صفحة الكاتب : اسراء العبيدي

خرافات جيل الفيسبوك ( جماعة يارزاق )
اسراء العبيدي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

انتشرت مؤخرا ضاهرة ( اكتب يارزاق تجيك فلوس ) في جميع مواقع التواصل الاجتماعي من قبل ضعاف النفوس الذين لايخافون الله ويستغلون  الناس ويضحكون على عقولهم بخرافاتهم... وفي الحقيقة هذه الضاهرة أو المهزلة الغرض منها وهدفها الوحيد هو جمع لايكات وتعليقات على حساب خداع  شريحة من المجتمع التى تصدق إن كتابة كلمة يارزاق سـتجلب بعد ثواني ( شدة فلوس ) . والله هذه الخرافة  أضحكت دول العرب علينا . أيعقل أن يحدث في العراق هذا ؟ أن تنمو هكذا ضاهرة في يوم وليلة ومن ثم تكبر فتنتشر أنتشارا واسعا  بل بسرعة البرق بين أطياف ( جيل الفيسبوك وأفراد السبيس تون ). وكأنهم إتفقوا على صورة واحدة ( وكل شوي ينشرون صورة يد تحمل فلوس ) ويكتبون نفس الجملة ( والله كنت مامصدك بس كتبت يارزاق جتني فلوس ) وينشرون صورة ( شدات عشرات وخمسة وعشرينات وصفطات فلوس ) لا أدري ماذا يريدون ؟ وأي ناس ستصدك خرافات ( جماعة يارزاق ) . والأمر لم يقتصر على الشباب فقط بل وصل ( لبنات الماما ) الذين دخلوا في حساب الأرزاق وفي سوق البورصة وزيادة الأمول ليتنافسوا مع ( جماعة يارزاق ) . حيث نشرت إحدى الفتيات عفوا أقصد ( بنات السنافر ) وقالت ( والله كنت مامصدكة بس كتبت يا رزاق ابوية انطاني 400 وامي 100 والخياطة دزتلي 200 ) يعني لا أدري ماذا أقول لهذه البنت غير الله يهديك . وحبذا لو تنصرفي للدراسة وخدمة الماما التي تعبت عليك كل هذه السنين فهل ستفخر بك أمام المجتمع وأنتي تفعلين هذا !!! أنا من خلال مقالتي هذه لا اريد أن أعرف إلا شيئا واحدا أين أهالي هؤلاء ؟ ألا يراقبون أبنائهم أم هكذا يعيشون حياتهم باللامبالاة ولايعرفون عنهم شيئا . فعندما إدعت هذه البنت أنها حصلت على مبلغ ( 700 ألف ) خلال ثواني بعد كتابة كلمة يارزاق ماذا كانت تفعل الماما ؟ وهل هي فخورة بتصرفات ابتها التي تكذب علنا لكي تفاخر أمام صديقاتها إنها مدللة والمال يأتيها بثواني بدون تعب وشقاء . لايوجد تسمية لهؤلاء سوى ( أشباه الأطفال أو أولاد السنافر ) وأعتقد يجب العالم أن ينحني لهم ويصفق لهم لأن العراق بلد غني ينتج جيل مخترع وغني بالخرافات ... طبعا هذا ماينتظروه ( جماعة اكتب يارزاق تجيك فلوس ) ولكني سأقول لهم عذرا عقولنا أكبر من أن تلوثها خرافاتكم ولن تضحكوا سوى على الاغبياء أمثالكم . وماتفعلوه هو مجرد سخافة وفيها الكثير من الغباء والنصب والاحتيال والضحك على عقول الناس والإستهزاء بإسم الله ( جل جلاله ) وكأنه موجود داخل الفيسبوك وينتظر منهم أن يكتبوا يارزاق ليرزقهم . والمشكلة لاتقتصر على تفاهة هذه الضاهرة فحسب بل إنها تتعدى ذلك لدرجة  قام المرجون لهذه الضاهرة  الحلف بإسم الله زورا وبهتانا  ( والله كتبت يارزاق وجتني فلوس وإذا متصدكون شوفوا الصورة ) . عذرا يا الله هؤلاء مراهقين وشلة مستهترين يستهترون بإسمك ولايمثلون جميع البشر سوى أنفسهم لأنهم يعكسون أخلاقهم وماتربوا عليه . فالرحمة على زماننا الذي شاعت فيه إختراعات السنافر ( أبناء الماما ) حتى ضجت عقولنا بتلك الخرافات التى لامثيل لها وبعد كل هذا يحسبون أنفسهم مخترعين . والغريب إن كل هذا يفعلوه ( الجيل الفيسبوكي السوبر خارق في اختراعاته ) من أجل الحصول على كم هائل من التعليقات واللايكات . يعني ألف مبروك لمخترعينا الصغار الأفذاذ الذين فاقوا علمائنا في اختراعاتهم . وأصبحوا أكثر شهرة منهم بعد ( المهمة المستحيلة ) والإنتهاء من المهمة الشاقة في أطلاق خرافات عبر عالم الفيسبوك . لماذا ياصغار تكبدتم كل هذا العناء في الترويج لضاهرة لاوجود لها من الاساس ولاتمت للعقل والوعي بصلة ؟ فهل حان الوقت لنقول أحسنتم أم نصفق لكم ؟ لا ياصغار أعتقد ليس اللوم كله يقع فقط عليكم  بل على أهاليكم  الذين لايعرفون بأفعالكم .  ولم يتعبوا أنفسهم في تربيتكم كما فعل الغير . وهكذا لم ينشئوا منكم جيلا واعيا ومثقفا كما ينبغي لأنصرافاهم عنكم والله أعلم بماذا ؟ وفي النهاية هذه دعوة مني لجميع الأهالي الكرام أن يراقبوا أفعال أطفالهم من أجل بناء مجتمع سليم خالي من الخرافات والكذب والخداع . ومن أجل مستقبل أفضل لأطفالنا لأنهم جيل المستقبل وليس جيل الفيسبوك , ولكن لربما تحولوا لجيل الفسيبوك بإمتياز لايهم ذلك لأنه مايزال هنالك بعض الأمل في التغيير الجذري والكامل لعقولهم المليئة بالخرافات. فعسى ولعل أن نلمس التغيير لأن القادم أجمل بإذن الله .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


اسراء العبيدي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/09/28



كتابة تعليق لموضوع : خرافات جيل الفيسبوك ( جماعة يارزاق )
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net