صفحة الكاتب : امل الياسري

لنتكلم بصراحة عن أسباب تدني نسب النجاح في مدارسنا!/2
امل الياسري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

ثانياً: معلم يكدح قرب مقبرة الأجيال!

خارطة جديدة رسمتها المرجعية الرشيدة، بخطبتها الجمعة الموافق 22 من ذي الحجة 1437 هجرية، حول دور المعلمين بتدني نسب النجاح لمدارسنا، التي أصابها الشلل خاصة المرحلة الثانوية، حيث فئة المراهقة والمراهقة المتأخرة، كما يطلق عليها علم النفس، فحين يسأل الممكن المستحيل: أين تقيم؟ فالجواب سيكون في أحلام العاجز، لما تتميز به هذه المرحلة، من تغييرات جسمية ونفسية بحياة الطالب، عليه فالمعلم مطالب ببذل جهود كبيرة، للإرتقاء بالنشئ لتحطيم العجز، وتحقيق التفوق والإبداع فالكلمتان ممكنتان.

عندما تطفو على الساحة نسبة رسوب مرتفعة، لبعض المدارس المتوسطة والأعدادية فتصل الى 64% ، يظهر جلياً خطورة الموقف، الذي نبهت إليه المرجعية الرشيدة، بضرورة حفاظ المعلمين على هذه الأمانة في أعناقهم (التلاميذ والطلاب)، لأن القضية كبيرة وتداعياتها أكبر، حيث يقع على القادة التربويين، مسؤوليات شرعية ومهنية، للنهوض بواقع أبنائنا الطلبة، خاصة إذا ماإستعمل المعلم الوسائل الحديثة الجاذبة للتلميذ، والتي تجعل المدرسة مكاناً جميلاً، له القدرة على ممارسة الحياة، حتى وإن كانت تعاني بعض العقم!  

  ما ينبغي أن يقال أن المراحل السابقة، لزمن سقوط الصنم 2003، شهد ظاهرة خطيرة أتت نتائجها العكسية على المعلم والتلميذ، وهي ظاهرة عسكرة وبعثنة المدارس، حيث تعودت بعض الملاكات، على الطريقة القمعية أيام النظام البائد، في التعامل مع الطالب، مما إنعكس سلباً على أدائهم داخل الصف، حيث كان يقال:(يمكن لصفعة معلم، أن تخلق من التلميذ مجرماً)،كذلك إصرار بعضهم على إنتهاج الطرق التقليدية، الخالية من التشويق والحداثة لتقديم الدروس، في زمن غزت التقنيات الحديثة بيوتنا وعقولنا.

نظام الطاغية الحاكم في ذلك الوقت، دفن أجيالنا في مقبرة البعث الكافر، وجنّد عقلية الطلبة بسموم الحقد، والقمع، والإستبداد، فلم يستطع المعلم تلقين أبناءه، إلا شعارات وأهداف زائفة تمجد لنظام صدام، وكان المعلم يمارس مهنة التبشير بالبعث، ومنجزات الثورة التموزية السوداء، وحروبه النكراء مع الجوار، ولكنه رغم التنكيل بقيمة المعلم زمن الحصار الظالم، بتسعينيات القرن الماضي، إلا إن قسماً كبيراً منهم ظل يكابد المرارة وقلة الراتب، وإستمر بمسيرته المعطاء، أملاً بشروق شمس الحرية يوماً ما.   

معلم اليوم مطالب بأداء الأمانة الى أهلها، وهو واجب شرعي ووطني، فالأجيال المجنونة بالفضائيات، ومواقع التواصل الإجتماعي، ومغريات الحضارة التدميرية، الوافدة إلينا بإسم الديمقراطية، تجعل الواجب مضاعفاً على المعلمين، لحفظ الجيل المبهور بالغرب، فوجب إستعمال الطرق التربوية، والوسائل المتاحة، وتقوية الوازع الديني والأخلاقي، لتحصينه ضد الآفات الملوثة، التي تغزوعقولهم، فيبدأ المعلم بتحصين نفسه وإرجاع هيبته، ضد العلاقات المصلحية مع طلبته، وغرس الفضائل، لإعداد حاضر مزدهر لمستقبل مشرق، ففاقد الشيء لايعطيه، وهذا لايشمل جميع المعلمين قطعاً! 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


امل الياسري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/09/26



كتابة تعليق لموضوع : لنتكلم بصراحة عن أسباب تدني نسب النجاح في مدارسنا!/2
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net