صفحة الكاتب : ماجد زيدان الربيعي

البيت والمدرسة
ماجد زيدان الربيعي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
بدء العام الدراسي الجديد باستقبال ما يقرب من 7 ملايين تلميذ في مدارسه ويواجه المسؤولون عن العملية التربوية والتلاميذ وذووهم تحديات كبيرة ومشكلات غاية في الصعوبة جراء التدهور المستمر في التعليم. 
نحاول اليوم ان نسلط الضوء على واحدة من العلاقات المهمة التي تعاني من مشكلات حادة واهمال في الكثير من مدارسنا وهي العلاقة بين البيت والمدرسة. 
ان كل الاستراتيجيات التربوية تهدف في نهاية المطاف الى خلق جيل واع ومنظم قادر على مواجهة اعباء الحياة وتطويعها لخدمته، ويلعب المحيط الاجتماعي والتربوي والبيت الى جانب المدرسة دوراً حاسماً في تكوين معالم شخصية التلميذ فالعلاقة المتوازنة بين البيت والمدرسة تؤدي الى النمو المتوازن والصحيح للملاكات الانفعالية والعقلية والصحية والاجتماعية للتلميذ. 
الاتصال بين المدرسة والبيت يكون عن طريقين يتحمل مسؤولية المواظبة عليهما كلا طرفي العلاقة فالاهل يمكن ان يكون اتصالهم مباشرة مع الادارات والاسر التعليمية لمتابعة ابنائهم والتعاون على تذليل الصعاب التي تواجه  التلميذ وتضمن حصوله على التعليم والتحصيل الجيد.اما الطريق الاخر عن طريق الاسهام في مجالس الاباء والمعلمين والتفاعل معها والحضور الى اجتماعاتها الجماعية او العمل في لجانها فهي من الوسائل المجربة لتحسين مستويات التلاميذ العلمية وتطوير شخصياتهم وتجاوز سلبياتهم وزيادة اندفاعهم على التعليم. 
هذا الاتصال المستمر يعمل على تنمية القدرات ويؤثر في حياتهم المقبلة ويحسن السلوك في حاضر حياتهم اليومية، لذلك وجب على الاهل التعرف على التطور الانمائي لابنائهم، فالعوامل المحيطة بالمدرسة والتلاميذ تلعب دورها في توجيه نضج التلاميذ على مختلف المستويات العلمية والحياتية. 
هناك مهارات يتعلمها التلاميذ من خلال التعاون والمتابعة بين المدرسة والبيت، فالتعلم لا يقتصر على معرفة القراءة والكتابة واستظهار المنهج المقرر، وانما السلوك القويم والصحيح الذي يكون هذه الشخصيات ويجعل منهم نافعين لانفسهم ومجتمعهم في قادم السنين 
ان هذه المهمة ليست تلقائية أي تتحقق بصورة طبيعية من قبل المعلم وانما علينا تهيئة الفرص لتنفيذ البرامج الموضوعة لهذا الغرض والتي تمتد الى خارج المدرسة للحصول الخبرة والنضج التي ينبغي ان تتماشى مع التحصيل للمعلومات المدرسية. 
ان العلاقة الجيدة بين البيت والمدرسة مسألة مهمة في العملية التربوية والتعليمية لما لها من تأثير ايجابي في تذليل وحل الصعوبات التي قد يتعرض لها البعض في النواحي التعليمية.
للاسف هذه العلاقة ليست على ما يرام في كثير من المدارس ولا تحظى الا بالمتابعة الشكلية من الاشراف التربوي، اذ تعقد اجتماعات محدودة لمرة واحدة او مرتين في العام لمجالس الاباء والمعلمين وعبارة عن اسقاط فرض ليس الا ولا تبحث فيها العملية التربوية بشكل جدي لا تتم التهيئة لها بصورة جيدة، وبالتالي حتى اكثرية  اولياءالتلاميذ يعزفون عن حضورها لانعدام الفائدة المرجوة منها او تستغل في غير اغراضها كجمع التبرعات او الاحاديث عن مواضيع لا علاقة لها بالعملية التربوية. 
اما الطريق الاخر، الاتصال المباشر، فهو في اغلب الاحيان يكون عندما تحصل مشكلة للتلميذ في محاولة لحلها ويتعرض احيانا اولياء الامور للتقريع ولا توضع الخطط المحددة لمعالجة نواحي الضعف لدى التلميذ او معالجة المشكلة، ويتعرض الاولياء الى التأييسس من اولادهم ذوي التعلم البطيء او المتخلفين عن اقرائهم. 
ان علاقة متطورة وحسنة بين البيت والمدرسة تسهم بشكل فعال في تطوير المستوى العلمي والسلوكي للتلاميذ واثبتت الدراسات والبحوث العلمية فائدتها وضرورتها للعملية التربوية في المدرسة والمجتمع.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


ماجد زيدان الربيعي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/10/03



كتابة تعليق لموضوع : البيت والمدرسة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net