رواية من زمن العراق ٢١ البناء الافقي والفقر العمودي ..
وليد فاضل العبيدي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
ملاحظات كثيرة تؤكد وتثبت ان انتشار البناء الافقي والعشوائيات صاحبة ارتفاع عمودي في حجم مستويات الفقر الاجتماعي وانعدام الخدمات وتدهور المستوى التعليمي والصحي والخدمي للمواطن.
ان الامتداد الافقي بدون تخطيط حضري يفجر ازمة خدمات خانقة وازمة اجتماعية كبيرة وتعيد المجتمع للمربع البدائي الاول وهو القبلية الهزيلة التي تتميز بالذكورية الفاضحة والعلاقات العائلية المغلقة على جيناتها والتي تأخذ حقوقها بالقوة والاكراه من الاخرين.
ان هذا الامتداد يذيب ذائقة الرفاهية لدى المواطن بسبب تردي الخدمات في تلك التجمعات من جهة وانهيار اهتمام الدولة بالمواطن فكريا بسبب محدودية مواردها الاقتصادية والاجتماعية لم يخطط لها من جهة اخرى.
ان اهم سبب دفع المواطن للجوء الى هذه العشوائيات والاستفادة من هذه المساحات الشاسعة هي الحزبية والمحاصصية التي ظهرت بعد 2003وضعف الدولة على السيطرة على المساحات الفارغة .
فالأحزاب تتصارع بقسوة لأنها تفقد بوصلتها الوطنية وتنغلق في طموحاتها الكرسوية، فهي تريد أن تحكم وحسب، أما الوطن ومصالحه فلا تعرفها في أكثر الأحيان وبالتالي من صالحها نشوء فقر عمودي وعشوائيات سكانية تلتزم تنظيم فكرها الانتخابي وتشكيله لصالح كتلها.
اضافة الى ان الوجع الإقتصادي قاسي وأليم ، ولم تتمكن أنظمتنا السياسية من تخفيفه ومعالجته , وفقا لما يحقق السعادة والرفاهية للناس.
وعندما لا تجري مياه الحياة , وتجد المجتمعات أنها تعيش في مستنقع خانق، فأنها ستساهم في دائرة الصراع البقائي المفرغة.
وبناء على واقعنا المرير فأن مجتمعاتنا مؤهلة للتشظي والإنشطار والتفرق والتبعثر والتنافر والصراع العبثي، لأن الطاقات البشرية لا تجد سبيلا لتصريفها والتعبير عنها.
في مجتمعات تعلو فيها الكراسي على القوانين والأوطان , لا يمكن بناء وجود إجتماعي يتحلى بالمعايير والقيم الوطنية ، وتفقد المواطنة معانيها.
وسلوكنا بصورة عامة يميل للإتلاف وليس للإستثمار، فلا توجد مشاريع إستثمارية عربية - عربية إلا فيما ندر، ومعظم الإستثمارات في دول أجنبية.
جميع الأنظمة لم تبشر بسياسات إقتصادية , وإنما إتخذت مناهج الحروب والقمع وسيلة للحكم.