الفلوجة معركة الفكر والقيم !!
رفعت نافع الكناني
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
رفعت نافع الكناني
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
المدينة المختطفة على مر الزمن ، ومن استطاع من القتلة ومروجي الطائفية المقيتة ان يغيبوا وعي اهلها وسكانها وأجبارهم على العيش والتأقلم لنمط حياة متخلف بعيدا عن الوعي والحكمة وقبول الأخر، لبسط نموذج متخلف للعقائد المتوارثة لممارسة الرذائل والجرائم المنكرة والتطرف وترويج العنف وفرض الامر الواقع في عالم شعاره العبودية والذل والتخلف ، انة وباء وداء الجاهلية المزمن الذي يريد الارهاب والمتطرفين اعادة صياغته وتسويقه في وقتنا الحاضر .
هذا الواقع المرير والمستند على منظومة فكرية متكاملة من القوانين والشرائع والعقائد والرغائب الفاسدة وبدعم اقليمي ودولي ومن فصائل بعثية مهزومة ارتدت لباس الدين والتدين ، افضى لان تكون هذة المدينة العراقية قندهار المنطقة والنقطة السوداء في تاريخ عراق المحبة والتسامح والأخاء ومصدر أرهاب وجريمة منظمة لمدن العراق الاخرى . مدينة استبيح بها قتل الانسان وانتهاك حقوقه وحرياته وأدميته بحجج فرمانات الدين وفتاوي علماء الفتنة والغدر .
اليوم ابطال العراق من قوات الجيش والشرطة وألامن وأسود الحشد الشعبي وفرسان العشائر ، ضربوا الطوق المميت لوأد هذه الغدة السرطانية في جسم العراق والمنطقة وباتوا على اعتاب جحور الارهاب الداعشي ومن يساندة ويدعمة ويبشر له . لتكون هذة المعركة المؤجلة خاتمة لتاريخ اسود دامي للأرهاب ومن انتجه ومد أمده بسبل العيش كل هذه الفترة . فمعركة الفلوجة هي معركة قتال وتصارع فكري ومنهجي وقيمي وليست حرب مدافع وصواريخ ومفخخات !!
اذن على القادة والأمرين والحكماء ومن يدير المعركة استيعاب هذه الفاصلة الزمنية من تاريخ العراق الجديد والابتعاد عن كل تفكير قاصر وغير مدروس وبعيد عن مصالح الأمة وخارج سياقات العدل والكرامة . نعم الجرح غائر في خاصرة الوطن ووجدان المواطن ، انها الفرصة الكبيرة لصنع مجتمع التسامح والحضارة والتمدن الشامل . مجتمع تذوب فيه آفة التعصب وتكفير الأخر وعبودية الانسان ، مجتمع يتقبل الرأي الاخر كواقع فعلي تحت عنوان الكرامة والعدل .
لنبدأ بطمر الفجوات بين الخنادق وترميم طرق الاتصال والتواصل بين مكونات الشعب العراقي بعيدا عن الهيمنة والابتلاع ، ان مقياس الوطنية في الوقت الحاضر هو المساهمة الفعالة للمواطن في البناء والتعمير والعيش المشترك لزيادة رفاهية المجتمع ونشر قيم المحبة والسلام والتي تعتبر اليوم مقياس تقدم او تخلف الشعوب . الشعوب المتحضرة ضحت كثيرا لتنظيم أسس مختلف اوجه المجتمع ووضعت القواعد والصلاحيات تحت شعار، السيادة والاعتبار للجميع وليس للأكثرية او الاقلية !
Refaat.alkinani@yahoo.com
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat