صفحة الكاتب : سلام محمد جعاز العامري

الحر والتوبة النصوح
سلام محمد جعاز العامري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

جاء في القرآن الكريم " ثم إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ عَمِلُوا السُّوءَ بِجَهالَة ثُمَّ تابُوا مِنْ بَعْدِ ذلِكَ وَ أَصْلَحُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِها لَغَفُورٌ رَحِيمٌ", النحل 119.

عند مرورنا بقضية مسير الحسين عليه السلام؛ ما بين أرض الجزيرة العربية والعراق, التي بُنيت على الإصلاح, بعد أن ابتليت الأمة الإسلامية, بفساد الحاكم وسطوته, وقضاء يحكم بأهواء الطغيان, حيث أفتى شريح القاضي, بحق الحسين عليه السلام, "خرج عن حَدِّه فقُتِلَ بسَيفِ جده", ومن العروف أن شريحاً, كان من أعوان عبيد الله بن زياد, وهو صنيعة بنو أمية.

كانت الكوفة في ذلك الزمان معسكرا للجيش؛ وهم يعملون تحت إمرةِ الحكومة الأموية, وقد قاموا بقتال رسول الحسين عليه السلام, ليستشهد مسلم بن عقيل رضوان الله عليه, وقاموا بسحبه في سكك الكوفة, وهانئ بن عروة زعيم قبيلة "مِذْحَج" بالكوفة, بعملية دهاء أموي حاقد مغمس بالوحشية, من أجل إدخال الرعب, في قلوب موالي الحسين ع الكوفة, وسجن بعض المعارضين لحكم الأمويين.

أَرسَلَ والي الكوفة عبيد الله بن زياد, جيشاً قوامُه ألف فارس, ليمنع الحسين عليه السلام من دخول الكوفة؛ فالتقى به عند جبل حسم, وقد صلى خلف الإمام الحسين (ع), ثم عرض الإمام (ع) كتب أهل الكوفة, فقال الحر: «إنّا لسنا من هؤلاء الذين كتبوا إليك، وقد أُمِرنا إذا نحن لقيناك, ألاّ نفارقك حتّى نقدّمك على عبيد الله بن زياد", وأخذ يسايره إلى أن دخل كربلاء.

وقف الحر بن يزيد الرياحي بين الجيشين, فقال له رَجُلٌ يقال له المهاجر بن أوس:" ما تريد يا ابن يزيد؟ أتريد أن تحمل؟", فأخذته رعدةٌ بعد سُكوت, فقال" إنّي والله أخيّر نفسي بين الجنّة والنار, ولا أختار على الجَنة شيئا", إنها صحوة الضمير, بعد الامتحان الرباني العسير, فهو يعلم علم اليقين, أنه سَيُقتَلُ لا محال, ومع ذلك لم يفضل الدُنيا الفانية, على الجنة الدائمة.

في عصرنا الحالي, استفحَلَ الفساد وضرب أطنابه, ليتلبس بعض الساسة, بلباس الصلاح والإصلاح, مع أن رائحة فسادهم تزكم الأنوف, فمتى يسعون إلى التوبة النصوح؟ ليكفروا عما اقترفوه, وليكن الحر مثلهم الأعلى, ليكونوا أحرارا في الدنيا, سعداء في الآخرة, كما أراد الحسين)  ع).

لم يدع الحكماء أمر التوبة, فهذا أحدهم يقول بوصفٍ بديع:" التوبة عودة العقل ، وقلب إرادة من الخطأ إلى الصواب ، ومن السفه الى الرشد ومن الجهل إلى الحكمة ومن الكبوة الى النهضة ، ومن الموت الى الحياة".


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


سلام محمد جعاز العامري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/10/08



كتابة تعليق لموضوع : الحر والتوبة النصوح
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net