صفحة الكاتب : عمار جبار الكعبي

داعش المسكوت عنه
عمار جبار الكعبي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
ينقل ان احد احفاد ابو سفيان في القرن الواحد والعشرين ، جاءه ابو سفيان في المنام ، ليسأله ويطمئن عليه وعلى احواله ، فسأله كيف حالكم من بعدي ، فأجابه حفيده لقد أسلمنا ! ، فصدم ابو سفيان من الخبر ، ولكن حفيده استدرك قائلاً وبتنا نحكمهم بأسم اسلامهم ، ونقتلهم بحجة تطبيق شرع دينهم ، وتسلطنا عليهم ، ونفذنا فكرك ومنهجك وكل ما تحلم به بزيهم ، لأننا أسلمنا ولم نؤمن ، أسلمنا لنستطيع التسلل الى حكمهم والانتقام منهم ! 
 
تجربتنا الديمقراطية الوليدة ، واجهت نفس المصير ، حيث هنالك الكثير ممن ارتدوا ارواب الديمقراطية ، وتظاهروا بحمل فكرها وسلوكها لينفذوا ما عجزوا عن إظهاره والحديث به ، ولو اطلعنا على قلوبهم وحقدهم على تجربتنا لولينا منهم فرارا ، ولملئنا منهم رعبا ! 
الجيوش المجيشة من عبدة النظام الصدامي ، المخابرات ، والاستخبارات ، والفدائيين ، والحرس الجمهوري ، والبعثيين اعتقاداً ، أين ذهبت هذه الآلاف منهم ؟ ، هل تنكروا لفكرهم ؟ هل اقتنعوا بالديمقراطية واعتنقوها فكراً وسلوكاً واعتقاداً ؟ أسئلة لابد ان تطرح ويجاب عنها ممن هم يحملون هم الدفاع عن تجربتنا الديمقراطية ، اذ خطر هؤلاء لا يمكن مقارنته بأي خطر اخر ، لانهم ينخرون جسد ديمقراطيتنا ، وينفذون أجنداتهم حتى يوصلونا الى ان نطلب البعث للخلاص من الديمقراطية 
استغلوا الحرية والحقوق الممنوحة من قبل الدستور العراقي ، أصبحوا يتحركون وينتقلون ويكتبون من دون قيد او ضاغط ، ليشاركوا في المظاهرات ، ويحولوها من مظاهرات ذات هدف اصلاحي حقيقي الى فوضى واعتداء على املاك الدولة ، وتدمير مؤسسات الدولة ، بعدما كانت المظاهرات قريبة من تحقيق هدفها الاصلاحي ، أفسدوها لانهم لا يريدون اصلاحاً ، فالإصلاح يضر مصالحهم ، ويدمر حلمهم بعودة بعثهم ، الفوضى هي الوسط الحامل لجرثومتهم ، والذي يوفر أفضل الأجواء لنموهم وتكاثرهم 
بعدما كانت المطالَب بمحاسبة المفسدين ، وسراق المال العام ، ومن اساء استخدام سلطته ، ومن تسبب في هدر أموال البلد ، وتسبب بشكل مباشر او غير مباشر بأحتلال ثلث العراق ، حرفوا هذه المطالبات بفعل خبرتهم في قيادة العقل الجمعي ، اصبحت الهتافات عبارة عن سب وشتم وانتقاص وسخرية من رموز المجتمع وقياداته ، وبالخصوص ممن قاتلوا البعث وازلامه في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي وكانوا السبب الرئيس في اضعافه ، وفضح سياساته في المنظمات والمؤتمرات الدولية ، فجعلوا المجتمع يحارب من حرره ، وينتقص ممن دافع عنه وضحى في سبيله ، مهمتهم افراغ المجتمع من اي وعي او فكر حر ، غايتهم نخر جسد المجتمع وإضعافه عن طريق تجريده من قادته الحقيقيون ، حتى يتفردوا به ، حينما يكون لا حول له ولا قوة ، ومن هنا تأتي خطورتهم ، فهم داعش المسكوت عنه ، مطلبنا ان يكون لنا حشد ثقافي ، يواجههم كما واجه حشد المرجعية ، دواعش الصحراء . 

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عمار جبار الكعبي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/07/03



كتابة تعليق لموضوع : داعش المسكوت عنه
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net