صفحة الكاتب : ايليا امامي

نحن والمرجعيه في سؤال وجواب (( الحلقة الأولى ))
ايليا امامي
 @ قبل أيام وردني هذا السؤال .. وقد أعرضت عنه لضحالته وفضلت السكوت عن جوابه .. ولكن نصحني أحد الاخوة بالتكلم لان الاحاديث المستخدمه في هذا السؤال أو الاشكال .. أصبحت رائجه بين البسطاء فلا بد من تصحيحها .. وعليه توكلت على الله سبحانه في كتابة هذا الجواب .
@ السؤال : لماذا لاتتكلم المرجعيه عن الوضع السياسي الحالي بينما هناك حديثان فيهما إدانه واضحه لهذا السكوت وهما :
١)) حديث (( الساكت عن الحق شيطان أخرس )) 
٢)) (( إذا ظهرت البدع فعلى العالم ان يظهر علمه فإن لم يفعل فعليه لعنة الله ))
_________ 
## الجواب :
@ في البداية نحذر من أمر غير صحيح وهو استخدام النصوص الدينيه بحسب الأهواء .. فنحن نلوم الدواعش لأنهم يفسرون أيات الجلد والقصاص وقتل الكافرين وضرب الرقاب بحسب أهوائهم وبشكل سطحي وبسيط .. بينما نقع نحن في نفس الخطأ .. فكل من لديه خلاف مع طرف اخر يبحث عن نص ديني ويجرجره ليطبقه على الخصم بدون مراعاة لدلالته الواقعيه .
@ إن من الظلم للروايات أن نجعلها سلاحاً للتراشق .. وفيه توهين كبير لحديث الائمة الأطهار عليهم السلام .. وكلما كان الانسان ذو حجة واضحه ومنطق سليم كان أكثر احتراماً للروايات فلايذكرها إلا في مجالها الخاص .
@ فالمرجعيه الدينيه نفسها لم تستخدم سلاح الروايات حتى في أحلك الظروف .. وأمامكم خطبة الجمعة التي أعلن فيها عن الجهاد الكفائي .. لاتجدون فيها قال الصادق وقال الباقر .. لأن للروايات الشريفه مقامها الخاص ولايجب طرحها ألا في أجوائها الخاصه .
@ من المؤسف أن نرى الفرق بين جيل الشيخ عباس القمي قدس سره الذي كان لايتلفظ برواية من الروايات المباركة حتى يتوضأ ويجلس جلسة احترام .. وحتى في لحظات احتضاره عندما سمع رواية قرأها أحد الحاضرين طلب منهم اجلاسه إحتراماً للروايه .. وبين جيل من البسطاء والجهلة يستخدمون الروايات كتعليقات في مواقع التواصل يطبقونها كيفما أرادوا .
_____________ 
@@ جواب الحديث الأول .. في أربع نقاط :
١)) أن حديث (( الساكت عن الحق .....)) ليس رواية ولا حديثاً .. ولم يصدر عن أحد المعصومين عليهم السلام .. ومن يدعي أنه حديث عنهم .. فليأتنا بمصدر هذا الحديث .. فعلى من يستخدمون هذا الكلام ان يحذروا من معصية الكذب على الأئمة عليهم السلام .
٢)) نحن هنا نطرح تساؤلات .. ورغم أنها سطحيه ويمكن الجواب عليها ولكننا نجاري المستوى السطحي للمعترضين مع الاسف .. فنقول : 
إذا كان مطلق السكوت لفترة معينه يجعل الانسان شيطاناً أخرس .. وكان من السهولة تطبيق الأحاديث على كل انسان ببساطه .. فماذا تسمي :
# سكوت الامام علي عليه السلام مدة حكم السابقين عليه لمدة خمس وعشرين سنة ؟؟ 
# سكوت الامام الحسن عليه السلام لعشر سنوات من حكم معاويه ؟؟ 
# سكوت الامام الحسين عليه السلام لعشر سنوات أخرى من حكم معاويه ؟؟ 
# سكوت الأئمة المعصومين عليهم السلام بعد واقعة كربلاء . 
# سكوت الشهيد الصدر لسنوات عن حكم الطاغية صدام .. حتى بعد إعدام الشهيد السيد محمد باقر الصدر قدس سره . وهو القائل (( كنت أكثر العراقيين تقيةً )) 
# سكوت الإمام الخميني قدس سره لسنوات ما قبل قيام ثورة النصف من خرداد ومن ثم نفيه خارج إيران .
@ فمن كان يرى العلماء كأنهم أشخاص متحمسين بالعاطفه والخطابات .. ومندفعين باتجاه واحد فقط وهو الثورة من دون ملاحظة الظروف والأخذ بالحكمة .. فعليه ان يعيد قراءة تاريخهم .
٣)) ولو فرض أننا استخدمنا نفس الأسلوب وصرنا نرد الروايه بروايه .. فهل تصمد روايتكم ( المزوره ) أمام هذه الروايات الصحيحه :
# عن الإمام علي (عليه السلام ( الاحتمال زين السياسة ) .
# وعنه عليه السلام ( إذا قل الخطاب كثر الصواب ) .
# وعنه عليه السلام ( رب سكوت أبلغ من كلام ) .
@ فإذا صارت المعركة معركة أحاديث وروايات .. فنحن نستطيع ان نطرح أمام كل حديث تأتي به .. عشرة أحاديث تعارضه .. ولكن هذا الأسلوب لايليق بشيعة أهل البيت عليهم السلام .
لأن فرقنا عن الوهابيه السلفيه أنها ورثت كميات من الأحاديث من دون ان تمتلك موازين دقيقه للتعامل معها .. بينما نحن ورثنا عن أهل البيت موازين محدده للتعامل مع الروايات .. فمن أراد أن يحول الروايات الى سلاح فهو يقضي على تلك الموازين .
@ وعلى الأقل عندنا تحاربون بحديث أو روايه .. فلتكن صحيحه موثقه .. وليس مزوره كهذه الروايه .
٤)) وعلى فرض صحة هذا الحديث .. فمن قال أن المرجعيه ( ساكته ) وهل هناك أبلغ مما قالته لسنوات ؟؟ 
نعم بعض الناس يريد الكلام على مزاجه .. فإما أن يكون كما يريد .. أو لايعتبره كلاماً ..
ولكن هذا لايمشي في مذهب الاماميه .. فلسنا نحن ( زيديه ) يركض علماؤنا وراء صبياننا ويتحركون بالضغط العاطفي مهما حصل .

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


ايليا امامي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/08/23



كتابة تعليق لموضوع : نحن والمرجعيه في سؤال وجواب (( الحلقة الأولى ))
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net