رسالة مفتوحة إلى اردوغان
د . عبد الحسين العنبكي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

أيها السلطان دون سلطنة ،عليك ان تعي جيدا ان دولة رئيس وزراء العراق الدكتور حيدر العبادي ليس والياً عثمانياً على العراق تم توليته بفرمان عثماني من الباب العالي ..استيقظ من أحلامك أيها السلطان المفلس وانشغل بحريمك ..الدكتور العبادي رئيس وزراء العراق المنتخب من الشعب العراقي وخلفه تحالف حاكم لديه 60% من مقاعد البرلمان ، ليقود بلد مستقل وكبير وعظيم اسمه العراق ..هذا البلد الذي ننتمي إليه بكل فخر يقاتل منذ 13 سنة الى اليوم دون هوادة قذارتكم ونفاياتكم التي تلقوها على بلدنا من القاعدة والزرقاويين والدواعش جند إبليس ..ونحن بإذن الله على أبواب النصر الكبير وتحرير أرضنا المقدسة شبرا شبرا .. نعلم إن ذلك يغيضك ، ويغيض الوهابيين التكفيريين المتطرفين الذين عاثوا في الأرض قتلا وتدميرا وتهجيرا ، وقد مددت انفك ببعض جندك ودنست ارض العراق لتخفف الزخم عن دواعشك ..ونعلم انك تبيت مؤامراتك القذرة مع بعض الأنظمة العربية ..ونعلم انك تريد جرنا الى معركة إقليمية تدخلنا وتدخلك أيها المغفل في نفق اظلم حفره أعداء الإسلام لنا ولك وتديره مؤسسات صهيونية مدعومة من آل سعود ، ولكن سوف نفوت عليك هذه الفرصة وسوف نركز في معركتنا الأصلية المقدسة معركة تحرير الموصل ، تحرير أهلنا هناك بكل أعراقهم وأطيافهم من بطش الدواعش ، لن نسمح لدولة الشيطان ان تعمر وتتمدد في أرضنا وتستنزف مقدراتنا ودماء أبنائنا الزكية ..وحذاري حذاري أن تتهور او تغامر باطلاقة واحدة ، لان جندك سيكونون طعما طريا لاسود العراق الذين حنكتهم المعارك والأهوال وصارت لديهم فنون قتال لم تألفها جيوشكم ، وبصرتهم ظلاميتكم وظلامية دواعشكم ، وأصبحوا من أهل البصائر والعقائد الراسخة يتفانون في الدفاع عنها ، اسحب جندك دون ضجيج واحفظ ماء وجهك ، وإلا ، قسماً بالحسين عليه السلام في ايام استشهاده هذه ، الذي علم الكون الصبر والجلد والثبات على العقيدة وتعلمنا منه ان لا نعطيكم بأيدينا إعطاء الأذلة ولا نقر لكم إقرار العبيد ، لنجعلك تفر من العراق مخذولا مذعورا ، تقاتلك جبال العراق قبل اهواره.

أنصحك مخلصا ان تتأدب في مخاطبة العراق ومخاطبة قيادته ، وان تتحلى بشجاعة الاعتذار لشعب العراق وشجاعة الانسحاب الطوعي من العراق ، وان تحترم جارك الذي علم العالم الكتابة والشجاعة والكرم والنبل، وإياك ثم إياك ان تعتقد او تتصور ان جارك ضعيف ، قد يكون أتعبته الحروب وإطفاء الحرائق التي تشعلوها انتم وأتباعكم ، وأتعبته الآثار الاجتماعية التراكمية لأعمالكم الإرهابية ، ولكنه العراق يا أردوغان ، تذكر ذلك ، يقوى في المحن ويزداد تماسكه في الأزمات ، اتقي غضب العراق يا اردوغان ان كنت فطناً قبل فوات الأوان ، لان العراق حليم وإذا غضب الحليم يقلب عروشا عفنة .

الموضوع السابق اردوغان... الغلو والممارسات العشوائية

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat