صفحة الكاتب : عبد الحمزة سلمان النبهاني

العراق شامخا لا ينحني
عبد الحمزة سلمان النبهاني

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

      ينحني نخيل العراق بشموخ, يكفكف دموع الأيتام, يواسي العوائل المنكوبة من جراء الإنفجار, قلوبها تحمل دموع وحرقة, و ألام الفراق, لأعزاء تم فراقهم, بعد نيل الشهادة, دفاعا عن  بلد حبيب, يحتوي المصائب, رجاله عاهدوا الباري والشعب على النصر. 

     تتناثر الأشلاء يغطيها تراب الجدران المشتعلة, والدخان الأسود يرسم لنا صور المآسي, وشهامة الشهداء, يتحدون الإرهاب لا يهابون الموت, قلوب  تعتصر من شده الألم, يحملون رسالة آل بيت الرسول (عليهم السلام), والشهادة على أثر جرائم ينفذها الحاقدين, بإرثهم الدفين الأموي لسلفهم, الذي ألهب قلب الإمام الحسين (عليه السلام), من شدة العطش وقطع كفي أبا الفضل العباس(عليه السلام), على ضفاف نهر الفرات, الذي لازالت الأمواج تحمل المأساة التي أججتها  الدماء, التي  سالت من شهداء سبا يكر.  

    نقلتنا الأحداث والتجارب, رغم مرارتها وتأثيرها على النفوس, إلى مرحلة جديدة هي إنتصارنا في الحرب النفسية, التي يشنها أعدائنا حيث وحدتنا, ونجحنا بإدراك خطر عدونا, الذي لا يفرق بيننا, يستهدف الجميع, خدع إخواننا في المنطقة الغربية, و إستحوذ في القوة أو الظلالة, على أهلنا في الموصل .

      وسط الأحزان والمآسي للبلد والشعب الصابر, يأمل الفرج من الباري, وإستقبال النصر وألم المصائب التي حلت بالبلاد, إنها عصابات كفر وإرهاب, وسط قدرات دولة وجيش وحشد شعبي, ومساندة دول عظمى, لماذا هذا التهاون؟ لماذا لم يتم تعبئة الرأي العام  ضد ما عبثت به (عصابة داعش) الإجرامية, في المنطقة الغربية من العراق ومدينة الموصل؟  ولكن تشن الحملات  ضد القوة المحرر والجيش المساند, الباحث عن الشهادة بعيد عن مغريات الدنيا لتحقيق النصر, و يصيغ مفرداتها ساستنا والقادة, الذين بيدهم زمام الأمور, لذا يقف العقل في حالة الذهول.

    جريمة تفجير الكرادة ليست هي الأولى, بل هي استمرار للأحداث الدامية التي يمر بها البلد, يحاول عدونا تشتيت الشمل, وخلق حالة الإنهيار الشعبي في الداخل, لنقل المعركة من المناطق المنكوبة إلى الوسط والجنوب, بعد أن أصبحت نهايته قريبة جدا, بالهزائم المتتالية أمام أبطال القوات المسلحة, ومتطوعي الجهاد الكفائي, الذي شمل كل أبناء البلد, لثبوت وحدة الشعب الصامد.

     إلتمسنا ثقافة الشعب, لتجاهل الأصوات المنمقة, التي تريد دفع البلد, للتخلف عند ضجيجها, بمواقع التواصل الإجتماعي, أو في ساحات الأحداث, رغم رقتها والدموع, التي خدشت الخدود,  و لم تثير الإهتمام لأنها باطله ومأجورة . 

    أرواح الشهداء والواجب الوطني المقدس, يحتم علينا تحرير كل شبر من أرض العراق, من دنس الأشرار والكفرة, المتمثل في عصابات داعش وغيرها, دفعت بنا بسبب أخطائنا, أو أخطاء من جعلنا ثقتنا بهم .

    تحرير العراق يحتاج لدماء تروي تربة البلد, أمانتا بأعناقنا, نحملها ليوم الدين لا تهاون بها, ولا مساومة عليها, وحين يكتمل التحرير, ونجعل من الجيش والقوات المسلحة سور يحمي حدود البلد, من أي تدخل خارجي, تجمعنا طاولة العتب والحوار بنشوة النصر, وينكشف الصالح من غيره,  ويحكم الشعب لينال العابثين بمقدراته, ما يستحقونه من جزاء, جراء أعمالهم فصبرا لما هو قريب.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عبد الحمزة سلمان النبهاني
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/07/12



كتابة تعليق لموضوع : العراق شامخا لا ينحني
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net