صفحة الكاتب : حيدر حسين سويري

للحُسينِ(ع) رضيعٌ وللعراقِ 12 رضيعاً!
حيدر حسين سويري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

  عندما تُراجعُ أبسطَ مركزٍ صحيٍ، في أيِّ حيٍ من أحياءِ بغداد العاصمة، فضلاً عن المحافظات الأخرى، يَنكشفُ لَكَ الأمرُ جَلياً وواضحاً، عَنْ مَدى الفسادِ المُستشري في وزارة الصحة، وبالأحرى هي وزارة المرض والقذارة والأزبال...

   كانت لي زيارة إلى المركز الصحي في منطقة الحبيبية الثانية في العاصمة بغداد، وعندما دخلت إلى دورة المياه الصحية، وجدتها لا تصلح لشئ، فجميع أدواتها مكسرة، وشبكة تصريف المياه مسدودة، فتكلمتُ مع بعض العاملين، عن سبب ذلك، ولكن الجواب كان معداً مسبقاً، وهو شماعة التقشف، وقلةِ التخصيصاتِ المالية، ولا أدري إلى متى ستظل هذه الشماعة؟!

   كنتُ عزمت أن أكتب تحقيقاً صحفياً بالموضوع، لكنَّ واعية مستشفى اليرموك، عدلت بقلمي عن كتابة التحقيق، لتكتب ما تريد، وتبث حزنها من خلال يراعها، المختنق بالعَبرةِ والحسرة:

أيها السيدات والسادة:

   إن المستشفيات باتت عبارة عن مزابل للأوساخ، الظاهرة والباطنة، أصبحت أماكن لإهانة المرضى، فلا تستغرب أن تجد مريضين على سديةٍ واحدة، وغرفٍ بلا مكيفاتٍ أو تهوية، وصيدليات فارغة من الأدوية، فيضطرُ أهل المريض لشراء الأدوية من الخارج، وشبكة أسلاكٍ كهربائيةٍ تفتقر لأبسط مقومات الأمان! حسب تقرير لجنة الدفاع المدني...

   لكن وفي كلِّ مرةٍ ومع الأسف الشديد، صار من المؤكدِ عدم إتهام رئيس الوزراء، لأنهُ وكالمعتاد قد إستلم الخزينة فارغة، ولن نستطيع إتهام وزيرة الصحة لأنها وزيرة "الحشد الشعبي" كما تلقب نفسها! والحشدُ بريئٌ منها ومن أفعالها، ولن نستطيع أن نتهم مدير صحة الكرخ لأننا حينها نكون: بعثية، خونة، صداميين، وأخر المطاف "أولاد زنا"! وبالتأكيد فإننا لا نستطيع أن نلقي باللوم على مدير المُستشفى والأطباء، لأنهم أبناء الله وشعبهُ المختار، ونحن لا نفهم بالطبِ وإدارة المستشفياتِ شيئاً، ولم يتبقَ لنا سوى المعاونين الطبيين والعاملين، وهؤلاء مساكين، رواتبهم لا تكفيهم، فيركضون وراء المرضى وأهاليهم، ليمصوا دمائهم عن طريق الإكراميات، وبيع الأعضاء، والأبتزاز: لأصدار شهادات الوفاء وبيان الولادة وغيره كثير!

كالمُعتاد: سيُفتح تحيق بالموضوع، ينتهي بتقرير اللجنة الذي ينص على:

   تبين للجنة براءة الجميع، وأن السبب الرئيسي يقع على عاتق الأطفال، الذين رضوا أن يولدوا في بلدٍ يحكمهُ السرَّاق والقتلة، ليموتوا حرقاً وخنقاً، وتوصي اللجنة بإعدام أهليهم، ليَلحقوا بإبنائهم، قبل أن يُطالبوا بتعويضاتٍ، ويكثرون من العويل والبكاء!

بقي شئ...

1400 عام ولم يجف دم رضيع الحسين(ع)، ماذا ستقولون لربكم يوم حشركم؟!


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حيدر حسين سويري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/08/13



كتابة تعليق لموضوع : للحُسينِ(ع) رضيعٌ وللعراقِ 12 رضيعاً!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net