صفحة الكاتب : علي البحراني

نقرأ لنفهم
علي البحراني

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 الإحصاءات تقول إن معدل القراءة للعام الواحد في أمريكا 7 كتب للفرد وفي بريطانيا 6 كتب أما في الوطن العربي فكارثة القراءة تنحدر إلى ورقة واحدة فقط للفرد. تصور أخي القارئ إن كانت كذلك فتلك بحق الكارثة والتي تكشف عن ضحالة ثقافتنا وسطحيتها وعدم الاهتمام بها. وكيف لنا أن نكون ضمن منظومة الإنسانية والآخرون يتقدمون علينا بمئات بل بآلاف الأميال الشمسية كيف لنا أن نتعلم ونصبح متمرسي ثقافة ولدينا الحصيلة الكافية لأن نكون ضمن بني آدم والحال هكذا تذكرني هذه الحقيقة بأبيات من الشعر للعملاق الجواهري رحمه الله حيث يقول:
 
==1==أمم تجد ونلعب ويعذبون ونطرب ==0==
 
==0==والمشرق الداني يخط طريقه والمغرب 
 
ونعيش نحن على الضفاف كما يعيش الطحلب ==0==
 
==0==متطفلين على الوجود نعوم فيه ونرسب 
 
متذبذبين وشر ما قتل الطموح تذبذب ==2==
 
إن مشكلة القراءة لدينا تتمحور إلى معضلة فليس من تشجيع في النظام الدراسي الممنهج وغير الممنهج على الاطلاع والقراءة وليس من أدبيات ثقافاتنا العائلية ذلك فلا الأسرة تشجع عليه ولا البيئة مهيأة لذلك وعليه فتجد جميع ما يحيط بنا كعرب ليس بيئة للاطلاع والتجول بين صفحات الكتب والبحث والتقصي في جنبات المجلدات إذا علمنا أن الطفل الأمريكي يقرأ نحو 6 دقائق في اليوم، بينما يقرأ الطفل العربي 7 دقائق في السنة.
 
هذا من ناحية القراءة وهي انعكاس حقيقي لما ننتج من تأليف حيث يقدر ما يصدر في الوطن العربي من كتب جديدة بعدد 5000 كتاب بينما يصدر في أمريكا ما يزيد على 290 ألف كتاب جديد سنويا.
 
تقول إحصائية منظمة التربية والثقافة والعلوم (اليونسكو): إن متوسط قراءة الطفل في العالم العربي لا يتجاوز 6 دقائق في السنة خارج المنهج الدراسي رغم ما للقراءة والمطالعة خارج المنهج من أثر كبير على المستوى التعليمي للطالب، ويقرأ كل 20 عربياً كتاباً واحداً بينما يقرأ كل بريطاني 7 كتب أي ما يعادل ما يقرؤه 140 عربياً ويقرأ كل أمريكي 11 كتاباً أي ما يعادل ما يقرؤه 220 عربياَ للأسف. وفي المقابل يعدّ معدل ما يقضيه الطفل العربي أمام التلفاز أعلى مما هو عنه الطفل الأمريكي والأوروبي. 
 
والأرقام العالمية تطل علينا بحقائق محبطة حين تخبرنا بأبعاد المشكلة بشكل مقارن ومحزن، تقول الأرقام:
 
? الطفل الأمريكي: نصيبه من الكتب في العام 13260 كتاباً.
 
? الطفل البريطاني: نصيبه من الكتب في العام 3838 كتاباً.
 
? الطفل الفرنسي: نصيبه من الكتب في العام 2118 كتاباً.
 
? الطفل الإيطالي: نصيبه من الكتب في العام 1340 كتاباً.
 
? الطفل الروسي: نصيبه من الكتب في العام 1485 كتاباً في العام.
 
أما الطفل العربي فلا نكاد نجد له رقماً ولو هزيلاً يمثل نصيبه في عالم الكتب فالمكتبة العربية شبه خالية من كتب الأطفال حيث بلغ عدد كتب الأطفال الصادرة في أحد الأعوام 322 كتاباً فقط، بالرغم من أن لدينا أكثر من 54 مليون طفل يمثلون 42% من العدد الكلي للسكان في العالم العربي.
 
وإجمالي ما تنتجه الدول العربية من الكتب يساوي 1.1% من الإنتاج العالمي لا أكثر رغم أن نسبة سكان الوطن العربي إلى سكان العالم تقريبا 5% حسب إحصائيات 2006 أما ما يطبع من الكتب باللغة الإنجليزية فيساوي 60% من مطبوعات الكتب إجمالاً.
 
هذه الأرقام ليست جديدة وهذه الحقائق ليست المرة الأولى التي نعرفها ولكن الوضع هو ما يثبت لدينا دون حراك فلم تؤثر فينا تلك الأرقام التي تنشر ليست لأول مرة إن هذه التقارير تنشر سنويا من منظمات عدة مهتمة بالتعليم والثقافة والإحصاءات وبرغم ذلك نظل نحن نقرؤها عبورا والبعض ترفا معلوماتيا لكن ماذا عسانا فاعلون أو متفاعلون معها لا شيء سوى اجترار همنا بعضنا البعض كأفراد أو كمنظومات كشعب أو كحكومات، ليس لدينا سوى الغبن والقهر من نتائج كالآنفة الذكر فهل من تغيير للحاق بركب الشعوب المتقدمة والتي نستهلك ما يتعلمون ويعرفون ويطبقون كطحالب نتغذى على فتات الآخرين ونستخدم آدميتهم لذواتنا.
 
السؤال: هل نستطيع تغيير المعادلة؟
 
الجواب: نعم لكن ذلك يحتاج إلى أن نغير أنفسنا جميعا من البيت حتى المؤسسة التي نعمل بها أيا كانت، علينا تغيير عاداتنا في استهلاك أوقاتنا دون فائدة وتنظيمها فيما ينفع وتخصيص كل لحظة من يومنا في مكانها الصحيح والتخلص من تضييع الأوقات فليس في عمر الإنسان وقت ضائع أو وقت ميت كما نكرر كل يوم من حياتنا فلا بأس:
 
• أن نبدأ بشراء كتاب يناسب ميولنا ووضعه في مكان تواجدنا بشكل دائم لنقرأ منه كلما سنحت الفرصة وأظنها فرصة طويلة.
 
• لا بأس أن نقرأ بعض صفحاته أثناء وقوفنا في الطابور وما أكثرها لدينا.
 
• لنقرأ منه صفحات كثيرة أثناء جلوسنا والانتظار للدور في الدوائر الحكومية أو المطارات أو البنوك أو غيره.
 
• لنقرأ من صفحاته أثناء انتظار وجبة الطعام سواء في المنزل أو في المطاعم.
 
• لنقرأ اثناء تنزه الأطفال ولعبهم ريثما ينتهون خارج المنزل.
 
• لنقرأ اثناء انتظار خروج الطلاب أو الطالبات من المدرسة أو مجيء العائلة من مكان أوصلناهم إليه.
 
• لنقرأ اثناء انتظار ضيف سيأتي لزيارتنا في موعد أخذه منا سلفا.
 
• ليكن الكتاب رفيقنا أثناء تعطل السيارة وانتظار من يخدمنا أو الزحام وتعطل السير أو الإشارات طويلة المدة.
 
• لنتصفح كتابا أثناء غسيل السيارة أو تعبئتها بالوقود.
 
• لنتصفح كتبا قبل النوم.
 
• لنخصص وقتا من يومنا للقراءة والاطلاع يكون ضمن برنامجنا اليومي.
 
هذه بعض الاقتراحات لمصادقة الكتاب والاستفادة من الوقت المهدر بشكل يستنزف حياتنا لتصبح هامشية دون أن نشعر بسباق الآخرين وتقدمهم علينا وطريق الألف ميل يبدأ بخطوة فلو بدأنا جميعا خطوتنا الأولى في تغيير عاداتنا اليومية لتصبح عادات فيها استفادة وتوسعة مداركنا وأفقنا نحو الأفضل.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي البحراني
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/07/18



كتابة تعليق لموضوع : نقرأ لنفهم
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 1)


• (1) - كتب : ابو عادل ، في 2016/07/19 .

الحمد لله اخوانا العرب يقرأون القران الكريم في شهر رمضان الكريم




حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net