صفحة الكاتب : هادي جلو مرعي

أنا صدامي !
هادي جلو مرعي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

بين المنهج والفرد صلة أو لا صلة ,ويمكن أن يمضي الفرد ويبقى المنهج ,وليس مهما أن يمضي الفرد في حال بقي المنهج يطبع سلوك أفراد وجماعات ..
في العراق كنا نمقت المنهج السائد إبان الحقبة البعثية .ولم نكن نفرق بين سلوك بعثي لا يفقه فكرا أو منهجا يثير فينا السخط ويحملنا ما لا طاقة لنا به ,وبين المنهج البعثي الذي يسير عليه قادة وجماعات منظمة ,وربما مؤسسات دولة كما حدث في العراق في الفترة الماضية ..
كان ذلك سبيلنا لنتنفس, فليس من المعقول أن يتصرف البعثيون بشكل سيء ,ثم يأتي من يدفع عن حزب البعث صفة الضلالة التي طبعت سلوك المنتمين له خاصة مع سيادة منهج الإقصاء والتخوين والعمالة على أساس فكري وسياسي وقومي وعقائدي .فالأكراد كانوا إنفصاليين ,والإسلاميون مجرد رجعيين خونة ,والشيوعيون كانوا عملاء للمعسكر الشرقي ,ويمكن أن نحرم من تناول بيض المائدة المستورد  من صوفيا في حال رفضت جمهورية بلغاريا تسليم أربعة منهم الى بغداد.. الكرد الفيليون كان من المحتم سحب الجنسية عنهم ,وحشرهم في سيارات خاصة تنقلهم الى مناطق الحدود .والليبراليون كانوا أعداءا للنظام القومي ..
كان كل ذلك سببا كافيا لتوحيد جهود المعارضة الوطنية في مسعى للتخلص من الديكتاتورية المقيتة على أمل أن نتخلص من طائفية البعث وشوفينيته وإقصائه لجميع مكونات الشعب العراقي وأي سلوك لا يتوائم والمزاج الحاكم في ذلك الوقت وكان حتما الإنتقال بالعراق الى واقع مختلف تعم فيه الديموقراطية, ومفاهيم الشراكة والتمثيل المتساو, والتوزيع العادل للثروة ,وتأكيد حرية العقيدة والفكر والتعبير والتعددية الحزبية والدينية والقومية والتنوع والصحافة الحرة..
حدث ما حدث ومضى نظام البعث بتدخل اجنبي مباشر ودخلت تشكيلات سياسية عقائدية وقومية وليبرالية معترك العمل السياسي المباشر ووجدت انها مسؤولة عن ادارة الدولة العراقية وتوجيه الاقتصاد الوطني ورسم السياسة الداخلية والخارجية وتحقيق مبادئ تكافؤ الفرص والعدالة في مختلف اشكال العلاقة بين السلطة والشعب ..
يبدو ان الامور تعقدت كثيرا نتيجة عوامل مختلفة اثرت في المشهد العام وعلى صعد شتى ارتبطت بموضوع الادارة وعمل وزارت الدولة واخلاقية العاملية فيها على مستويات حيث بدأت مظاهر الفساد تنتشر وعمت ظاهرة التخوين والاقصاء وتم توزيع مؤسسات الدولة التشريعية والتنفيذية بين الفرقاء على اساس الطائفة والقومية وصار ممكنا ان نتعرف الى دائرة تخلو من مكون مذهبي وقومي يخالف انتماء الوزير الفلاني في حين خلت دائرة اخرى من مكون مختلف عن الاول وصارت هذه الوزارة شيعية خالصة وتلك سنة واخرة كردية ..
للأسف , سمعت هذه العبارة كثيرا في الفترة الأخيرة (أنت بعثي) مع إني أكره حزب البعث الى حد الجنون .أو (أنت صدامي) مع إني قضيت عقدين من الزمن أدعوا الله أن لا أراه حاكما لبلدي في يوم يأتي ,ولعله قريب .. أنا صدامي بالفعل ,لكن بكسر الصاد, وكسر الصاد يعطي معنى مغايرا في حال فتحها..
 اللهم إكسر أقفال العقول المتحجرة وإفتح أبواب رحمتك الواسعة ...


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


هادي جلو مرعي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/08/02



كتابة تعليق لموضوع : أنا صدامي !
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net