صفحة الكاتب : وليد كريم الناصري

فرضية النقاش بين الحماقة والإقناع
وليد كريم الناصري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
بين الفرض والإسهاب، في ملئ خزان عقلٍ فارغ، بأفكار يراها ببصره غير منتظمة، ولا يعي بعدها من أي جهة تقرأ،بصيرته مُسَجاة، خلف سحاب حماقته و سذاجته، أما أن يبقى ملازم بساطة تفكيره، أو تمطر بصيرته، بمطر الحاجة ومصلحة العيش، فَتُبَل جناحيه بماء الركون الى الضلالة أو التغرير، يخرج بنتيجة، أشبه بما يصفها الإمام علي (عليه السلام) :"مجاراة الأحمق مضيعة للوقت".
فَن مُحاكاة الإنسانية، بعيداً عما تقدم من صفة، إستمالة للعقول، لجرها بسلاسل الدليل، الذي يكون كفيلاً بترويض العقل البشري، عن جموح أفكاره برؤية واضحة، ينتابه على إثرها الإيمان المطلق واليقين، وقد ينشأ الإقناع، دون التنظير أو الشروع بالعمل، الأشعة الناتجة عن تواجدك، تسحر من يشاركك المكان أو الأفكار، فتحصد الى غلتك إعجابه وثقته بك، وهذا ما يقوده الى الإيمان المطلق، ويرى كل ما يصدر عنك هو محل إعجاب، لابد أن يُقتدى به.
تجربة الشارع العراقي، في فرضية الجدل والنقاش، قد تكون الإفتراضات العقلية مُعدمة، لترجع دوائر الحديث،إلى حيثُ الفرض والإسهاب، دون التركيز على ثبوتية الدليل، وقوة الحجة، حين تجد الحسين بن علي (عليهما السلام)، يخرج أمام الملأ، بدليل ثابت وحجة مطلقة،لم يشهد التركيز على ذلك، من قبل معسكر بني أمية، وكان جوابهم بعيداً عن نقاشه،"( نحاربك بغضا منا لأبيك)، لا فائدة فيما تقول، وما تود إثباته أمام ما إجتمعنا لأجله".
واقعية النقاش غالبا،ً لا تعتمد المعايير، التي تضفي صفة النقاش الهادف، أو النقد البناء،ثم الإقناع، إعتمادها بالدرجة الأساس على ما يتقاطع به فكر المتناقشين، إذا ما وجد الدليل أو الحجة الكافية لإقناع شخص، ستجد الشخص لا يصب تركيزه وإهتمامه، على ما تقدمه من أدلة، يختلف معك من حيث (الجهة, أو القومية, أو المذهبية, أو الكتلة السياسية)، و يرحل نقاشه من إطار الموضوع، إلى فضاء الإنتماء، فيضمحل الدليل وتتلاشى الحجة، تحت مسميات أكبر وإختلافات أشمل.
إزداوجية التعامل في السياسة، عند بعض الأطراف في الحكومة العراقية، كفيلة ببناء أجيال في المجتمع، أخذت على عاتقها الإهتمام بالشأن السياسي، على فرض إرتباطه بالمجتمع، وتأثيره المباشر على حياة الناس، وإنعكاسه في معيشة المواطن، ففتحت مواقع ومجالس للجدل والنقاش، وللأسف ما يغيب هو ثمار ذلك النقاش، والأثر الإصلاحي المترتب عليه، وهذا لا يعني إن تلك النقاشات السياسية أو الإجتماعية، خالية من الدليل أو الحجة.
غياب ثوابت الجدل، ومعايير النقاش، فتحت فضاء الإختلاف، ليضيع بحضرتها البرهان، فمثلاً معطيات المعادلة بالنقاش، في قرار إتخذه أحد الشخصيات السياسية، بغض النظر عن دراسة صحة وشرعية القرار، ترى الطرف المقابل ينتقد، (سياسة, أو قومية, أو مذهب, أو كتلة) هذا الشخص المقرر، وهنا ما يقصد به ترحيل الموضوع، حيث الفضاء الذي يجعل من النقاش عقيم، ولكي نخلق جيلاً، يتمتع بثقافة الشعوب المتطورة، لابد من الخروج من نفق التحزب العاطفي الإنطوائي حيث تُقبل أراء الأخرين، بعيداً عن قيود تبعية العقل المُنقاد.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


وليد كريم الناصري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/06/12



كتابة تعليق لموضوع : فرضية النقاش بين الحماقة والإقناع
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net