جَرائِمُ (آلَ سَعُودٍ) فاقَت كُلِّ التَّصَوُّراتِ
نزار حيدر
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
بين الفينةِ والأخرى يظهر نفاق المنظّمة الدّولية للعلنِ بطريقةٍ ما، كان آخرها يوم أمس عندما رفع الامين العام للمنظّمة الدّولية اسم نظام القبيلة الفاسد الحاكم في الجزيرة العربية من القائمة السّوداء التي تضمّ اسماء الاطراف والجهات التي ترتكب جرائم حرب ضد الطّفولة في مناطق النّزاع.
صحيحٌ انّ القرار يمثّل نكسة في حياديّة وجديّة المنظّمة الدّولية التي تتشدق دائماً بميثاقها (الانساني) ولكنّهُ في نفس الوقت لا يغيّر من الْحَقيقَةِ شيئاً ابداً، فلقد أزكمت جرائم (آل سَعود) الأنوف وفاقت حدّ التصوّر وسوّدت صفحات التّاريخ الحديث، لدرجةٍ انّهُ لم يعد بامكانِ أحدٍ ابداً التّغافل عنها او التّغطية عليها مهما بذلت الرّياض من أموال البترودولار لشراء الضّمائر وقطع الالسُن وكسر الاقلام وإسكات الأصوات، ولقد رأينا كيف انّ عدداً من المنظّمات والمؤسّسات الحقوقيّة الدّولية استنكرت قرار أمين عام الامم المتحدة بهذا الشّأن، واستهجنتهُ وهزئت به وسخرت مِنْهُ واعتبرتهُ انتكاسة في عمل وجهد المنظّمة الدّولية في توثيق جرائم الحروب والجهات التي تتغافل وتتجاوز على الاتفاقات الدّولية لصالح التّدمير المنظّم والقتل العمدي الذي تتعرّض له الطّفولة في مناطق النزاع ومنها اليمن تحديداً على يد التّحالف البائس والفاشل الذي تقودهُ الرّياض.
انّ جرائم نظام القبيلة الفاسد الحاكم في الجزيرة العربية ضدّ الطّفولة في اليمن هي جرائم مُمنهجة ومقصودة وهي ليست بالصّدفة او انّها تقع عن طريق الخطأ كما تدّعي الرّياض التي تقود تحالف المجرمين في حربها الشّعواء والمدمّرة ضد الشّعب اليمني، كلّما ارتكبت جريمةً تضطر للدفاع عنها أمام الضجّة الديبلوماسيّة والإعلامية التي تتعرّض لها بسبب ذلك.
انّها جرائم متعمّدة ومع سِبق الإصرار والا لما تكرّرت بهذا الشّكل المُفجع والفضيع، ولأمكن الرّياض تجنّبها اذا ارادت ذلك، واذا كانت بالفعل تحصل عن طريق الخطأ، الا ان التّدمير المُنظّم والمُمنهج للمدارس وتهديمها على رؤوس التّلاميذ، دليلٌ واضحٌ على ان الرّياض تستهدف الطفولة بشكلٍ مباشر وليس عن طريق الصّدفة او الخطأ، فالخطأ لا يتكرّر يوميّاً!.
وبرأيي، فانّ القرار الاخير للامين العام للمنظّمة الدّولية ينبغي ان لا يكون سبباً لتثبيط جهود ضحايا إرهاب (آل سَعود) الرّامية الى توثيق جرائم نظام القبيلة خاصّةً فيما يتعلّق بالطّفولة والتي ترتقي الى مستوى جرائم حرب وجرائم إبادة جماعية في بعض الأحيان.
انّهُ قَرارٌ هامشيٌّ نتيجة تعرّض (مون) لضغوطات من بعض الجهات وهو معروفٌ عَنْهُ انّهُ صاحب شخصيّة هزيلة وضعيفة لا تصمد طويلاً امام الضّغوط خاصة ضغوط البترودولار، وهو معروفٌ عنه كذلك انّهُ يتخذ قراراتهُ بشكلٍ ارتجالي ومستعجل قبل ان يتدارسهُ مع الخُبراء في المنظّمة الدّولية، وان المتتبّع لقراراتهِ المتناقضة والمتردّدة والمتقلّبة خلال سنيّ قيادتهِ للمنظّمة الدّولية سيلحظ ذلك بشكلٍ واضح، وهو دليل على شخصيّتهِ المهزوزة والضّعيفة التي تتقلّب بقراراتها وتتراجع عنها بشكلٍ عشوائي.
وكلّنا نتذكّر كيف ظلّ (مون) يتناقض في تصريحاته بشأن الأزمة السّوريّة منذ بدايتها قبل (٥) سنوات ولحدّ الآن، وكأنّهُ يبدي موقفاً في كلّ مرّة لارضاء من يدفع اكثر!.
لقد فقدت المنظّمة الدّولية الكثير من هيبتها وصدقيّتها خلال فترة قيادتهِ لها بسبب مواقفهِ وتصريحاتهِ المتقلّبة حدّ التّناقض! حتّى انّ الرّأي العام العالمي لم يعُد يكترث كثيراً بما يقولهُ، لانّهُ على يقينٍ من انّهُ سيتراجع في الصّباح عن ايّ تصريحٍ او موقفٍ يُدلي به او يتّخذهُ في الّليل!.
انا اعتقد جازماً انّ قرارهُ هذا لا يمثّل عواصم القرار الاساسيّة في المنظّمة الدّولية، والتي لازالت مستمرةً في تهيئة وإعداد الملفّات المتعلّقة بجرائم الحرب التي ارتكبها نظام القبيلة في سوريا واليمن والعراق، وكذلك دورهُ في الارهاب العالمي باعتبارهِ الحاضنة الاساسيّة له، ففي مؤسّساتهِ التّعليمية و (الدّينية) و (الماليّة الخيريّة) يُعشعشُ الارهاب ويُبيِّض ويفقّس وينمو ويكبر وينتشر الى مختلف دولِ العالَم.
٨ حزيران ٢٠١٦
للتواصل؛
E-mail: nhaidar@hotmail. com
Face Book: Nazar Haidar
WhatsApp & Viber& Telegram: + 1
(804) 837-3920
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
نزار حيدر
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat