويعطش أخوه ولا يكتسي ويعرى أخوه ، فما أعظم حق المسلم على أخيه المسلم) وقال (عليه السلام): (أحب لأخيك المسلم ما تحب لنفسك وإذا احتجت فسله وإن سألك فأعطه لا تمله خيرا ولا يمله لك[1] كن له ظهرا ، فإنه لك ظهر ، إذا غاب فاحفظه في غيبته وإذا شهد فزره وأجله وأكرمه فإنه منك وأنت منه فإن كان عليك عاتبا فلا تفارقه حتى تسأل سميحته[2] وإن أصابه خير فاحمد الله وإن ابتلي فأعضده وإن تمحل له فأعنه[3] وإذا قال الرجل لأخيه : أف انقطع ما بينهما من الولاية وإذا قال : أنت عدوي كفر أحدهما ، فإذا اتهمه انماث الايمان في قلبه[4] كما ينماث الملح في الماء ، وقال : بلغني أنه قال : إن المؤمن ليزهر نوره لأهل السماء كما تزهر نجوم السماء لأهل الأرض وقال : إن المؤمن ولي الله يعينه[5] ويصنع له ولا يقول عليه إلا الحق ولا يخاف غيره).
ـ عن أبان بن تغلب قال : كنت أطوف مع أبي عبد الله (عليه السلام) فعرض لي رجل من أصحابنا كان سألني الذهاب معه في حاجة فأشار إلي فكرهت أن أدع أبا عبد الله (عليه السلام) وأذهب إليه فبينا أنا أطوف إذ أشار إلي أيضا فرآه أبو عبد الله (عليه السلام) فقال : (يا أبان إياك يريد هذا ؟) قلت : نعم ، قال : (فمن هو ؟) قلت : رجل من أصحابنا ، قال : (هو على مثل ما أنت عليه)[6] ، قلت : نعم ، قال (عليه السلام) : (فاذهب إليه) ، قلت : فأقطع الطواف ؟ ، قال (عليه السلام) : ( نعم )، قلت : وإن كان طواف الفريضة ؟ قال (عليه السلام) : ( نعم ) ، قال : فذهبت معه ، ثم دخلت عليه بعد فسألته ، فقلت : أخبرني عن حق المؤمن على المؤمن ، فقال (عليه السلام) : (يا أبان دعه لا ترده) ، قلت : بلى جعلت فداك فلم أزل أردد عليه ، فقال (عليه السلام): (يا أبان تقاسمه شطر مالك) ، ثم نظر إلي فرأى ما دخلني ، فقال (عليه السلام): (يا أبان أما تعلم أن الله عز وجل قد ذكر المؤثرين على أنفسهم ؟) ، قلت : بلى جعلت فداك ، فقال (عليه السلام): (أما إذا أنت قاسمته فلم تؤثره بعد ، إنما أنت وهو سواء إنما تؤثره إذا أنت أعطيته من النصف الآخر).
ـ عن محمد بن عجلان قال : كنت عند أبي عبد الله ( عليه السلام ) فدخل رجل فسلم ، فسأله (عليه السلام): (كيف من خلفت من إخوانك ؟) قال : فأحسن الثناء وزكى وأطرى ، فقال له (عليه السلام): (كيف عيادة أغنيائهم على فقرائهم ؟) فقال : قليلة ، قال (عليه السلام) : (وكيف مشاهدة أغنيائهم لفقرائهم)[7] ؟ قال : قليلة ، قال (عليه السلام): (فكيف صلة أغنيائهم لفقرائهم في ذات أيديهم ؟) ، فقال : إنك لتذكر أخلاقا قل ما هي فيمن عندنا ، قال: فقال (عليه السلام): (فكيف تزعم هؤلاء أنهم شيعة)[8].
ـ عن أبي إسماعيل قال : قلت لأبي جعفر (عليه السلام) : جعلت فداك إن الشيعة عندنا كثير فقال (عليه السلام) : ( [ ف‍ ] هل يعطف الغني على الفقير ؟ وهل يتجاوز المحسن عن المسيئ ؟ ويتواسون ؟) ، فقلت : لا ، فقال (عليه السلام): (ليس هؤلاء شيعة ، الشيعة من يفعل هذا).
ـ عن العلاء بن فضيل ، عن الامام أبي عبد الله جعفر الصادق (عليه السلام) قال: (كان أبو جعفر (صلوات الله عليه) يقول : عظموا أصحابكم ووقروهم ولا يتجهم بعضكم بعضا ولا تضاروا ولا تحاسدوا وإياكم والبخل ، كونوا عباد الله المخلصين).
ـ عن سعيد بن الحسن قال : قال أبو جعفر (عليه السلام): (أيجيئ أحدكم إلى أخيه فيدخل يده في كيسه فيأخذ حاجته فلا يدفعه ؟) فقلت : ما أعرف ذلك فينا ، فقال أبو جعفر (عليه السلام) : (فلا شئ إذا) ، قلت : فالهلاك إذا ، فقال (عليه السلام): (إن القوم لم يعطوا أحلامهم بعد)[9].
ـ عن السكوني ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال: (قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : حق على المسلم إذا أراد سفرا أن يعلم إخوانه وحق على إخوانه إذا قدم أن يأتوه).
ـ عن شعيب العقرقوفي قال : سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول لأصحابه: (اتقوا الله وكونوا إخوة بررة ، متحابين في الله ، متواصلين ، متراحمين ، تزاوروا وتلاقوا وتذاكروا أمرنا وأحيوه).
ـ عن خيثمة قال : دخلت على أبي جعفر (عليه السلام) أودعه فقال (عليه السلام): (يا خثيمة أبلغ من ترى من موالينا السلام وأوصهم بتقوى الله العظيم وأن يعود غنيهم على فقيرهم وقويهم على ضعيفهم وأن يشهد حيهم جنازة ميتهم وأن يتلاقوا في بيوتهم ، فإن لقيا بعضهم بعضا حياة لامرنا ، رحم الله عبدا أحيا أمرنا ، يا خيثمة أبلغ موالينا أنا لا نغني عنهم من الله شيئا إلا بعمل وأنهم لن ينالوا ولايتنا إلا بالورع وأن أشد الناس حسرة يوم القيامة من وصف عدلا ثم خالفه إلى غيره).
ـ عن الحصين ، عن الامام أبي عبد الله جعفر الصادق (عليه السلام) قال: (من زار أخاه في الله قال الله عز وجل : إياي زرت وثوابك علي ، ولست أرضى لك ثوابا دون الجنة).
ـ عن محمد بن قيس ، عن الامام أبي جعفر محمد الباقر (عليه السلام) قال: (إن لله عز وجل جنة لا يدخلها إلا ثلاثة : رجل حكم على نفسه بالحق ، ورجل زار أخاه المؤمن في الله ، ورجل آثر أخاه المؤمن في الله).
ـ عن السكوني ،  الامام أبي عبد الله جعفر الصادق (عليه السلام) قال: (قال أمير المؤمنين (عليه السلام): لقاء الاخوان مغنم جسيم وإن قلوا).
ـ عن أبي عبيدة ، عن الامام أبي جعفر محمد الباقر (عليه السلام) قال : (ينبغي للمؤمنين إذا توارى أحدهما عن صاحبه بشجرة ثم التقيا أن يتصافحا).
ـ عن جابر ، عن الامام أبي جعفر محمد الباقر (عليه السلام) قال: (قال رسول الله (صلى الله عليه آله): إذا لقي أحدكم أخاه فليسلم عليه وليصافحه ، فإن الله عز وجل أكرم بذلك الملائكة فاصنعوا صنع الملائكة).
ـ عن جابر ، عن الامام أبي جعفر محمد الباقر (عليه السلام) قال : (قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إذا التقيتم فتلاقوا بالتسليم والتصافح وإذا تفرقتم فتفرقوا بالاستغفار[10]).
ـ عن يزيد بن عبد الملك ، عن الامام أبي عبد الله جعفر الصادق (عليه السلام) قال: (تزاوروا فإن في زيارتكم إحياء لقلوبكم وذكرا لأحاديثنا ، وأحاديثنا تعطف بعضكم على بعض فإن أخذتم بها رشدتم ونجوتم وإن تركتموها ضللتم وهلكتم ، فخذوا بها وأنا بنجاتكم زعيم).
ـ عن أبي حمزة الثمالي قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول : (قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) من سر مؤمنا فقد سرني ومن سرني فقد سر الله).
ـ عن جابر ، عن الامام أبي جعفر محمد الباقر (عليه السلام) قال: (تبسم الرجل في وجه أخيه حسنة وصرف القذى[11] عنه حسنة ، وما عبد الله بشئ أحب إلى الله من إدخال السرور على المؤمن).
ـ عن علي بن أبي علي ، عن الامام أبي عبد الله جعفر الصادق عن أبيه عن علي بن الحسين ( صلوات الله عليهم ) قال: (قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ): إن أحب الأعمال إلى الله عز وجل إدخال السرور على المؤمنين).
ـ عن سدير الصيرفي قال : قال أبو عبد الله (عليه السلام) في حديث طويل: (إذا بعث الله المؤمن من قبره خرج معه مثال يقدم أمامه ، كلما رأى المؤمن هولا من أحوال يوم القيامة قال له المثال : لا تفزع ولا تحزن وأبشر بالسرور والكرامة من الله عز وجل ، حتى يقف بين يدي الله عز وجل فيحاسبه حسابا يسيرا ويأمر به إلى الجنة والمثال أمامه فيقول له المؤمن : يرحمك الله نعم الخارج خرجت معي من قبري وما زلت تبشرني بالسرور والكرامة من الله حتى رأيت ذلك ، فيقول من أنت ؟ فيقول : أنا السرور الذي كنت أدخلت على أخيك المؤمن في الدنيا خلقني الله عز وجل منه لأبشرك).
ـ عن هشام بن الحكم ، عن الامام أبي عبد الله جعفر الصادق (عليه السلام) قال : (من أحب الأعمال إلى الله عز وجل إدخال السرور على المؤمن : إشباع جوعته أو تنفيس كربته أو قضاء دينه).
ـ عن المفضل ، عن الامام أبي عبد الله جعفر الصادق (عليه السلام) قال: قال لي : (يا مفضل اسمع ما أقول لك واعلم أنه الحق وافعله وأخبر به علية إخوانك) ، قلت: جعلت فداك وما علية إخواني ؟ قال (عليه السلام): (الراغبون في قضاء حوائج إخوانهم) ، قال : ثم قال (عليه السلام): (ومن قضى لأخيه المؤمن حاجة قضى الله عز وجل له يوم القيامة مائة ألف حاجة من ذلك أولها الجنة ومن ذلك أن يدخل قرابته ومعارفه وإخوانه الجنة بعد أن لا يكونوا نصابا[12]) ، وكان المفضل إذا سأل الحاجة أخا من إخوانه قال له : أما تشتهي أن تكون من علية الاخوان.
ـ عن المفضل بن عمر ، عن الامام أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) قال: (إن الله عز وجل خلق خلقا من خلقة انتجبهم لقضاء حوائج فقراء شيعتنا ليثيبهم على ذلك الجنة ، فإن استطعت أن تكون منهم فكن) ، ثم قال (عليه السلام): (لنا والله رب نعبده لا نشرك به شيئا)[13].
ـ عن بكر بن محمد ، عن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) قال : (ما قضى مسلم لمسلم حاجة إلا ناداه الله تبارك وتعالى : علي ثوابك ولا أرضى لك بدون الجنة).
ـ عن السكوني ، عن الامام أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) قال : (قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : من أعان مؤمنا نفس الله عز وجل عنه ثلاثا وسبعين كربة ، واحدة في الدنيا وثنتين وسبعين كربة عند كربه العظمى ، قال : حيث يتشاغل الناس بأنفسهم).
ـ عن الحسن بن علي الوشاء ، عن الامام الرضا (عليه السلام) قال : (من فرج عن مؤمن فرج الله عن قلبه يوم القيامة).
ـ عن ذريح المحاربي قال : سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: (أيما مؤمن نفس عن مؤمن كربة وهو معسر يسر الله له حوائجه في الدنيا والآخرة) ، قال (عليه السلام): (ومن ستر على مؤمن عورة يخافها ستر الله عليه سبعين عورة من عورات الدنيا والآخرة ، قال : والله في عون المؤمن ما كان المؤمن في عون أخيه ، فانتفعوا بالعظة وارغبوا في الخير).
ـ عن أبي حمزة ، عن الامام علي بن الحسين السجّاد (عليهما السلام) قال: (من أطعم مؤمنا من جوع أطعمه الله من ثمار الجنة ، ومن سقى مؤمنا من ظمأ سقاه الله من الرحيق المختوم).
ـ عن صفوان الجمال ، عن الامام أبي عبد الله (عليه السلام) قال: (اكلة يأكلها أخي المسلم عندي أحب إلي من أن أعتق رقبة).
ـ عن جميل بن دراج ، عن الامام أبي عبد الله الصادق ( عليه السلام ) قال: (من كسا أخاه كسوة شتاء أو صيف كان حقا على الله أن يكسوه من ثياب الجنة وأن يهون عليه سكرات الموت وأن يوسع عليه في قبره وأن يلقى الملائكة إذا خرج من قبره بالبشرى وهو قول الله عز وجل في كتابه : "وتتلقاهم الملائكة هذا يومكم الذي كنتم توعدون").
ـ عن سعدان بن مسلم ، عن الامام أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) قال : (من أخذ من وجه أخيه المؤمن قذاة كتب الله عز وجل له عشر حسنات ، ومن تبسم في وجه أخيه كانت له حسنة).
ـ عن أبي حمزة عن الامام أبي جعفر الباقر (عليه السلام) قال: (يجب للمؤمن على المؤمن أن يستر عليه سبعين كبيرة).
ـ عن إسحاق بن عمار قال : قال أبو عبد الله (عليه السلام): (أحسن يا إسحاق إلى أوليائي ما استطعت ، فما أحسن مؤمن إلى مؤمن ولا أعانه إلا خمش وجه إبليس وقرح قلبه).
ـ عن جابر ، عن الامام أبي جعفر الباقر (عليه السلام) قال: (قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ): لينصح الرجل منكم أخاه كنصيحته لنفسه).
ـ عن السكوني ، عن الامام أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) قال: (قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن أعظم الناس منزلة عند الله يوم القيامة أمشاهم في أرضه بالنصيحة لخلقه).
ـ عن هشام بن سالم ، عن الامام  أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) قال: (لان أصلح بين اثنين أحب إلي من أن أتصدق بدينارين).
ـ عن يونس ، عمن ذكره ، عن الامام  أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) قال: (إن المؤمن ليسكن إلى المؤمن ، كما يسكن الظمآن إلى الماء البارد).
 
*****
المؤمنون رحماء بينهم ... 
المؤمنون اذلة على بعضهم البعض ...
المؤمنون كيان واحد ...
المؤمنون جسد واحد ...
المؤمنون يعطف غنيهم على فقيرهم ...
المؤمنون يعفو محسنهم عن مسيئهم ...
المؤمنون متراحمون فيما بينهم ...
المؤمنون يؤثرون اخوانهم المؤمنين على انفسهم ...
المؤمنون يواسي بعضهم بعضاً ...
المؤمنون يتزاورون في بيوتهم ...
المؤمنون يتواصلون فيما بينهم بالسلام والمصافحة ...
المؤمنون يدخل بعضهم السرور على بعض ...
المؤمنون يقضي بعضهم حوائج بعض ...
المؤمنون يفرّج بعضهم كربات بعض ...
المؤمنون يستر بعضهم عيوب بعض ...
المؤمنون يحسن بعضهم الى بعض ...
المؤمنون يطعم بعضهم بعضاً ...
المؤمنون بكسو بعضهم بعضاً ...
المؤمنون متناصحون فيما بينهم ...
المؤمنون متماسكون متصالحون مع بعضهم البعض ...
المؤمنون متآلفون مع بعضهم البعض ...
 
المؤمنون عزيمة واحدة ...
المؤمنون ارادة واحدة ...
المؤمنون هدف واحد ...
المؤمنون حياة واحدة ومصير واحد ...
المؤمنون ولائهم واحد لله ولرسوله محمد ولآل محمد ... {اللهم صلَّ على محمدٍ وآل محمد}.
 
________________________________________
[1]  وقال الفيض في الوافي : لعل المراد بقوله " لا تمله خيرا ولا يمل لك " لا تسأمه من جهة اكثارك الخير ولا يسأم هو من جهة اكثاره الخير لك . يقال مللته ومللت منه إذا سأمه . انتهى .   (عن هامش طبعة الكافي)
[2]  أي بالعفو عن التقصير ومساهلته بالتجاوز لئلا يستقر في قلبه فيوجب التنافر والتباغض وفى بعض النسخ [تسل سخيمته]. والسل إنتزاعك الشئ واخراجه في رفق والسخيمة : الحقد أي تستخرج حقده وغضبه برفق . (عن هامش طبعة الكافي)
[3]  " تمحل له " أي كيد . يقال : رجل محل أي ذو كيد ومحل بفلان إذا سعى به إلى السلطان والمحال بالكسر الكيد ( في ). وفى القاموس " تمحل " وقع في شدة.
[4]  أي يذاب . مثت الشئ - أميثه وأموثه فانماث إذا دفته في الماء. (عن هامش طبعة الكافي)
[5]  أي : الله يعين المؤمن " ويصنع له " أي يكفي مهماته. " ولا يقول عليه " أي لا يقول المؤمن على الله. " إلا الحق " إلا ما علم أنه حق (آت). (عن هامش طبعة الكافي)
[6]  أي من التشيع.  (عن هامش طبعة الكافي)
[7]  المراد به حسن النظر والالتفات إلى الفقراء.  (عن هامش طبعة الكافي)
[8]  فهذا الحديث الشريف يبين فيه امامنا ابو عبد الله جعفر الصادق (عليه السلام) وثاقة العلاقة بين التشيع لآل البيت الاطهار (عليهم السلام) ووثاقة العلاقة بين المؤمنين. فهي علاقة متينة مترابطة بين الانتماء للتشيّع وبين التواصل الاجتماعي بين المؤمنين اغنياؤهم وفقراؤهم).
[9]  أي لم يكمل عقولهم بعد. ويختلف التكليف باختلاف مراتب العقول. كما مر إنما يداق الله العباد على قدر ما آتاهم من العقول. (عن هامش طبعة الكافي)
[10]  بان تقولوا : غفر الله لك ، مثلا.  (عن هامش طبعة الكافي)
[11]  القذى جمع قذاة وهو ما يقع في العين. (عن هامش طبعة الكافي)
[12]  المراد بالنصاب في عرف أصحاب الأئمة : المخالفون المتعصبون في مذهبهم فغير النصاب هم المستضعفون. (عن هامش طبعة الكافي)
[13]  لعل المراد بيان انهم ( عليهم السلام ) لا يطلبون حوائجهم إلى أحد سوى الله سبحانه وانهم منزهون عن ذلك . أو تنبيه للمفضل وأمثاله لئلا يصيروا إلى الغلو.  (عن هامش طبعة الكافي)

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


نبيل محمد حسن الكرخي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/05/19



كتابة تعليق لموضوع : مَنْهَجُنْــــــا ... ( 3 )
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net