صفحة الكاتب : نجاح بيعي

هـل تعلم .. أنّ المرجعيّـة الديـنـيّـة الـعـلـيـا . الحلقة رقم ( 5 ) .
نجاح بيعي
  كان للمرجعية الدينية العليا في النجف الأشرف , الدور الرئيسي الكبير والمهم في سدّ الفراغ الشامل ( السياسي والقانوني والاجتماعي والاقتصادي وغيره ) الذي أحدثه تغيير النظام السابق عام 2003 م , واحتلال العراق من قبل القوات الأجنبية بقيادة الولايات المتحدة الأميركية . فأسّست المرجعية الدينية العليا الأسس الكبرى الكفيلة لضمان الاستقلال والسيادة للشعب العراقي , من خلال رفضها للاحتلال الأجنبي , وإصرارها على دستور يكتب بأيدي عراقيّة , وحثّها لإجراء انتخابات دستوريّة تضمن حق مشاركة الشعب بكل أطيافه , في صنع القرار واختيار شكل نظام السياسي لهم .
ــ فبرعايتها الأبويّة ومواكبتها لمسيرة التحوّل الكبير , نرى المرجعيّة قد تركت بصمة ( موقف منها ) شمل كل مرفق من مرافق الحياة المتنوعة للمجتمع العراقي . وهو دور عظيم قامت به يندر معه دور أي جهة أو طرف , ممكن يخطر على ذي بال . ولأنّ البعض في الداخل العراقي وفي الخارج , لم تعجبه مواقف المرجعيّة لأنها أضرّت بمصالحه السياسيّة , والحزبيّة والقوميّة والفئويّة والطائفيّة , فشنّ حرباً ظالمة عليها , من خلال حملة الافتراءات والتقولات والبيانات الكاذبة عليها , مسخّراً إمكانياته السياسيّة والماليّة والفكريّة والإعلامية , وكان يهدف من ورائها تشويه سمعتها , وللحدّ من مواقفها الوطنيّة والأخلاقية , ولإبعاد الجمهور العراقي وحرفه عنها , ولإرباك الواقع السياسي الجديد . 
ــ ولأجل إزالة الغبار الذي علق على بعض مواقف المرجعيّة المشرّفة جرّاء الحملة المضادة , وإزالة الغشاوة عن أعين الكثيرين ممّن عشوا عن رؤيتها , وتبيان ذلك لمن لا عهد له بذلك ولم يكن يعلم بها , آثرنا أن نطرح جملة من مواقفها البيّنة ,التي حفلت بها أخطر حقبة مرّت على العراق وشعبه , وهي بدايات المرحلة الجديدة التي اعقبت التغيير , وخصوصاً في عامي 2004 م ــ 2006 م , التي شهدت إصرار المرجعيّة بمطالبتها اتّباع السبل الكفيلة للاسترداد السيادة والاستقلال للشعب العراقي من المحتل , حتى تمخضت جهود المرجعية بانبثاق أول حكومة عراقية منتخبة , بانتخابات حرّة مباشرة من قبل الشعب . على شكل حلقات مرقّمة بالتسلسل تحمل عنوان :
( هل تعلم .. أن المرجعيّة الدينيّة العليا .. ) , وبنفس الوقت امتنانا ً وتثميناً وعرفاناً لكل موقف صغُر أم كبر , صدر من المرجعيّة الدينيّة العليا , المتمثلة بسماحة المرجع الأعلى السيد علي الحسيني السيستاني ( دام ظله الوارف ) .
 
((( 19 ))) ــ هـل تـعـلـم ..
.
ــ أنّ الـمـرجـعـيّـة الـديـنـيّـة الـعـلـيـا .. 
 
هي أول مَن دعت الى إخراج القوات الأجنبيّة المحتلة من العراق بعد عام 2003 م , باتّباع الأساليب السلمية من خلال التركيز , على مساعي إعادة السيادة على العراق , وبذل أقصى الجهود لتمكين العراقيين من حكم بلدهم , من غير تدخل من الأجنبي . وهذا النهج ( السلمي) للمرجعيّة أثبت صحته وفاعليته للقاصي والداني , وبالمقابل أثبت بطلان كل الدعوات التي ترى غير ذلك !. هذا ما ورد في جواب سؤال صحيفة ( نيويورك تايمز ) عام 2004 م الذي يقول : \" في الفترة الأخيرة ومن خلال خطبة الجمعة ، هناك دعوات لمقاومة الاحتلال الأمريكي بصورة مباشرة , ودعوات أخرى تدعو إلى الحوار والاشتراك معهم لبناء العراق وترى أنّ هذا هو الطريق الأحسن . فمن من الفريقين تدعم سماحتكم ؟.
ــ فكان الجواب :
\" إنّ المرجعية الدينية تدعو إلى اتّباع الأساليب السلمية باتجاه الإسراع في إعادة السيادة على العراق إلى العراقيين وتمكينهم من حكم بلدهم من دون أيّ تدخل أجنبي \" . 
 
ــ مكتب السيد السيستاني (دام ظله) النجف الأشرف / 28/ج1/1424هـ . الموافق 2004م , ــ وثيقة رقم ( 23 ) من ( النصوص الصادرة عن سماحة السيد السيستاني دام ظله في المسألة العراقية) / إعداد حامد الخفاف / بيروت ـ لبنان الطبعة السادسة .
ــ و : 
 
 
 
((( 20 ))) ــ هـل تـعـلـم ..
.
ــ أنّ الـمـرجـعـيّـة الـديـنـيّـة الـعـلـيـا ..
 
كانت قد أعلنت ومنذ بواكير سقوط بغداد عام 2003م , عن موقفها الرافض ببقاء قوات الاحتلال الأجنبيّة في العراق , وإلى ما بعد قيام حكومة منتخبة من قبل الشعب . ولم تُعِر أهمية حين ذاك لإعلان الحاكم المدني ( بول بريمر ) , عن فكرة بقاء جنود الاحتلال حتى بعد قيام حكومة منتخبة . وبذلك كانت قد ألجمت كل الأفواه المطالبة ببقاء الأجنبي في العراق . كما وأبدت المرجعيّة استغرابها من مضمون سؤال توجّهت به إليها صحيفة ( بايونير الهندية ) في 16/ ج 2 من عام 2004 م حينما سألت :
\" كم ينبغي باعتقادكم بقاء الاحتلال الاميركي للعراق ؟ وقد صرح السيد بول بريمر بأن الجنود الأمريكان سيبقون في العراق , حتى بعد قيام حكومة منتخبة من قبل الشعب ، فهل تؤيدون أمراً من هذا القبيل ؟ \" .
 
ــ فكان ردّ المرجعية السريع والمفاجئ :
\" كيف يمكن أن نؤيد بقاء قوات الإحتلال في العراق ؟!! . \".
.
 
((( 21 ))) ــ هـل تـعـلـم ..
.
ــ أنّ الـمـرجـعـيّـة الـديـنـيّـة الـعـلـيـا ..
 
هي أول مَن نبهت وثبّتت , الى أنّ محو الثقافة الدينيّة والوطنيّة للعراق , هو الخطر الأكبر بعد احتلاله عام 2003 م . وأنّ ( الاحتلال ) في ذاته ليس هو الخطر كما ظنّ به الكثيرون و عن قصد أو غير قصد . وبهذا تكون المرجعيّة قد صححت الفهم الخاطئ لدى الجميع . وبنفس الوقت أخرست كل الأصوات النشاز التي علت حينها , وتعلو بين الفينة والأخرى , والتي ترى الأمر غير ذلك . تجلى ذلك في جواب لسؤال تقدمت به ( مجلة بولندا الأسبوعية ) في 29/ رجب من عام 2004 م لمكتب سماحة السيد السيستاني مفاده : 
\" ما هو الخطر الأكبر الآن على بلدكم في حالة وجوده ؟ .
 
ــ فورد الجواب بإيجاز : \" خطر محو ثقافته الدينية الوطنية ! \" .
 
 
ــ و :
 
 
 
((( 22 ))) ــ هـل تـعـلـم ..
.
ــ أنّ الـمـرجـعـيّـة الـديـنـيّـة الـعـلـيـا ..
 
قد ألزمت جميع العراقيين بعد عام 2003 م , بدعم القوات الوطنية العراقية , وتعزيزها بالعناصر الكفوءة والمعدات الضرورية . إذا ما أرادوا الأمن والاستقرار . وصرّحت بوضوح لا لبس فيه أنها ليست مع تشكيل أية ( ميليشيات ) , وتحت أيّ ذريعة كانت أو عنوان . وأن القوات الوطنية العراقية هي الجهة الوحيدة المكلفة بتوفير الأمن والاستقرار , لمن يريد أن يبني دولة مؤسساتيّة حديثة وقوية . فهل حصل وكان مثل ما أرادت المرجعيّة ؟؟. فقد سألت عن ذلك ( شبكة تلفزيون فوكس نيوز ) الامريكية بسؤالها الآتي : 
ــ \" ما هو رأي سماحتكم في الميليشيات الدينية، هل تصادقون على تشكيلها ؟ \" .
 
ــ فكان جواب سماحة السيد السيستاني : 
 
\" يلزم تعزيز القوات الوطنية العراقية المكلفة بتوفير الأمن والاستقرار ودعمها بالعناصر الكفوءة والمعدات الضرورية، ولسنا مع تشكيل أية ميليشيات ! \" .
 
 
 
 
((( 23 ))) ــ هـل تـعـلـم .. 
.
ــ أنّ الـمـرجـعـيّـة الـديـنـيّـة الـعـلـيـا ..
 
هي الوحيدة التي أعربت عن خشيتها وقلقها العميق , في حال لم يتم سحب الأسلحة الغير مرخّصة , من قبل السلطات الوطنية من وقوع صراع ( صدامات مسلحة ) بين مكونات الشعب العراقي , بعد الإنفلات الأمني الذي سبّبه احتلال العراق عام 2003م . وحذّرت المرجعيّة السلطات الوطنيّة في حال تنصلت عن أداء واجبها وممارسة دورها , من وقوع البلد في المحذور ويحدث الصدام المسلح , فحينها لا تختص بالساحة الشيعية دون غيرها , وإنما سيشمل باقي مكونات الشعب العراقي . وهو مضمون جواب سؤال صحيفة ( واشنطن بوست ) الذي يقول :
\" هل أنتم قلقون من حصول صراع شيعي شيعي في المستقبل ؟ \" .
 
ــ فكان جواب سماحته :
\" إذا لم تُتخذ إجراءات سريعة من قبل السلطات الوطنية العراقية لسحب الأسلحة غير المرخصة وتعزيز القوات الوطنية المكلفة بتوفير الأمن والاستقرار فربما تقع مشاكل خطيرة مستقبلاً من دون اختصاص ذلك بالساحة الشيعية ! \" . 
 
ــ / مكتب السيد السيستاني (دام ظله) النجف الأشرف / 27 شعبان 1424هـ . الموافق لعام 2004 م ــ وثيقة رقم ( 41 ) من ( النصوص الصادرة عن سماحة السيد السيستاني دام ظله في المسألة العراقية ) / إعداد حامد الخفاف / بيروت ـ لبنان الطبعة السادسة .
 
 
((( 24 ))) ــ هـل تـعـلـم .. 
.
ــ أنّ الـمـرجـعـيّـة الـديـنـيّـة الـعـلـيـا ..
 
من الشجاعة والحكمة بحيث وصفت , مَن يقومون بأعمال العنف التي تستهدف المدنيين العزّل , وعناصر الشرطة والجيش , بعد سقوط الصنم عام 2003 م , بأنّهم لا يريدون الاستقرار للعراق , ويساهمون في إطالة أمد الاحتلال . ويريدون الإضرار بمصلحة الشعب . كما وترفّعت المرجعيّة عن ذكر أسمائهم , وأسماء الجهات المتورطة في ذلك رعاية للمصلحة العامّة للبلد . ودعت الدول الى عدم التدخل في الشأن للعراق , وإلى ضبط الحدود والتحكم بالوافدين الى العراق . كان ذلك ضمن جواب لسؤال تقدمت به مجلة ( دير شبيغل ) الألمانية يقول :
\" مَن وراء عمليات القتل والتخريب التي يذهب ضحيتها الأبرياء من العراقيين ؟ \" .
 
ــ فكان الجواب :
\" لا يتوفر لدينا معلومات دقيقة عمن يقومون بأعمال العنف التي تستهدف العراقيين من مدنيين ورجال شرطة وجيش وغيرهم، ولكن من المؤكد أن هؤلاء لا يريدون الأمن والاستقرار لهذا البلد ويساهمون في إطالة أمد الاحتلال والإضرار بمصلحة الشعب العراقي، ومن المهم جداً تضافر الجهود على ضبط الحدود والتحكم بالوافدين إلى العراق وإلتزام دول الجوار وغيرها عدم التدخل في الشؤون الداخلية العراقية بأيّ شكل من الأشكال \" .
 
/ مكتب السيد السيستاني (دام ظله) النجف الأشرف / 24 ذي الحجة 1424 هـ , الموافق 2004 م . 
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


نجاح بيعي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/09/09



كتابة تعليق لموضوع : هـل تعلم .. أنّ المرجعيّـة الديـنـيّـة الـعـلـيـا . الحلقة رقم ( 5 ) .
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net