صفحة الكاتب : رحيم الخالدي

الثورة الحسينية سُلّمٌ يتعكّز عَليهِ السياسيّون !.
رحيم الخالدي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

ثار بنو العباس على الأمويين بــ يالثارات الحسين، وإستبشر مسلمي ذلك الوقت وفرحوا بإنتهاء عهد بني أمية، وعندما إستقامت لهم عكفوا على برنامج معد سابقاً،  ومن المعلوم أن ثورة الإمام الحسين أذهلت العالم وخاصة المستشرقين! الذين عكفوا على دراستها دراسة مستفيظة، وصلت بهم المرحلة أن يكونوا مسلمين بالقلب وإن كانوا من باقي الديانات وهم كُثُر، غاندي كان الأبرز صاحب الكلمة المشهورة "تعلمت من الحسين كيف أنتصر وأنا مظلوم"، فكان له ذلك! لكن يجري في بلاد المسلمين أمراً مغايراً! وعكس إتجاه الريح.

 

إستطاع أزلام البعث التسلق، والتلون كالحرباء هؤلاء كالحرباء لهم القدرة على التلون حسب المحيط، وهذا سيخزيهم في الدنيا والآخرة، وإندمجوا بالعملية السياسية، وصعدوا! وما يثير الغرابة، كثير منهم ينصب العزاء في أيام محرم الحرام، ويحضر باقي المجالس المقامة، بل صار موضة، ونسوا أنهم بالأمس كان من أشد المعارضين في إقامة تلك التعازي، بيد أنهم كانوا الأداة المانعة تماشيا مع أفكار القائد الضرورة، الذي يتحكم بكل شيء، فما الذي جرى! هل نحن المخطئين؟ وهم المصيبين، أم الأمر لا يحتاج كل هذه الجلبة، وكل ما هنالك نصب الخيام، وتوزيع الطعام للزائرين، مع بضع صور، وإستدعاء إحدى القنوات، ليكون لك مكان بين السياسيين الكبار وإنتهى الأمر، بهذه البساطة والسذاجة يعمل هؤلاء! ويتصورون أن التاريخ سيتغافل عنهم ولا يذكرهم .

 

  لمن لا يعرف الحسين جيداً عليه البحث والتحليل، وقراءة حياته وسيرته، والغور في أبسط متعلقات مسارهِ، لأنه في بعض الأحيان، يمكنك أن تستخلص مسيرة حياة كاملة، من خلال موقف بسيط في التضحية، وخير مثال أنه خرج من مكة يوم التروية، وهو اليوم الثامن من مراسيم الحج، وعندما سألوه وقالوا له، سيدنا لم يبق لك سوى سويعات لتكمل الحج، فما كان منه إلاّ أن قال، لهم أخشى أن تدنس الكعبة بدماء، ولا أريد أن أكون ذلك الكبش، الذي يدنس أقدس بقعة في الأرض، وآثر إلا أن يتجه للعراق، وهو يعرف ما تضمر له بني أمية، وإنهم قاتلوه لا محالة .

   

يعتاش بعض السياسيين في إستغلال عواطف الناس البسطاء، وإغداق الأموال في الشعيرة الحسينية توغل خبيث، والأموال التي يتم صرفها بطبيعة الحال مجهولة المصدر، أو من أين يأتي السياسي بهذا المال؟ ليعمل موكب خدمة للزائرين، أو مواكب التعزية، وترى الصرف المالي المفتوح ولمدة طويلة، ما لم يكن مالا مسروقاً! لأننا أبناء العراق ونعرف كل إمكانيات السياسيين، عندما كانوا يعيشون في الخارج، بإستثناء أشخاص معدودين بعدد الأصابع، وإلا كل الباقين كانوا يستعيشون من المعونات في تلك البلدان، وبقدرة قادرٍ، اليوم نراهم يصرفون أموالا! أُقسم جازما لو كانت هذه الأموال، أتت بكد وعرق جبين وتعب سنين، لما صرفوها بهذا القدر، ولطالما نبّهت المرجعية في النجف الأشرف، ومن خلال خُطَبْ الجمعة في كربلاء المقدسة، رسالات وبالخصوص للرئاسات الثلاث .

 

قيمة الأموال التي يتقاضونها من الرواتب التقاعدية، والمكافآت والفوائد الأخرى التي لا يستحقونها، كبيرة جداً، ناهيك عن رواتب الحمايات، والنثريات ذوات الأرقام المذهلة، وصلت بهم حتى في شراء الملابس الخاصة بهم، إضافة للسفرات والإستطباط في مستشفيات أوربا على حساب هذه الميزانية، وإذا إحتسبنا الحلال والحرام! تُعَد هذه الأموال سرقة في وضح النهار، وهي سُحتٌ حرام عليهم، ويمكن أن تُبنى بها مؤسسات تفيد المجتمع العراقي المتهالك، حيث وصل بنا الأمر إلى مرحلة التقشف بعد الفائض المالي، الذي كان يملأ الخزانة العراقية من أموال النفط،  فهل هؤلاء يتم إحتسابهم من المتأسين بالحسين ويمشون على نهجه؟.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


رحيم الخالدي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/10/08



كتابة تعليق لموضوع : الثورة الحسينية سُلّمٌ يتعكّز عَليهِ السياسيّون !.
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net