اخطاء المبدعين الكبار (بدر شاكر السياب )
السياب من أخطر شعراء الشعر الحر ذلك انه يعرف ماذا يريد من الكتابة الشعرية ومثابرته الفذة في المعرفة والتجربة الشعرية جعلت منه شاعرا ليس هينا ولقد نجح في تطويع الرموز الاسطورية المتعددة المنابع ليصبها في الشعر العراقي الاصيل كما ان تجربته المأساوية اضافت له حسا فلسفيا مأساويا في التعامل مع مفهوم الموت والحياة والخلود والفناء اضافة لوطنية خالصة مزجت ذاته الفردية مع الحس الجمعي وتقترن تجربته الخاصة بموهبة فذة قلما تجد مثيلا لها في الشعر العربي المعاصر وجرأته في اقتحام عالم الشعر الحر وتطويع المفردة السهلة المذاق والمحببة الى الروح العراقية المنغمسة بالروح الشاعرية وقد تميز بروح ملحمية اصيلة تجلت في مطولاته المعروفة كالمومس العمياء وحفار القبور ومطولات فلسفية اخرى ناقشت المفاهيم الروحية والمادية معا وكشفت التناقضات في الصراع بين قوة الخير وقوة الشر .
ومع كل هذه العبقرية فانني وجدت بعض الأخطاء في ديوانه الشعري الصادر من دار الحرية في بغداد ومن هذه الأخطاء قوله ص 43 :
ومازالت تسبيه غمازتان
والصحيح ومازال تسبيه غمازتان
ويقول في ص 46 :
كالمنزل المهجور تعوي في جوانبه الرياح
والصحيح ان يقول : كالمنزل المهجور تلعب في جوانبه الرياح
وهناك تكرار ليس في محله كما في قوله: ص 46
بمركبه من لظى في جنون
لظى كالجنون
تتكرر كلمة غنوة في ص60 و67 كما في قوله :
وتدفعها غنوة باكية
و تتلاشى الغنوة في سمعي
والغنوة خطأ والصحيح أغنية كما يستطيع تلافي ذلك بالقول : يتلاشى لحن في سمعي
في ص 71 يتكرر الخطأ مرتين في قوله :
وطال انتظاري كأن الزمان
تلاشى فلم يبق الا الانتظار
والصحيح تلاشى فلم يبق الا انتظار
من نفس الصفحة يخطيء بقوله :
سينهار على مقلتيك الجدار
وتفنى ذراعا أبي كالضباب
والصحيح سينهار في مقلتيك الجدار لأن الوزن الشعري سيختل
ويقول ص 72 :
اذا استطعت مهربا مقلتاي
تصدى خيالان في مهربي
وفي ذلك خلل في الوزن والفعل استطعت
ونجد خللا في الوزن ص75 في قوله :
فألقي على الأعين الخاويات
طيب السماء
ونجد خللا آخر ربما كان بسبب الطباعة في قوله ص 75 :
وشيخ ينادي فتاة الطريق
بهذا الطريق وذلك الطريق
والصحيح بذاك الطريق
كما استخدم كلمة غنوة ص 83 في قوله:
يا فتيات الحقول يا غنوة الفلاح في الساجيات من اسحاره
في ديوان المعبد الغريق نجد في ص 93 خللا في قوله :
تعزف النايات في اظلالها السكرى عذارى لا تراها
الخلل في كلمة اظلالها والتي يقصد فيها الظلال
ينتقل الشاعر من بحر الى بحر في نفس القصيدة الحرة ولا يوفق في هذا المجال لكنه يوفق في القصيدة العمودية حين ينتقل من بحر الى بحر
ففي ص 108 يقول :
لقد أغضب الآثمون الالها وحق العقاب
ويقول:
يا افراس الله استبقي
يا خيلا من نار وسحاب
يتغير الوزن من نفس القصيدة فضلا عن خلل في الوزن الشعري في الجملة الأخيرة
في ص111 خلل في مفردة وتسرب في قوله :
يهدد سوف يهلك من عليها سوف يلتهب
وتسرب في دمي جنه
والصحيح وتدخل في دمي جنة
هناك خلل في الوزن وارتباك في المعنى في قولهص112:
لتشهد لوعة الآباء ستقد قلبك الآمال
تخيب
يكاد يهوي من صراخي عنده التاج
ويهدم عرشه ويخر نطفا حوله الآباء والآزال
ويقطر لابن آدم ألما وينفطر
كرر كلمة غنوة ص 113
يا نظرة يشد قلبي بالسما وتر
يعزف سرها عليه غنوة القمر
خلل في الوزن ص114 في قوله:
لم يبق فيك سوى الزمان وليس ما فيك قطره
في ص 115 خلل في المعنى في قوله:
يشق الينا غصون الهواء
فلو بدلت الى كلمة نسيم بدلا من غصون
هناك خلل في الوزن في قوله: ص 118 في قوله:
تقص على سرير السكة الممدود امراسا
تعلق في نهايتين جسم يحصد النظر
في ص119 يخطيء بوصف نواجذها الحديدة والصحيح الحديد في قوله:
كواسج ضاريات أو تماسيح التظت لهبا
نواجذها الحديدة فيم يخشى كل ما فيها
ردي السندباد وبقد القته في جزر
والصحيح
ردي السندباد فقد القته في جزر ص 122
يرد خطأ في ص 124 في قوله :
فهو أمير حوله الكؤوس والقيان
وبيته العتيد
جزير من جزر المرجان
والصحيح جزيرة من جزر المرجان وهذا الخطأ أقرب الى الأخطاء المطبعية
يختل الوزن في قوله: ص 127
من كل ردن في الرداء من النوافذ والستور
من عيني ابنك يا شهيد يتساءلان عن المصير
يمكن له أن يقول وعيون ابنك يا شهيد يتساءلان عن المصير
يستطيع الشاعر اختصار قوله :
الى بحار ما لها من مرسى ص 135
الى القول : الى بحار مالها مرسى
في منزل الاقنان يقول الشاعر ص 143 :
يود القلب لو حطمته لو حطمت خفقاته شفتيك
الصحيح شفتاك لأن خفقات القلب لا تحطم الشفتين بل الشفتان تحطم الخفقات ولكن القافية أوقعت الشاعر بوهم المعنى
في ص144 يقول الشاعر :
وأعنف من لظى البركان الحب الذي يأتي
اليّ كأن نفخ الصور فيه فكل ذر الميتين دم وأحياء
فيا قبرها افتح ذراعيك اني لآت وبلا ضجة دون آه
وفي ذلك خلل في الوزن
ويختل الوزن في قوله :
عيون تحدق تحت الثرى
تحدق في عورة العاجزين
لو تستطيع الكلام .ص 145
يخطيء الشاعر ص 146 في قوله:
جراحا يفر اليه الصغار ترفرف اثوابها
والصحيح
جراحا تفر اليه الصغار ترفرف اثوابها
ص 147 يقول الشاعر:
ولا تتركيني على الدرب وحدي اسير الى المجهل
الخلل في كلمة المجهل وكان عليه تبديلها بكلمة اليق في هذا الموضع
في ص159 يختل الوزن في قوله:
مات الدم الفوّار فيها , أطفئ الشباب
وامتد نحو القبر درب .باب
وكذلك في اقواله :
اني لأبكي مثلما انت تبكي في الدجى وحدي
ص 166
سأطرق الباب الى الموت في دهليز مستشفى ص166
تمتد نحوي كفها كف امي بين اهلها ص167
وهناك خطأ نحوي في قوله :ص 175
ولتوهموه بأن من ايد شباب من لحون
والصحيح شبابا لأنه اسم ان
في انشودة المطر خلل في
كنا مداريه اللذين بينهما كيانه ص182
كي لا ترانا نمور
نجوس في الظلماء
لنرجم الأحياء
من غابة السماء
بالصخر والنار
ونستبيح القبور ص 191
بالامس كان يطيف بي شبح يقال له الضمير
ص192 الصحيح يطوف
حتى حملنا عبئها كل ما فيها من الابراج والانجم ص 211
الصحيح حتى حملنا عبئها و كل ما فيها من الابراج والانجم
أحي هو أم ميت فما يكفيه
ان يرى ظلا له على الرمال
خلل في الوزن ص 215
فيا قبر الاله على النهار
ظل لألف حربة وفيل
ولون ابرهه
وما عكسته منه يد الدليل ص 216 خلل في الوزن
وعض نبي مكة فالصحارى
كل الشرق ينفر للجهاد ص 218 الصحيح وكل الشرق ينفر للجهاد
هيهات أتولد جيكور
من حقد الخنزير المدثر بالليل
والقبلة برعمة القتل
والغيمة رمل منثور
يا جيكور ص 224 خلل في الوزن
هو ذا يساق الى العذاب كأن اعراق المغيب
قطعت فصاح كأن صوتا على لظى حملته ريح ص 239 خلل في الوزن
كالحب كالأطفال كالموتى هو المطر
ومقلتاك بي تطيفان مع المطر ص 255
الصحيح تطوفان
كأن نخيلنا الجرداء انصاب أقمناها ص 261
الصحيح كأن نخيلنا المجرود
في الهامش ص 263 نقرأ اجبر الفيلسوف الإغريقي سقراط على تجرع كأس السم وهذا خطأ فلم يجبر سقراط على ذلك بل اختار ان يشرب السم بنفسه واستشار احد الخبراء في طريقة شرب السم حتى يموت بالتدريج وكان طلابه قد وفروا له فرصة الهروب الا انه رفض مخالفة القوانين اليونانية ولقد كتبت في صغري عن هذا وكنت معجبا بموقفه العظيم بيتين من الشعر هما :
سقراط عاف حياته
ومضى الى سم بكأس
ولذاك سوف أكون
مرآة لطهر أو لرجس !!
....
مالوا بملك شقاء العبيد ص 261
خلل في الوزن
ما كان يعلم ان الفم فم كبئر دون ماء ص 271
الصحيح ما كان يعلم ان فما كبئر دون ماء
وفي اعين حجرت مقلتاه
عليها دموعها الجاريه ص 297 خلل في الوزن
في شناشيل ابنة الجلبي هناك خطأ في ص 327
من القبلات والغنوات والزاد
الخطأ في كلمة الغنوات وكان يستطيع ان يبدلها بكلمة الالحان
يقول الشاعر ص 328 :
خلا البيت لا خفقة من نعال
وهذا نشاز يوحي بصور ة غير سليمة وكان له ان يقول : خلا البيت لا خفقة من جناح او لا همسة من كلام .....الخ
قصيدة جيكور امي ص 331 تجربة ليست جيدة رغم انها صحيحة من الناحية العروضية الا ان هناك شيئا اسمه الذائقة والجمال الفطري في الايقاع الموسيقي هو الذي يحدد نجاح تلك التجربة
اعتبر السياب من اجرأ الشعراء الذين تناولوا قضية الالهام والمرأة التي تسيء لهذا الالهام وقد تجسد ذلك في قصيدة الفن والمجرة
(ولولا زوجتي ومزاجها الفوار لم تنهد اعصابي
ولم ترتد مثل الخيط رجلي دونما قوه
ولم يرتج ظهري فهو يسحبني الى هوّه
ولا فارقت احبابي
ولا خلفت اودسيوس يضرب في دجى الغاب
وتقذفها البحار الى سواها دونما مرسى
هناك تركته وطويت عنه كتابي المهجور )
يذكر كلمة غنوة ص 368 وهي خطأ وفي نفس الصفحة يقول :
فأنا وأنت نسير حتى تتعبين خطأ والصحيح حتى تتعبي
في قصيدة اذكريني ص 411 تتكرر ناظريك و(نظرتيك ) بعد ثلاثة ابيات وذلك مؤشر على الضعف
يقول الشاعر في ص 450
(ولألأ البدر فاستدناه وانبسطت
يمناه بالشوق حتى اظلم الافق )
وكان الاوفق ان يقول حتى اظلمت الافق
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat