صفحة الكاتب : جعفر المهاجر

الفتنة الطائفية ريح عاتية سوداء تهدد كيان الأمة الأسلاميه
جعفر المهاجر

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 

بسم الله الرحمن الرحيم:
وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الأثم والعدوان واتقوا الله أن الله شديد العقاب. 2-المائده
وردت كلمة الفتنة في آيات  عديدة من القرآن الكريم وفسرها المفسرون بتفاسير عده لكن أبرز معانيها زرع الضلال بين الناس لتضييع الحق حيث قال الله في محكم كتابه العزيز (ولا تلبسوا الحق بالباطل وتكتموا الحق وأنتم تعلمون. )42-البقره  وكذلك في قوله تعالى         بسم الله الرحمن الرحيم : (والذين كفروا بعضهم أولياء بعض ألا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير . ) 73-الأنفال وحين يختلط الحق بالباطل يشتد خلاف  المسلمين ويمزق شملهم ويتناحر بعضهم مع  البعض  الآخر ويضيعوا نهجهم الأبلج كتاب الله وسنة رسوله العظيم ص ويتفرقوا في سبل عدة بعيدة عن نهج
 الأسلام القويم ويتعرض كيانهم  لأشد الأخطار وتتكالب عليهم القوى  المتربصة بهم  وتضيع عليهم الحقيقة. والفتنة ليست وليدة اليوم وقد روج لها  أعداء دين المحبة والفطرة والنقاء دين الأسلام المحمدي المتكامل من أول يوم انبثق فيه نوره  حيث قال الله في محكم كتابه العزيزمخاطبا رسوله الكريم محمد ص  بسم الله الرحمن الرحيم : ((لقد ابتغوا الفتنة من قبل وقلبوا لك الأمور حتى أذا جاء الحق وظهر أمر الله وهم كارهون . ومنهم من يقول أئذن لي ولا تفتني ألا في الفتنة سقطواوأن جهنم لمحيطة بالكافرين. ) 48-49-التوبه
 والعصر الذي نعيشه هو عصر الفتن بامتيازحيث لاهم للبعض من (الدعاة)و (الشيوخ)غير  دق ألأسافين  بين الشيعة والسنة والأدعاء بالباطل أنهم (أعداء لبعضهم )وبينهم ماصنع الحداد ولا يمكن أن يلتقوا أبدا   فاختلط الحابل بالنابل والحق بالباطل واتهم المسلم الموحد لله ولرسوله ب (المبتدع ) و (الكافر ) دون علم ولا كتاب منير بمجرد أنه قال رأيا في بعض (الصحابة) الذين شذوا عن الحق ومارسوا الظلم وارتكبوا المنكرات  وقتلوا النفس المؤمنة وارتدوا عن الدين الحنيف بعد وفاة الرسول الأعظم ص بشهادة كتاب الله الخالد القرآن.
ومن حق المسلم الذي تشبع قلبه وكيانه برؤى الأسلام السمحاء النيرة أن يعرف طريق الحقيقه بعد أن كثرت  الفتن الطائفية وبلغت أوجها في عصرنا الحالي وجمع الأعداء كل أسلحتهم المادية والأعلامية للأدلاء بدلوهم  لمحاربة هذا الدين بعد أن دب هذا الضعف الخطير   في أوصال هذه الأمة الأسلامية نتيجة الخطابات الضلالية الظالمة من بعض (الشيوخ ) الذين انتهجوا طريق الفتنة  هذه الريح السوداء العاتية التي تهدد كيان الأمة الأسلامية في الصميم ونتيجة لخطابات هؤلاء أختارت جماعات متطرفة طريق القتل والعنف وانتهاك الحرمات  بصور بشعة تستهجنها كل الأديان
 السماوية من عهد سيدنا آدم ع وانتهاء برسول الأنسانية والمحبة والرحمة محمد بن عبد الله ص وأصبح المسلمون أول الضحايا.
ومن المؤلم حقا أن ينبري شيخ معروف كالشيخ يوسف القرضاوي على شاشة محطة الجزيرة ليستمر في حملته الظالمة الغير مبررة أبدا ويسوق أتهاماته الباطلة ضد الشيعة ويتهمهم باتهامات لايقرها  أنسان عاقل ولا منطق سليم  ولا باحث  أسلامي منصف .
ففي ليلة الأحد المصادف 3/10/2010أدعى الشيخ القرضاوي في معرض دفاعه عن الصحابة ب(أن الشيعة يسبون الصحابه ويأخذون على النبي محمد ص بأنه لم يحسن تربية صحابته !!!) وهذا الكلام بهتان محض ماأنزل الله به من سلطان  حاول فيه  الشيخ القرضاوي أن يظهر الشيعة بأنهم يطعنون في رسول الله ص  وصحابته الأجلاء والعياذ بالله تلك الكوكبة النيرة من الذين ضحوا  بالغالي  والنفيس في سبيل الأسلام  وبذلوا   أرواحهم الطاهرة في سبيل الأسلام والشيخ القرضاوي يعلم حق العلم بأن كل المذاهب تضم بين ظهرانيها بعض المتطرفين المتعصبين المغالين الذين لايمثلون ألا أنفسهم
 فأراد أن يتهم عشرات الملايين من المسلمين بتلك التهمة الظالمة وهي (سب الصحابه )  وأنها والله تهمة لاأساس لها يكررها الشيخ القرضاوي منذ زمن طويل بأصرار غريب يصعب فهمه وهو بهذا تنطبق عليه الآية الكريمة .بسم الله الرحمن الرحيم : (أن يتبعون ألا الظن وأن هم ألا يخرصون )116-الأنعام.
والتهمة الأخرى هي زج الشيخ القرضاوي مايسمى (عبد الله بن سبأ ) في  تأجيج نار المعارك التي حدثت في التأريخ الأسلامي بين الصحابة وسفكت فيها الدماء الغزيرة وهذه تهمة من تهم الأساطير التي تعشعش في بعض العقول المريضة  يرقص لها أعداء مذهب أهل البيت ع حين سماعها من مروجيها ظلما وعدوانا حيث يقول الدكتور طه حسين في كتابه (الفتنة الكبرى )ج2 ص902 (أقل مايدل عليه أعراض المؤرخين عن السبئية وعن أبن السوداء في حرب صفين :أن أمر السبئية وصاحبهم أبن السوداء أنما كان متكلفا متحولا قد اخترع أراد خصوم الشيعة أن يدخلوا  في أصول هذا المذهب عنصرا يهوديا
 أمعانا في الكيد لهم والنيل منهم .أن قضية  عبد الله بن سبأ هي من مخلفات أعداء الشيعه . ) ويقول المؤرخ السوري الكبير محمد كرد علي : (أن ماذهب أليه بعض الكتاب من أن مذهب التشيع من بدعة (عبد الله بن سبأ )المعروف بابن السوداء هو وهم وقلة علم فأن هذا الرجل عند الشيعة ملعون وبراءتهم منه ومن أقواله في كلام علمائهم الذي طعنوا فيه بلا خلاف. )خطط الشام ج6 ص251 وأكثر مايكرر هذه الرواية الوهمية ويلصقها   بمذهب التشيع هم   أعداء المذهب الجعفري كعبد الله بن عبد العزيز الهلابي السعودي  وأحمد أمين المصري وهذان الأثنان من ألد أعداء مذهب أهل البيت ع  وقد
  سلك الشيخ القرضاوي مع الأسف الشديد  طريقتهم في ذر الرماد في العيون وترديد هذه  التحريفات الأموية التي قام بها    رأس المحرفين وعدو البيت النبوي معاوية بن أبي سفيان الذي دافع عنه الشيخ القرضاوي واعتبره صحابيا (عادلا ) رغم سفكه لكثير من  دماء صحابة رسول الله المخلصين كحجر بن عدي ومحمد بن أبي بكر وغيرهم الكثيروله ذلك القول المشهور ( أن لله جندا من عسل) حيث كانت أحدى طرائقه في قتل خيرة صحابة رسول الله ص بدس السم بالعسل . معاوية بن هند آكلة الأكباد وأبوه أبو سفيان  صخر بن حرب ألد أعداء رسول الله ص معاوية هذا  الذي انحرف عن الأسلام
 ونصب أبنه يزيد الفاجر الفاسق خليفة على المسلمين يدافع عنه الشيخ القرضاوي ويعتبره من  الصحابة (العدول ) ألا تبا لهذا العدل الذي ينتهك الحرمات ويحرف الأسلام ويجعله ملكا عضوضا كما يفعل حكام الظلم والجور اليوم . ولا أريد أن أتوغل كثيرا في هذا التأريخ الأسلامي المليئ بالألغام والأنحرافات والذي صار مقدسا لدى البعض ولا أدري كيف يكون الشخص صحابيا ولو صاحب الرسول ص ليوم واحد وارتكب ماارتكب من المخازي والموبقات وسفك الدماء كمعاوية الذي هو رأس النفاق والبلاء في التأريخ الأسلامي؟وكيف أن جرائمه المنكرة تصبح أجتهادا  وله فيها أجر وقد قال
 الله في محكم كتابه العزيز بسم الله الرحمن الرحيم : (ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما . )93-النساء  أما الذين قال فيهم القرآن ( قل لاأسئلكم عليه أجرا ألا المودة في القربى )-23-الشورى و (أنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا )-33-الأحزاب فهؤلاء لايرد ذكرهم على ألسنة دعاة الفتن الطائفية وكأنهم غير موجودين في التأريخ الأسلامي !!!. وقد وجه حضرة (رئيس الأتحاد العالمي للمسلمين ) سامحه الله كلاما آخر في السياسه وقال لماذا تتكلمون على معاويه ويحكمكم اليوم الأمريكان؟ ولا أدري
 هل أن مشيخة قطر التي هيأت له كل أسباب الراحة والرفاه والتي يزورها الصهاينة بين فترة وأخرى ويستقبلهم أميرها ومشايخها  بعيدة عن الأمريكان ؟ أم أن الأمريكان في قطر يختلفون عن الأمريكان في العراق؟ وأنا مواطن مسلم ليست لي أية صلة لامن بعيد ولا من قريب بالذين يحكمون العراق  ولا أطيق حتى رؤية الأمريكان ولكن أطرح تساؤلاتي فقط .وأحب أن أضع هذه الآيات البينات أمام  الشيخ القرضاوي  وغيره من الذين  يعتبرون  كل الصحابة (عدول) لابل (معصومون ) ويستشيطون غضبا أذا تعرض بعضهم للنقدالموضوعي المبني على قرائن واضحة من كتاب الله العزيز    ليميز
 المسلم العاقل بحق من نزلت هذه الآيات البينات ؟بسم الله الرحمن الرحيم:
(أستغفر لهم أو لاتستغفر لهم أن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم ذلك بأنهم كفروا بالله ورسوله والله لايهدي القوم الفاسقين . )80-التوبه
(ويحلفون أنهم لمنكم وما هم منكم ولكنهم قوم يفرقون . )56-التوبه
(وممن حولكم من الأعراب منافقون ومن أهل المدينة مردوا على النفاق لاتعلمهم نحن نعلمهم سنعذبهم مرتين ثم يردون ألى عذاب عظيم . )101-التوبه
(وما محمد ألا رسول قد خلت من قبله الرسل  أفأن مات أو قتل أنقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين. )144-آل عمران 
(وأذا رأوا تجارة أو لهوا أنفضوا أليها وتركوك قائما قل ماعند الله خير من اللهو والتجارة والله خير الرازقين . )11-الجمعه ألم يكن بين هؤلاء الذين خاطبهم الله في محكم كتابه العزيز عدد من هؤلاء الذين آذوا الرسول ص وخالفوا سنته وبقيت الترسبات الجاهلية متأصلة في نفوسهم فأطلق عليهم الشيخ القرضاوي  صفته المطلقة  (العدول )؟ وأن الشيعة يتعرضون لهم بالسب !!!
هل يمكنك أن تنتصر على نفسك ولو مرة  ياحضرة الشيخ القرضاوي وتقول كما قال شهيد الأسلام وفيلسوفه الخالد محمد باقر الصدر : (أنا معك ياأخي السني وأنا معك ياأخي الشيعي بقدر ماأنتما مع الأسلام)
وهذا السيد علي السيستاني حفظه الله يقولها بعبارة واضحة : (تمر الأمة الأسلامية بظروف عصيبة وتواجه أزمات كبرى وتحديات هائلة تمس حاضرها وتهدد مستقبلها ويدرك الجميع مدى الحاجة ألى رص الصفوف ونبذ الفرقة والأبتعاد عن النعرات الطائفية . وقد قالها بعظمة لسانه في أشد الظروف حلكة في العراق حين كان العراق على شفا حرب أهلية رهيبة (لاتقولوا أخوتنا بل قولوا أنفسنا ويقصد بذلك أخواننا الأعزاء من الطائفة السنية . ) وهذ الشيخ ناصر مكارم الشيرازي يقول : (أخواني أن تأجيج الفتن والخلافات الطائفية –لاسيما اليوم- ذنب لايغتفر وسوف لاتمتلكوا الجواب
 الذي تجيبون به الله غدا فحري بكم التأمل أكثر فأكثر . ) 
هذا غيض من فيض تفوه به وكتبه بعض علماء الشيعة وهذا هو الكلام الذي يطلقه الشيخ القرضاوي مع الأسف وشتان بين الموقفين المتباعدين موقف يدعو ألى الوحدة وموقف يثير الفتن الطائفية بأصرار مابعه أصرار.والله أن الفتن الطائفية هي من أعظم الأخطار التي تهدد كيان الأمة الأسلامية وأن العدو الخارجي لايفرق بين شيعي وسني والواجب الأخلاقي والديني والأنساني يحتم على علماء الدين الحقيقيين أن   يوئدوا هذه الفتنة قبل أن يشتعل أوارها وتحرق الأخضر واليابس والله أنها ريح مكفهرة عاتية سوداء كريهة يشتد فحيحها بمرور الأيام والكثير  من علماء الأمة  مع
 الأسف الشديد غير عابئين بما يحدث وليست لهم القدرة المعنوية على كبح جماح كل من يثيرها في عالمنا الأسلامي لأنه  يحمل عشرات الألقاب التي وهبته له السياسة . أن الأبتعاد عن الحوار السليم وأطلاق التهم في الفضائيات المغرضه المحرضة على الفتن الطائفية والتي أصبحت بالآلاف  ستصيب الأمة في مقتل ويتجاسر عليها أعداؤها أكثر فأكثر بمرور  الزمن وهذا مايبدوا واضحا للعيان وشراء الأسلحة المدمرة بعشرات المليارات في المنطقة تنذر بشر مستطيريسعى أليه أعداء الأمة الأسلامية سعيا حثيثا يسابق الزمن. ووسط هذه الظروف العصيبة والمحرضة لابد أن يكون
 المسلم على وعي تام بالمخاطر المحدقة بأمته الأسلامية لذا فأن  التقارب بين جميع المذاهب الأسلامية  أصبح  مسعى لكل مسلم خير صالح عرف ربه ونبيه حق المعرفة وليس لي في ختام مقالي هذا ألا أن أستشهد بقول الله عز وجل بسم الله الرحمن الرحيم : (ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ماجاءهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم . )105-آل عمران 
جعفر المهاجر/السويد
في 6/10/2010
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


جعفر المهاجر
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2010/10/06



كتابة تعليق لموضوع : الفتنة الطائفية ريح عاتية سوداء تهدد كيان الأمة الأسلاميه
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net