صفحة الكاتب : امل الياسري

نساء عاصرنَ الأئمة وعشنَ أبداً/14 !
امل الياسري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
دِلهم إحدى نساء التغيير... 
كيف صنعت نساء قلائل مستقبل كربلاء؟ ومن المفترض أنهنَّ يعشنَ حالة إنكسار، وخوف، وحزن لا يضاهى، لكن المدهش أنهنَّ أعطينَ هوية خاصة، عن المرأة العاشورائية في واقعة الطف، وهنَّ ملتحفات بالكرامة، والحرية، والإباء، بمواجهة معسكر الباطل والرذيلة، فأعلنت كل واحدة منهنَّ على طريقتها، إستنصارها للإمام الحسين (عليه السلام)، وأخته الحوارء زينب (عليها السلام)، فحفل التأريخ الكربلائي بشموع مضيئة، ستُخلَد الى يوم يبعثون، و(دِلهم بنت عمرو)إحداهنَّ! 
دِلهم بنت عمرو زوجة زهير بن القين، دعاه الإمام الحسين (عليه السلام) لصحبته في المسير لكربلاء، فأجاب رسوله: إنه ليس راغباً بمرافقته، فقالت له زوجته:يا سبحان الله! أيبعث إليك الحسين بن فاطمة ثم لا تأتيه؟ ما ضرك لوأتيته فسمعتَ كلامه ورجعتَ! فذهب زهير على كره، فما لبث أن عاد مستبشراً وقد أشرق وجهه، فأمر بفسطاطه ووضعه بجانب فسطاط الحسين (عليه السلام)، فما سر هذا التغيير؟ 
مخطئ تماماً مَنْ يعتقد أن قيمة دِلهم بنت عمرو، أنها أنجبت زيداً، بل إن القيمة الحقيقية للمرأة ليست بزيد أو عبيد، وإنما تتضح مكانتها في إرتباطها بالرموز الدينية التي تعاصرها، وكيفية التأثير في الزوج، والإبن، والأخ، وإعداد الأسرة لتعبئتها بجانب معسكر الحق والفضيلة، وزرع مفهوم كرامة الشهادة، والصبر على الشدائد والملمات، لأنها تدرك جيداً أن كربلاء قضية تعني الخلود، رغم رحيل زهير بن القين عنها. 
زهير بن القين بن قيس الأنماري البجلي، من كبار شيوخ أهل الكوفة وأشرافها، كان ذو منزلة عظيمة في قبيلته، ورغم هذه المكانة الكبيرة، قرر الإستماع لصوت كربلاء، عن طريق زوجته دِلهم بنت عمرو، التي رافقته حيث واقعة العطش والفجيعة، وعايشت جرائم بني أمية بحق البيت العلوي في الغاضرية، فسُجل لها هذا الموقف المشرف، ليتقدم زوجها بن القين ويقاتل الأشرار، بكل عزيمة وإصرار هاتفاً: لبيك ياحسين.
نساء التغيير بملحمة الطف، يثبتنَ أن الدور البارز لهنَّ، لم يكن في المسيرة صوب كربلاء، برفقة نساء البيت الهاشمي، بل بعظمة المصاب، وإستشعار خطورة الطغيان الأموي، ومساعيه الخبثية لمحو الدين والعقيدة، ولهذا كان لهنَّ الريادة في ترسيم أسباب الثورة الحسينية، والإصرار على المكاشفة والإستعداد للشهادة، وقناعتهن بأن من مصاديق الظلم نهايته الحتمية، حيث آهات المظلوم لم ولن تضيع، لذلك إستبشرت نساء الأنصار خيراً، فصنعنَ الإنتصار.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


امل الياسري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/10/30



كتابة تعليق لموضوع : نساء عاصرنَ الأئمة وعشنَ أبداً/14 !
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net