صفحة الكاتب : لطيف عبد سالم

أسئلةٌ حائرة؟!
لطيف عبد سالم

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

   يسعى الإِعْلام بتعددِ وسائله وتباين سبلها إلى تعميقِ أذرعه، والَّتِي تحقق له النجاح في مهمةِ نقل التفاصيل الخاصَّة بكثيرٍ مِنْ الوقائعِ والأحداث، إلى جانبِ بذلِ أقصى الجهود الرامية لتحليلِ المهم مِنْ المجرياتِ عَلَى أروقةِ الساحة الدولية، بالإضافةِ إلى تغطيةِ مجالاتٍ عديدة لأجلِ إدامةِ التواصل مع المتلقي بالاِسْتِنادِ إلى طبيعةِ الموضوعات، الَّتِي تُعَد بحسبِ الخبرة والمِهْنية مِنْ أولوياتِ اهتماماته. 

غَنِيٌّ عَنِ البَيَانِ أنَّ ثقلَ المحتوى الَذي تَنُوء بحَمْلِه الحقائب الإِخْباريَّة عَلَى سبيلِ المثال لا الحصر جعلها تعج بالمهمِ والمثير مِنْ الأخبار، فأصبحت مليئة بما يبعث عَلَى التفاؤلِ والأمل أو ما يفضي إلى الحزنِ والقلق والهم والتوتر وربما الاكتئاب أو ما يثير العجب والاستغراب.
فِي الأيامِ الماضية شُغِلَ الإِعْلام العالمي بقرارِ نجم كُرَة كرة القدم البرازيلي السابق ( بيليه ) بيع ما يزيد عَلَى ألفي قطعة مختلفة مِنْ تذكاراتِه، والَّتِي حصل عليها خلال مسيرته الطويلة فِي المستطيلِ الأخضر، ولاسيَّما ميداليات كأس العالم الثلاثة بمزادٍ يستمر ثلاثة أيام فِي لندن؛ لأجلِ جمع الكثير مِن الأموالِ تمهيداً لإنفاقِها فِي مشروعاتٍ وأعمالٍ خيرية، فِي القلبِ منها إقامة مُسْتشفًى للأطفال، بالإضافةِ إلى مساعدةِ ناديه السابق ( سانتوس )، والَذي يُعَده مَنْ صنعه وقاده إلى بناءِ أمجاده.  
لسنا هُنَا بصددِ التعليق عَلَى مبادرةِ أفضل لاعب أنجبته ملاعب الكُرَة عَلَى مدارِ تاريخها، ولا علاقة لنا بمسيرةِ هذا النجمِ العالمي فِي سوحِ الرِّياضة، إلا أنَّ ما يلزمَنا الإشارة إلى ما أقدم عليه، هو الكوارث الَّتِي تنهال عَلَى رؤوسِنا مِن دونِ توقف بفعلِ التصدعات البِنْيَويّة الَّتِي طالت مَنْظومة مُجْتَمَعنا القيمية، إذ مِنْ غيرِ المعقول أنْ يفاجأ المواطن بانتشارِ شريط فيديو يظهر فيه مسؤول تنفيذي فِي حالةِ سكر شديد مع مجموعةٍ مِن بائعاتِ الهوى بإحدى نوادي العالم الليلية في وقتٍ ينتخي فيه غيارى العراق شيباً وشباباً للذودِ عَن حياضِه، والَّتِي ما تزال عرضة للأعداءِ والطامعين. ولا أعتقد أنَّ هناكَ مَنْ يشعر بالاطمئنانِ إلى مستقبلِ بلاده وأطفاله حين ينصت إلى عضوٍ فِي مجلسِ النواب وهو يعترف بعظمةِ لسانه عبر القنوات الفضائية بتلقِيه رشوة مالية تصل إلى ( 2 ) مليون دولار أميركي، والجميع يعلم أنَّ الكثيرَ مِن المتطوعين في فصائلِ الحشد الشعبي، لا حيلة لهم فِي الوصولِ إلى منازلِهم عندما يحين موعد الإجازة الدورية بسببِ عدم امتلاكهم ما يكفي مِنْ المالِ لسدادِ أجرة النقل!!.
لعلَّ ما يثير الانتباه فِي جملةِ الأخبار المحلية هو قيام لص عراقي بإعادةِ مبلغ قدره عشرة ملايين دينار عراقي بعد مرور يومين عَلَى سرقتِه مِنْ أحدِ المنازل السكنية في المحيطِ الشرقي لقضاءِ المقدادية بمحافظةِ ديالى بعد أنْ تبين له أنَّ المبلغَ المسروق هو عبارة عَن ميراثٍ لأطفالٍ يتامى حصلوا عليه مِنْ بيعِ قطعة أرضٍ سكنية يملكها والدهم، والَذي أودى بحياتِه انفجار سيارة مفخخة قبل أربع سنوات!!.
لا أظنُ أنَّ هَذَا اللص، والَذي عاش عقدة تأنيب الضمير فِي أعقابِ عملية السطو سيلجأ إلى خيارِ السرقة في حالِ حصوله عَلَى فرصةِ عملٍ تدر عليه رزقاً حلالاً، إذ أنَّ الإخفاقاتَ الحكومية في مواجهةِ آفة الْفَسَاد المالي والإداري وخيبة أذرعها التنفيذية بمهمةِ مكافحة العمليات الإرهابية ساهمت بما لا يقبل الشك فِي تنامي معدلات الجريمة وتصاعد وتائر ظاهرة الْفَسَاد بمجتمعِنا.    
عراقيٌ ربما دفعته ظروف موضوعية إلى ولوجِ عالم اللصوصية، خجلَ مِنْ نفسِه لأن ما سرقه مِنْ أموالٍ تعود ملكيتها إلى أطفالٍ صيرهم الإرهاب يتامى، فمَنْ يعيد للشعبِ أمواله المنهوبة، ومَنْ بمقدورِه إعادة الاعتبار لعوائلِ الشهداء وضحايا الإرهاب  مِنْ الأيتامِ والأرامل والثكالى، وهل سيطرق مسامعنا خبراً ولو بعد حين عَنْ قيامِ مسؤول عراقي بإنشاءِ روضة أو مدرسة أو مستوصفاً أو قاعةً رياضية أو بناية لمنتدى ثقافي أو متنزهاً؟!.   
أغلبُ الظن أنَّ هذه التطلعاتِ ستبقى مجرد آمال حبيسة صدور الفقراء والمعوزين إلى قيامِ الساعة.
في أمانِ الله. 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


لطيف عبد سالم
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/08/11



كتابة تعليق لموضوع : أسئلةٌ حائرة؟!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net