صفحة الكاتب : د . ماجد اسد

متى تبدأ الحياة و متى تنتهي كلمة عن الشعوب التي تستهلك مستقبلها !
د . ماجد اسد

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 نادرة هي الكائنات الاقل ذكاءاً من الانسان التي تتمتع بتأمين مواردها الغذائية واندر منها هي تلك التي تصنع غذائها ، والاندر منها هي التي تجعله برنامج مستقبلي منها اي التي اصبحت تتحكم بمصيرها ! 
وليس تاريخ الانقراض الا مدخلا لتاريخ حروب طويلة قائمة على صنع الغذاء و التحكم بأنتاجه فقد لا نعرف شيءً - عبر المعاني و الرموز - مهما عدا  ارادة الحياة ، التي تتحكم بهذا التاريخ و دوافعه ! 
لكن الانسان لم يكتسب مكانته بين الانواع ، الا عندما اصبح المستقبل - وليس الماضي - محركا لمسيرته و دوافعها في هذا التاريخ . فقد انتقل من البرية ومن عصر الصيد و البحث عن الغذاء الى الاستقرار - والزراعة ، ومن ثم الى العصر الصناعي . 
لكن المتغيرات الكبرى لم تتوقف عند صناعة الادوات وتطويرها ، بل في محاولات عنيدة للحفاظ على دينامية صياغة ( طفرات ) لتأمين غذاء المستقبل ! 
فبعد ان تحولت الثورة الصناعية الى اتجاه مابعد ( ذري ) ، وما بعد ( معلوماتي ) - اي مابعد صناعي - ومابعد كل ما كان ينتمي الى عصر النهضة ( الحداثة ) ، راح الفكر يبحث عن موارد اضافية تستند الى ثورة في ( العقل ) و الى موارد لم تستثمر - بل ولم تكتشف بعد - تدخل في مفاهيم ( المستقبل ) و ( المستقبلية ) للحفاظ على الحياة ازاء ما يواجهها من مشكلات كالتلوث و الحروب و ضعف المناعات و الاستهلاك الدائم للموارد ... الخ . 
ازاء هذا كله ، مازالت نسبة من الشعوب تعيش في المراحل البرية ، و اخرى على حافات حصر الزراعة ، و ثالثة ما قبل صناعية ، اي الشعوب التي تعيش على استهلاك مواردها الطبيعية ، وهي التي تنتمي الى العالم الثالث ! او الى الشعوب التي تستهلك ( مستقبلها ) ! 
الامر الذي يعيد للاذهان : ذلك الطابور الكبير من ( الموظفين ) اي من المتسترين على تنمية خادعة - وليس على ما تنتجه الايدي العاملة - اتذكر - هنا - كلمة قالها احد المراقبين عندما يحين موعد توزيع ( الرواتب ) : اذهبوا واستلموا علفكم ! انها ليست شتيمة او كلمة لاذعة .. او طرفة ! بل هي نسق الدقيق لشعوب تأكل ما لا تنتجه و تتمتع بما لم تبذل جهدا في انتاجه ...! فالعلف ... هنا ، يوزع ... للاستهلاك لديمومة حياة لا تنتج شيءً يذكر بل لحياة يغيب عنها الابداع والابتكار ، مما يجعلها مغايرة - بل ومضادة - للحياة كي تأكل مستقبلها و تغدو في الاخير خالية حتى من ضل ماضيها !
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . ماجد اسد
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/06/04



كتابة تعليق لموضوع : متى تبدأ الحياة و متى تنتهي كلمة عن الشعوب التي تستهلك مستقبلها !
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net