صفحة الكاتب : عبد الكاظم حسن الجابري

العبيدي لم يأتِ بجديد ما خلا الجرأة
عبد الكاظم حسن الجابري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 شرقت وغربت التحليلات، التي خُصِصَت لقراءة م ادار في جلسة مجلس النواب، والخاصة باستجواب وزير الدفاع خالد العبيدي بتاريخ 1\8\2016. 
الحقيقة إن الوزير لم يأتي بجديد، فالفساد معروف، وضياع المليارات من الدولارت مقابل إنعدام الخدمات، لهو شاهد على هذا الفساد، وكل العراقيين من مسؤولين ومواطنين، يقرون بوجود الفساد، وإن هذا الفساد أصبح إخطبوطيا، ومحمي بمافيات "الكومشنات" التي كانت تتحكم بتوزيع المناصب والتعينات في مؤسسات الدولة. 
بعض النواب أعلنوا صراحة عن تقاسم الكعكة، وأخذ الكومشنات "وهذا إلك وهذا إلي" وهذا الإمر ذكرته النائبة الشجاعة، حنان الفتلاوي -والتي إتهمها العبيدي- في احد القاءات التلفزيونية بمعية التائبة ميسون الدملوجي. 
الجديد في ما طرحه الوزير العبيدي، هو جرأة الطرح، وعلانية التصريح، وهذا الأمر بحد ذاته، يمثل إنعطافة مهمة في المسار السياسي العراقي، وأربك واحرج وهز المؤسسة التشريعية الإولى البلد. 
الأمر الأول الذي بينه العبيدي، لإزالة التهمة التي ستوجه إليه، وهي لماذا أخفى كل هذه الملفات طول هذه الفترة، ولم يظهرها إلا عند الإستجواب؟!
 الوزير دفع هذا الإشكال إبتداءا، عندما قال إنه أَطلع رئيس مجلس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة، على هذه الملفات، وكذلك أقام دعاوى أمام القضاء، ولدى هيئة النزاهة على النواب المذكورين بإتهاماته. 
هذا الطرح يجب أن نقرأه بتأني وتروي، فأما أن يكون العبيدي مدعيا بالباطل، وعليه أن يتحمل وزر ما إدعاه، وأما إن يكون صادقا -وهو الأقوى- فعلى القضاء أن يأخذ زمام المبادرة، ويرفع الحصانة عن النواب المتهمين، ومحاكمتهم علنا على خيانتهم للامانة، والمهمة التي ألقيت على عاتقهم. 
ما قام به العبيدي غيَّر المعادلة برمتها، فالإتهامات التي ساقها طالت نوابا في  ما يسمى بجبهة الإصلاح، وهم من صدعوا رؤوسنا، بأنهم ضد الفساد والمحاصصة، كذلك فإن إتهامات العبيدي، طالت نوابا لطالما سمعناهم، يتصارخون على شاشات الفضائيات، بدعوى أنهم يدافعون عن مظلومية الشعب العراقي، وتبين إنهم يتصارخون علنا، ويتفقون ويتساومون سرا. 
كذلك فإن الإتهامات طالت نوابا سنة، وكسرت القاعدة التي كانت تقول بإن الشيعة حرامية، وأسست منطلقا لتصادم سني-سني، قد يؤدي الى تغيرات وتفاهمات داخل المكون الواحد من جهة، وتفاهمات على مستوى المكونات الأخرى من جهة أخرى، والتي قد تؤسس لتخالف عابر للطائفية والمناطقية. 
أخيرا؛ واضح من إن حركة العبيدي ليست إعتباطية، ويبدو إنها تستند إلى أطراف داعمة، قد يكون رئيس مجلس الوزراء عرابها، لقلب الطاولة على مجلس النواب، وهذا كله ما ستكشفه الإيام القادمة، والتي يبدو إنها حبلى بالمفاجآت.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عبد الكاظم حسن الجابري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/08/02



كتابة تعليق لموضوع : العبيدي لم يأتِ بجديد ما خلا الجرأة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net