صفحة الكاتب : عزيز الابراهيمي

ادخلوا الفلوجة وقولوا حطة
عزيز الابراهيمي

 لم يكن الفكر الوهابي منتشرا في العراق الا بعد ان آيس الرئيس العراقي السابق من بقائه في الحكم, بعد تنامي الغضب الدولي والشعبي عليه, فسمح للحركة الوهابية بالانتشار في ارض الرافدين, مستغلة الاموال الخليجية, والمظاهر الخادعة والافكار الساذجة, في تكفير اتباع المذاهب, واختصار الرحمة الالهية على ثلة من رعاة الابل, الذين لايعون شيئا من الفكر والحضارة الاسلامية ومن سار على ضلالتهم.

اهم نقاط القوة في الحركة الوهابية, انه فكر قد صمم لمخاطبة عقول الجهال, والمراهقين, وايقاف مسيرة التفكر والنمو لذهن معتنقيه, والتركيز على العداء والكره تجاه كل من لايقتنع بأراهم الساذجة والمنحرفة, والتشدق ببعض الايات التي صوروا لها بفكرهم الطفولي معاني بعيدة كل البعد عن معاني الاسلام السمحاء, ساعدهم في ذلك المال الخليجي المتدفق والارادة الدولية في انتشار هكذا حركات, لتكون اوراق ضغط ازاء اي عدو للمصالح الدولية في ارض الاسلام, ومن الطبيعي فأن انتشار هذا الفكر لم يكن في الحواضر الاسلامية التي تضم المفكرين والعلماء من ابناء المذاهب الاسلامية المعروفة, لانه سرعان ما يفضح ولا يجد له انصار ومتابعين. 
لم يطالعنا التاريخ بأن مدينة الفلوجة كانت موطناً لتدريس وتصدير الفكر الاسلامي, بل عرف اهلها بالزراعة التي ساعد عليها خصوبة ارضها , وتشعب الفرات نتيجة سدوده الكثيرة وخزاناته في تلك المنطقة, مما انعكس ثراءا على اهلها, فعكفوا على التجارة والمقاولات في العقود الاخيرة, وحيث ان حملة صدام الايمانية كانت تهتم بالمظاهر دون المضامين, فقد اطلقت تشريع تخفيف الضرائب عن المقاولين الذين يساهمون في بناء المساجد؛ لذا انتشرت المساجد في تلك المدينة نتيجة كثافة المقاولين والتجار فيها, كان ذلك متزامنا مع سماح النظام للفكر الوهابي بالانتشار في الاراضي العراقية فتضافرت عوامل مجتمعة منها: تعاون النظام مع الوهابية, وكثرة المساجد وحاجتها الى خطباء, وبساطة الناس في تلك المناطق, ساهم كل ذلك في ايجاد بيئة لغلبة الفكر الوهابي, الذي لم يجاهر بعدائه للمذهب الحنفي الذي كان يعتنقه الناس هناك. 
ان سرقة الفلوجة من جسد العراق لم تكن وقت سقوط النظام وتجمع قوى الارهاب فيها, وتحصنهم بقوة السلاح, بل ان وقت سرقتها يعود الى وقت سريان الداء الوهابي اليها, لذا فأن ما يجري اليوم على ارض الفلوجة هي معركة يمثل جانبها الاول العراق بكل مذاهبه, وقومياته, وتاريخه الضارب في القدم, وبكل ثقافة التسامح والتعايش التي ترسبت في أعماق مواطنيه من سماحة الفكر الاسلامي, اضافة الى كل الدول والديانات التي طالتها نار ذلك الفكر المنحرف, ومن الجانب الاخر يقف المنحرفون من معنتقي مذهب الوهابية وكل من يساندهم من اعراب الصحراء, والاعلام الذي يرضع من النفط الخليجي, بكل سطحيتهم وانقطاعهم عن التاريخ واللؤم الذي يحملوه. 
أن مجاهدي الجيش والحشدين الشعبي والعشائري اليوم, لا تراق دمائهم من اجل استرداد تلك المساحات من ارض العراق وحسب, بل هناك أمرا اخر هو تخليص تلك المناطق من الفكر المنحرف, الذي ذاقت تلك المناطق ويلاته وتكشفت لهم عوراته ليرجعوا الى مذاهبهم الاسلامية من حنفية وشافعية وغيرها, وليكون قول العراقيين لاسيما ابناء تلك المناطق (وقولوا حطة) بأن تنزل على هذا البلد شآبيب الرحمة التي تزيل عنهم ادران الحقد والضغينة وفكر الوهابية المنحرف.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عزيز الابراهيمي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/06/01



كتابة تعليق لموضوع : ادخلوا الفلوجة وقولوا حطة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net