صفحة الكاتب : د . صادق السامرائي

أعزّ الله الإسلام بغير العرب!!
د . صادق السامرائي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
قبل بضعة أشهر كنت في مؤتمر علمي , وكانت عدد من المحاضرات عن السلوك العنيف في المجتمعات , وحضرت ثلاثة منها تتناول هذا الموضوع , وفي جميعها كان المحاضرون أو المحاضرات نساء باكستانيات بكامل هيأتهن الإسلامية , وقد تحدثن بشجاعة ونباهة وذكاء , وقدرات توضيحية وإقناعية فائقة التأثير على الحاضرين , وأجبن على الأسئلة بموضوعية وأدلة قاطعة وشواهد عملية في المجتمع , وكانت المحاضرات ذات وقع تنويري كبير على وعي المستمعين.
وعندما عدت من المؤتمر تحدثت عن القدرات المتميزة للأخوات الباكستانيات في تقديم الصورة الصحيحة عن الإسلام , والتقديم المعاصر للدين في زمن تحتشد فيه الطاقات الإعلامية لتشويه الإسلام والنيل من المسلمين , وأخذت أقارنه بما يقدمه العرب , وتبين أنهم في بلدانهم وخارجها لا يقدمون إلا صورة باهتة وسلبية عن الإسلام , ففي بلاد مهجرهم لا يعنيهم من الدين إلا طائفيتهم , ومهما وجدتهم من ذوي الشهادات والوظائف المهمة , فأنهم يعبرون عن نهجهم المذهبي والتحزبي المقيت , ولا يتكلمون عن الإسلام كدين قويم , وإنما يظهرون بسلوكهم غير ذلك.
تلك حقائق موجعة وقاسية ومؤسفة , ربما يغضب منها البعض أو يرى ما يرى , فتلك طبيعة السلوك العربي الإسلامي في كل مكان , الدين الكلام وليس العمل , وعندما يكون عملا لا بد له أن يعبر عن التصارع والتفاعلات المعادية للدين , كما يحصل في معظم الدول العربية التي توفر موادا دسمة للإعلام المعادي للعرب والمسلمين , وبراهين ينهزم أمامها أي منطق ومحاولة لإثبات أن الدين رحيم.
وفي اليوم الأخير من المؤتمر الإنتخابي للحزب الديمقراطي في أمريكا , تحدث أب باكستاني وزوجته معه بزيها الإسلامي أمام الآلاف وشاهده الملايين , وقد فقد إبنه المواطن الأمريكي في الحرب , وقدم أروع دليل على أن الإسلام دين قويم , وهزم وفند الطروحات السلبية وما يسود عنه في وسائل الإعلام , وأخرس مَن يريد أن يرى الإسلام بعين أخرى , والمسلمين على أنهم غير ما هم عليه من الرحمة والإنسانية والإيمان والوفاء والصدق والإلتزام والتضحية.
أب باكستاني مسلم , أطاح بالإفتراءات والمحاولات التي تسعى لتقديم الإسلام على أنه دين سفك الدماء والقتل والإعتداء على الآخرين.
وما قدمه  دحض سلوك الأحزاب الدينية في بلاد العرب أوطاني , فالعرب بأحزابهم المؤسلمة  شوّهوا الإسلام , وقدموا الصور والمواقف المشينة التي لا تعرف الإسلام وهي تدّعيه , أحزاب وفئات بعمائمها ولحاها ومراءاتها مزّقت الدين الإنساني القويم الذي جاء إلى العالمين كافة وبلا تمييز أو إستثناء.
فأينما تذهب في بقاع الدنيا , تشخص أمامك الشواهد القاطعة الرائعة التي تعلن بقوة أن الله أعز الإسلام بالباكستانين وغيرهم من المسلمين , بعد أن تنازل العرب عن عزهم وصاروا يقدمون أمثلة ضارة بالدين وهم أهله والكتاب بلغتهم , والرسول عربي , لكنهم طلّقوا عروبتهم بالثلاث وصاروا تبعا ركعا للآخرين , الذين يسبّحون بحمدهم ويتعبدون بمحراب رؤاهم وتصوراتهم ومصالحهم.
فكيف بربك يرسم العرب  الصور القاتمة للدين , وهم الذين لا عز لهم إلا بدينهم الرحيم؟!!
 العرب يجاربون دينهم بسلوكهم ,  فأذاقهم ربهم المذلة والمهانة , لأنهم ما حافظوا على الأمانة السماوية الخالدة!! 
وتحية للذين أعز الله الإسلام بهم , وأعزهم بالإسلام ,  ولن تقوم قائمة للعرب لأنهم يعادون دينهم بالعمل والسلوك اليومي ويدّعونه بالقول وحسب!! 
فهل سيدرك العرب جواهر الدين القويم ويتحررون من فئوياتهم وتبعياتهم وإنحرافاتهم , وتأويلاتهم المعادية لأبسط قيم ومعايير الحياة , ويعتصمون بحبل الله المتين , وليس بحبل الفئويات والمذهبيات المُهين؟!!

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . صادق السامرائي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/07/31



كتابة تعليق لموضوع : أعزّ الله الإسلام بغير العرب!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net