الصفحة الرئيسية
أخبار وتقارير
المقالات
ثقافات
قضية رأي عام
اصدارات 
المرئيات (فيديو)
أخبار العتبات
أرسل مقالك للنشر


صفحة الكاتب : اسراء العبيدي

خبزة عزرائيل من تحت الأنقاض
اسراء العبيدي
 وسط حشود الأنام كان للموت تراخيص اخرى وحكاية اخرى وأغنيات تردد صرخات الجوع  . وأما دموعي مع عطر الورد كإشارة كافية لنهاية الحزن . فمن قال إن الآهات لا تموت للحقيقة واليقين هنالك عشاق مغرمون بولادة الكلمات وللموت حكاية اخرى .
 
في سماء صافية بلا غمامة طارت الحمامة لتبحث عن عش الكرامة . لتزيل الهم عن اليتامى صادفها دخان أسود قطعت رحلتها وبكت حزنا على كل الحزانى . فيا حمامة طيري ولاتبكي على حال العراق . ففي كل البلاد يجوع اليتيم والفقير إلا في بلدي تجوع قرية وتجوع بلدة كاملة . فمن يسمع صرخات الجياع العطاش ؟ فهل مات العيب ؟ أم العيب فينا نرى مايحدث للفلوجة ونصمت فأي صمت هذا ؟ وقد بكت السماء على حال هؤلاء الأطفال المساكين الذين ماتوا من أجل خبزة . فعار عليكم أيتها الحكومة وألف عار أيها المترفون لماذا لاتوزعون أرغفة الخبز للمساكين ؟ أم انكم منشغلون بالجلوس على كراسيكم المتحركة والموائد الفخمة التي كثيرا ماتتباهون بها . وأهل الفلوجة مازالوا ينتظرون الفرج  ولا أحد يعلم كيف كانت أيامهم الماضية ؟ لأن صوتهم أصبح مثقلا بالعتاب على كل من لا يقدر محنتهم . فهم الآن يواجهون أشد أنواع الخطر من ( خطر سطوة داعش وخطر التهجير وخطر الجوع ) . فهل عجزنا عن توفير خبزة لهم وهذا أبسط شيء ولكن ماذا عسانا أن نقول والموت يدور حول أعناقهم .
 
في الأزقة الضيقة وفي قرى ومدن الفلوجة تحت الصمت هنالك صرخات تعلو وتضطرب . وحزن عميق يتدفق ويتعثر في صدى الآهات . وفي كل زاوية هنالك أطفال جياع ونساء وشيوخ جياع ينتابهم الرعب والهلع خوفا على أطفالهم .
 
في صمت الأبد القاسي حيث الموت دواء وراحة لكل بلاء وشقاء . نرى الهدوء يطوق المكان والصبر تآكل بصبر الزمان . والوردة غادرها العطر وغبرت ألوانها والأرض فقدت خضرتها  وطوقها العسر. فهل من سبيل للهروب بعيدا ففي كل مكان في الفلوجة يبكي صوت هذا ماقد مزقه الموت .
 
وفي صمت الفجر يتوجع العراق بقلب حزين على حال الباكين وعلى عشرات الأموات . هذا مافعله كف الموت فهل تشكو البشرية مما يرتكبه الموت ؟ أم مما يرتكبه البشر من قتل تحت مايسمى (داعش) . فمن هم ليدخلوا أراضينا ويهجروا أطفالنا ونسائنا وشيوخنا من هم؟ من هم ليحاصروا أهل الفلوجة ويمنعوا عنهم الزاد فيستقيظ فيهم شبح الموت . ولاشيء سوى أحزان الموت فهل يعقل أن يموتوا بسبب الجوع . الجوع كافر والجوع لادين له هذه بعض العبارات التي أطلقوها عن الجوع . عندما تذكروا أن هنالك من مات جوعا وهو يقول اريد خبزا . حتى ملك الموت عزرائيل لم يشاء أن يأخذ روح بشر مسكين يقول اريد خبزا . ولولا أنه ملك مأمور من رب السماء بأخذ أرواح البشر لجاء بالخبز وعطف على حال البشر وترفق به , ولكن للموت حكاية اخرى وهو نهاية لكل مأساة وأوجاع وآهات فهل يعقل أن يكون بعد الموت حياة اخرى . ومن هنا مازالت الريح تمر من حدائق الحالمين فظلت الأحلام تائهة . فمن سيفتح نوافذ الصبر ؟ فتمر الأحلام ونمر . ومن سيسمع صرخات الجياع ؟ هل القلوب التي ستذوب بكاءا على الجائعين ؟ أم القلوب التى لاتسمع سوى صدى بكائهم المثقل بالانين ؟
 
يا الهي ماذا علي أن أقول وفي حياتي أنا تتعثر النغمات . حتى شعرت إني قد بلغت مثواي وأنا افكر بحال الذين ينامون تحت خط الفقر والعوز والجوع . فكم هو صعب أن يموتوا دون وداع ويموتوا جياع .. وعزرائيل من تحت الأنقاض يعطيهم رغيف الخبز وهو يشاهد حال الاغنياء المترفون كيف هم ينعمون بالزاد وأهل الفلوجة على رغيف خبز يتحسرون  . آه يابلد الألفية الثالثة آه يابلد العجائب الذي حكومته ينسون أرغفة الفقراء .
 
هل كل هذا يحدث في وطني ؟ الذي نام فيه الضمير على فراش الريش . وهنالك جياع مازالوا ينتظرون أن يطل عليهم صباح ليتناولوا رغيف خبزة . أنهم مازالوا يحلمون بخبزة  مازال لديهم الأمل فهل كل هذا يحدث في بلد الخير في بلد الرافدين ؟ على حافات من تنانير الصبر والانتظار هنالك أهالي الفلوجة يطحنون نواة التمر لتكون لهم خبزة يلوكونها .
 
في وطني صاح الجوع نحن هنا باقون وتغلفنا الشعارات فننام على الأوهام والمواعيد . يا الهي متى ينتهي الجوع فأنا أشعر وكأني وحيدة في القبر هامدة وانطوت صفحتي الخالدة على وسادتي الباردة . فهل صمتي المرير سيبعث لي حفار القبور لينتشلوني من دنيا أحزاني . فأنا حزينة على أهالي الفلوجة الذين يلوكون التمر المغمس بالوجع العراقي . وينظرون إلى نفايات الأغنياء تلك التي صارت أكواما ومحطات.
 
وفي متاهات الوجود حيث يمشي الدمار في الفلوجة تلقيت توابيت أحلامي . كيف أحلم ولي مجموعة أحلام وهنالك جياع لايحملون سوى برغيف وتركوا حلمهم البسيط هنا وهنا . تحت امتداد الزمان العتيق الذي مضى هنالك قصة معاناة لجياع مضت مع الأموات فقبلت الحياة بعين المأساة , لأن هنالك نفوس بشرية تجهل البكاء ولا تشعر بالانكسار. ولا تعرف ما معنى الجوع ؟ وكم من الصعب أن يلم الإنسان حطامه من بين الأنقاض ؟ ولكن للموت حكاية اخرى فمتى يورق شجر الصبر وتتفتح أزهار العمر؟ .
 
لا يهم ما مضى فالقادم أجمل هذا ما يجب أن نفكر به لعله في أعماقنا يستيقظ نداء الاستغاثة . فهنالك جياع يستصرخون وهنالك حكومات لايسمعون صوت مزامير الجوع لانهم منشغلون بدساتيرهم التي يتلونها الهوس بالسلطة  . فقد طفح الكيل وطبال الجوع لاتكف عن الدق حتى اختنق صوت الطبل بصوت تلك المزامير التي لاتدق سوى ألسنة الجوع . ولكن من يسمع نداء المستغيثين الذين أصبح الصبر هو انتظارهم من أمسهم الموجع . ومع كل صرخة جوع حكاية اخرى لا يدركها إلا الذين ينشدون الألم . حتى الملك عزرائيل من تحت الانقاض أعطاهم رغيف خبزة ليخفف عنهم معاناة الموت . وهنا ظل الجياع الذين لايحلمون سوى برغيف خبزة صورا من الصبر وحكايات انتظار ووجعا قابلا للتجدد .

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


اسراء العبيدي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/08/07



كتابة تعليق لموضوع : خبزة عزرائيل من تحت الأنقاض
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
ط·آ·ط¢آ£ط·آ·ط¢آ¯ط·آ·ط¢آ®ط·آ¸أ¢â‚¬â€چ ط·آ¸ط¦â€™ط·آ¸ط«â€ ط·آ·ط¢آ¯ ط·آ·ط¢آ§ط·آ¸أ¢â‚¬â€چط·آ·ط¹آ¾ط·آ·ط¢آ­ط·آ¸أ¢â‚¬ع‘ط·آ¸أ¢â‚¬ع‘ : 8 + 3 =  



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net