صفحة الكاتب : هشام شبر

ذاكرة جسد
هشام شبر
( المكان  غرفة  يتوسطها مكتب   جلس  مؤلف   يكتب على الته الكاتبه  قصته  ينهض  ويشعل سيجارته  ويتجه صوب نافذه  في يسار الغرفة) 
المؤلف:  لابد لاشتياقي  حد   فهما بلغت في وصفها  تخجل الكلمات  وتتلعثم في فم  الة الطباعة تلك  ...(يخرج سيجارة اخرى ويضعها في فمه  وهو يبحث عن  علبة الكبريت  فجاة  تمتد يد  تشعل سيجارته )
 
( يرفع راسه  فيرى   امراة  جميلة جدا ترتدي  فستان وردي  شفاف  )
 
المؤلف: من انت 
المراة :  الم تتنفس  رائحة الاوراق  في جسدي  
 
المؤلف: من  من  ....
المراة:  انا من رسمتها  حتى فاضت وجود امامك  انا امراة الحلم  وسيدة الفرح 
المؤلف : لا لا مستحيل لابد من انني احلم  فلا وجود لمثل هذا  الا في الكتب التي خلقتها بها وجعلتها مساحة اشتهاء
المراة : هل تخاف مني ام تخاف علي 
المؤلف : انا انا  ...
 
( تدخل زوجته  وهي تحمل  قدح القهوة وتقدمه اليه)
الزوجه : مابك ياحبيبي  ماذا اردت ان تقول 
المؤلف:( وهو ينظر صوب المراة )
ها ... لا لا  انا افكر بصوت عالي فقط  افكر في حكاية تبوح نفسها  لاوراق اعدت خصيصا  للاعتراف
الزوجه : اعتراف على ورق جليد بارد ...حسبت انك تحادث احدا  ولكني حين دخلت 
 
المؤلف : حين دخلت ماذا ماذا رايت حين دخلت 
الزوجه : وجدتك انت والة الطابعه خاصتك واوراقك  ووجهك يراقص  وجوه تشكلت في دخان سجائرك  ..يبدوا انني جننت  هههه
( تخرج الزوجه)
 
المراة : والان  
المؤلف : ماذا الان  
المراة : الححت كثيرا في وصفي واشتياقك وهاانا جئتك  ارسم طعناتك  كما تشتهي على جسد  انهكه  هزيمة تنتمي اليها انت احتلت  قواي 
المؤلف : عن اي الحاح  واشتياق تتحدثين
المراة : الم تحبني ..الم تجعلني ذاتك ومدرستك وروحك 
المؤلف : انا انا 
المراة : انت ماذا
المؤلف : انا كنت اكتب  اكتب فقط ولم اعني امراة بعينها
المراة : ولكني تشكلت من كتاباتك حتى عشقتك  وعشقت  خيالك الذي صاغني انثى استثنائيه 
المؤلف: هل انت مجنونه  انا متزوج  ثم انني اعلم انك حلم خيال  ورق ورق ورق انت مجموعة نساء اتخذت روح  امراة  صنعتها  كي ابوح  ب....
المراة : كنت انتظر كل ليله  انتظرك  كي تكمل ماكتبته عني  وترسم خطوتي والطريق 
المؤلف : انا احلم اكيد انا احلم ( يصيح على زوجته بصوت عالي فتدخل )
الزوجه : مابك حبيبي هل تحتاج شيء 
المؤلف : لا لا لا احتاج شي ولكن اخبريني  من معنا في الغرفة الان
الزوجه : لا احد
المؤلف : لا احد كيف لا احد كيف
الزوجه : حبيبي مابك انت متعب  وحرارة جسدك مرتفعه ارجوك خذ قسط من الراحه واترك الكتابه الان ف الكتابة بالنسبة لك جنون وقلق 
المؤلف : لست متعب ولا محموم  سالتك سؤال واريد اجابتك من معنا في الغرفه
الزوجه : لا احد حبيبي لا احد 
المراة :( تضحك بصوت عالي ) ههههههههههههههههه
( موسيقى....اظلام )
 
(اضاءة تظهر المؤلف نائم على سريره والمراة نائمه بجانبه)
 
المراة :  جمعت ملامحي  وصفاتي   من كل عشيقاتك  وشكلتني  في اوراقك  متهمه  بالخيانه واتخذت دور القاضي  
المؤلف: لا افهم عن  ماذا تتحدثين 
المراة : ههههههههه انت تكرهني بقدر عشقك المجنون لي  هل هذا صحيح
المؤلف : ( يسمع صوت خطوات زوجته )
اش اش  انهضي من مكانك  واذهبي جانبا هيا هيا  ف زوجتي ستدخل الان 
المراة : ههههههه انت مجنون بالشك  هل تعتقد حقا انك متزوج وزوجتك تعيش معك
 
المؤلف : لابد من انك مجنونه
( تدخل زوجته )
الزوجه : نعم حبيبي هل ناديت علي
المؤلف : انا لالا   لم انادي عليك كنت   كنت..
 
الزوجه : كنت ماذا
المراة : كان نائما بجانبي  ويحادثني 
المؤلف :  اصمتي قلت لك والا ارقت كلماتي على جسدك  ومحوت فيك وجودك
الزوجه : اصمت  لماذا اصمت 
المؤلف :  لالا حبيبتي  انا اردد النص الذي كتبته  واحاول ان ..
 
المراة : يحاول ان يحبني  ههههههه
المؤلف : ساخنقك بالوسادة الان اقسم انني ساقتلك
 
الزوجه :  تخنقني حبيبي 
المؤلف : قلت لك  انني اردد نص الحكاية التي اكتبها  اخرجي ودعيني وحدي  
الزوجه : مثلما تريد زوجي الغالي وطفلي المدلل
المراة :  طفل ههههههههه طفل عجوز متسخ بمراهقته  يدعي العشق  ب ثياب موته
المؤلف : ( يحادث زوجته ) حين احتاجك سانادي عليك حبيبتي 
 
( تخرج الزوجه)
 
المراة : هل تخافها  ام انك تعودت خداعها  بحجة الكتابة
المؤلف : اعرفي حدودك  ولا تتجاوزي لست مخادعا انا  ... انا
المراة : انت ماذا اخبرني  
المؤلف : ومن انت كي اخبرك .. ماانت سوى خيال خلقته انا  ونبوءة كذب  رسمتها  ولم اؤمن بها  
المراة : هل انت متاكد من انني خيال ..انظر في عيني جيدا  انظر انظر
المؤلف : اتركيني وشاني  تعبت منك ومن ملاحقتك الغبية لي  ماانت سوى خيال شكلته انا  لست حقيقة لست حقيقه...
 
( موسيقى )
 
المراة : هل مللت مني ام من مكانات  وضعتني بها قسرا  وطلبت من حروفك  ان ترسمني  وحين تمردت على حبر كتاباتك  وجفت في حروفك الروح  بت  تسرق نفسك من نفسك  
 
المؤلف : حين اوجدتك داخل روحي  لم تكوني بذلك التمرد   كنت تنامين على اسطر الاوراق  ك عصفور حب  وتغردين مااشتهي من الكلمات   لكنك تجاوزت حدك
المراة : كيف  أ بخروجي من حدود اوراقك الصفراء البلهاء  اكون قد اجرمت   اسمع ياهذا
 
المؤلف : ماذا ... ياهذا ... هل وصل بك الحد الى نعتي ب 
المراة : لم تكن سوى صعلوك  داعب وجودي انامله   نكرة انت على مستوى العشق   لا تعرف سوى نفسك مخبول  يرتدي ثوب  براءة مزقه  خيانة نساء  خلقهم من خياله  حتى تمتم هزيمه تلو هزيمه  وهو يدعي الكتابه
 
( تدخل زوجته  على صوت صراخه العالي)
الزوجه : مابك حبيبي مابك
المؤلف : لا تقولي حبيبي ماكنت يوما حبيب كلكم من طينة خداع واحده  تتشكلون حسب  ماتريدون  لا كما تريد اناملي  انتم انتم ...
الزوجه : اهدأ اهدأ
المراة : اهدأ اهدأ
المؤلف: اريد ان انام  انا تعب جدا  جدا..
(الزوجه  والمراة تاخذانه من يديه  وتوصلانه الى فراشه  ) 
 
(موسيقى)
(المولف نائم على السرير وبجانبه الايمن تنام زوجته  وعلى جانبه الايسر تنام المراة )
المؤلف : على صدر  قصائدي  ناموا جميعا  وكنت وحدي  ثم وحدي  ارتشف  انوثة تلو انوثه  ك اعواد ثقاب كنت  في فم سجائر تحترق  اشتهاء  امنية  
 
المراة : دفء عجوز  احتضن شجرة صفصاف  ونام وهو يعد اوراق  صفراء  تساقطت  على عيونه  
الزوجه : كنت اعلم  انك مهرج  ورغم ذلك  رقصت معك رقصة الحب  وندهت كل العصافير كي تعزف  لخطواتنا  انشودة  الحلم 
 
( ينهض المولف  وبعده ينهضان الزوجه والمراة ويدوران حوله )
 
المراة : هل تتذكرني
الزوجه: هل تتذكرني
المؤلف: احاول ان اتذكر نفسي كي احظى بتذكرة توصلني اليكم..
من على منصة الوعي  اطلقت  اولى محاولات  غيابي   بحضن سحرك
المراة: سحري انا
الزوجه  : انا من تقصد 
المؤلف : حين سقطت  ب نهر الخيانة من اول  حبيبة  اعتنقت   اصبحت  انتقم  منها  من خلال كل النساء  اقتلها في كل مرة خيبة وخيانة  وعهر  
الزوجه : لم يكن ذنبي  ماحصل  وكل ذنوبي هي  انني احببتك بصدق
المراة : كنت اولهم اوسطهم اخرهم لا ادري  ولكني كنت مخلصة اليك
المؤلف : اتركوني اتركوني  هاانا اختنق هذيان  منكما ومنهم  من كل النساء  ف الطعنة تتجدد في كل شعور حب 
( موسيقى  تصاحب  تحرك  المؤلف والمراة والزوجه  حول السرير )
 
الزوجه : ذلك السرير الذي جمعنا كم اشتاق اليه  واحن  ف هو عندي حضن دفء  
المراة : هو ملاذ  ورغبة  وانتفاضة عواطف  وتمرد جسد  على اخر حتى تستكين الروح
المؤلف : هو ...هو  ..هروب  ولجوء ..هو معايشة لحظة غباء  هو انتحار لصدق روح  وثورة جسد  
 
( موسيقى تصاحب حركاتهم جميعا وهم يحملون  اغطية السرير  ويحركونها  بحركات عبثية  )
 
الزوجه : انجبت منك  
المراة : انجبتك
المؤلف : لا لا لا ...ف كاروك طفولتي  تحول في صدري قلب  يهتز لايدي كل النساء  وما جسدي سوى اثم اعتنقته منذ ولادتي  وانا اخفي حبل شنقي  حبل سري  يعلن موتي في كل ولادة على يد امراة جديدة
 
المراة : استفق  فقد مللت غياباتك  استفق   ف وسادة الصمت  تحتضن فم لقاءاتنا  وهي تقبل راسك
الزوجه : تحملت فيك جنونك  تقيئك  لوجودي  مرات ومرات  حتى  اندثرت تاريخ  وتشكلت متحف  للزائرين  
 
المؤلف : لازلت مقيد بالمفاجاة  ..لازلت  ارى اسمي ذباب فضلات  تكورت في ذاكرتي  حتى اصبت ب عمى  الاشتهاء 
 
المراة: مذ كتبتني  على ارض غربتك  وانا اتطاير غبار  يعمي  فيك  الرؤيه  ف اختلاط الذاكرة لديك  بعض انا  
 
الزوجه : مددت يدي كي  اتلمس فيك  وجودي  لكنك  كنت شفاف  فاخترقت  فيك  اناي  وتطايرت  اختناق اليك 
المؤلف : هذيانكم  يمدني بالغياب  حتى ضعت بين تواجدكم  مكانات  استفزتني منفى 
 
(موسيقى)
 
المراة : لنتفق
الزوجة: لنتفق
المؤلف : على ماذا نتفق ونحن متفقون اصلا ان لا حياة في وثيقة عهد كانت حبل سري منذ ولادة  ملامحنا  وتشكلت علامة ذبحة في الصدر تراود القلب احلامه
المراة : أتحبني
المؤلف : ماذا
الزوجه : سالتك أتحبني
المؤلف: الحب  امتراض  وتقهقر  ب ضربات قلب  ظل الطريق   في جسد  تهالك  من صدمات  اسمها السنين  
المراة : انرك جنونك واخلع عنك هذيانك واخبرني
المؤلف : عن ماذا اخبرك
الزوجه : عن كلينا نحن الاثنين عني وعنك
المراة : نعم عني وعنك
المؤلف : الحب افتراض  في جسد  هندسي الشكل يتخذ  صورة  انسان  في بناءه  الحسي ليس الا
المراة : لم افهم
الزوجه : ولا انا
المؤلف: احاول ان اوضح ان ال...
( هنا تبدء المراة والزوجه بالصراخ وهن يتحركن في ارجاء المكان بحركات عشوائيه)
 
المؤلف : كفى كفى  سئمت جدائل كذب ترتمي على اكتاف وهم  سئمت  نزف  لا يملك فم جرح سئمت منكم سئمت سئمت 
 
( هنا يدخل الطبيب والممرض  الى الغرفه  ويمسكان به  ويضعانه على السرير بعد ان  يشكلان له المغذي  وبه  دواء مسكن  حتى يهدء)
 
الطبيب :  لا اعتقد انه سيعود طبيعيا  ف المرض اخذ منه ماخذه  حتى اصبح يتخيل شخوص يحادثهم  ويجادلهم
الممرض : والحل دكتور والحل
الطبيب: الحل ان يموت الحلم فيه  
الممرض : ماذا
الطبيب: ان يموت الحلم فيه
 
( موسيقى )

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


هشام شبر
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/10/27



كتابة تعليق لموضوع : ذاكرة جسد
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net