صفحة الكاتب : امل الياسري

نساء عاصرنَ الأئمة وعشنَ طويلاً/18 حوريةٌ أمُّكَ فأنجبتَكَ يا زيدٌ!
امل الياسري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 كسرُ حاجزِ الخوفِ الذي أصابَ الأمةَ، بعدَ مصرعِ الإمامِ الحسينِ(عليهِ السلامُ) بكربلاءَ، يتطلبُ وجودَ شخصياتٍ كبيرةٍ، تؤدي رسالتَها على وجهِ الفداءِ والعطاءِ، دونَ النظرِ الى مقدارِ ذلكَ العطاءِ، فالمهمُ نتائجُهُ، ولتكونَ الثورةُ مدرسةً تطيحُ بكراسي الطغيانِ، وتتعلمَ منها الأجيالُ معنى البطولةِ والإيثارِ لأجلِ المبادئ، ومواجهةِ حكامِ الجورِ في أمةٍ، قتلتْ خيارَها وإستَبقَتْ شرارَها، فقد أعلنَها الأحرارُ: كلُّ يومٍ عاشوراء وكلُّ أرضٍ كربلاء، وزيدٌ الثائرُ قدوةُ الطالبين بثأرِ جدهِ بالسيفِ، رافعاً شعارَ: الرضا من آلِ محمدٍ.
حوريةُ(حوراءُ) ويقالُ لها(أمُ ولدٍ)،هي تلكَ السيدةُ العظيمةُ، التي أنجبتْ زيدَ بنِ عليّ بنِ الحسينِ (عليهما السلامُ) سنة ( 79 ) للهجرةِ على أكثرِ الرواياتِ، وأنَّها لم تحضرْ واقعةَ الطفِ، لأنَّ الإمامَ السجادَ تزوجَها فيما بعدُ، وقد إختارَها المختارُ الثقفيُّ زوجةً لهُ، فرزُقتْ بأربعةِ أبناءٍ(زيدٌ وعليٌّ وعمرٌ وخديجةٌ)،ويذكرُ الإمامُ الصادقُ (عليهِ السلامُ)، أنَّ عمَهُ زيدأً كانَ سيدَ قومِهِ، وأفضلَ أبناءِ سيدِ الساجدينَ بعدَ الإمامِ الباقرِ (عليهِ السلامُ)، وأكثرهَم علماً، وفصاحةً، وشجاعةً، يأمرُ بالمعروفِ وينهى عن المنكرِ.
المرأةُ التي أدركتْ زمنَ ثلاثةٍ من الأئمةِ المعصومينَ(الإمامُ زينُ العابدينَ زوجُها، والإمامُ الباقرُ إبنُ زوجِها، والإمامُ الصادقُ(عليهم السلامُ أجمعينَ)، وتدفعُ بولدِها العابدِ الفقيهِ زيداً، لطلبِ ثاراتِ جدهِ الحسينِ (عليهِ السلامُ)، هي إمرأةٌ من الطرازِ الزينبي المشرفِ، الذي يقفُ مع الحقِ لأنَّهُ مع عليّ، ورغمَ أن هشامَ بنَ عبدِ الملكِ، كانَ يحاولُ إستصغارَ شأنَ والدتهِ بأنَّها أَمةٌ فيردُّ عليهِ:إسماعيلُ بنُ إبراهيمُ إبنُ أَمةً، إختارهُ الباريء لنبوتهِ، وأخرجَ منهُ خيرَ البشرِ محمداً،(صلواتهُ تعالى عليهِ وعلى آلهِ)!
لم تكنْ ثورةُ زيدٍ مجردَ دعوةٍ للثأرِ، وكانَ كجدهِ الحسينِ(عليهِ السلامُ)قدعاشَ طفاً خاصاً، لأنَّهُ عندما قُتلَ بأمرِ هشامِ بنِ عبدِ الملكِ، صُلبَ على جذعِ نخلةٍ لأربعِ سنينٍ في كناسةِ الكوفةِ، ثم أُنزلَ وسُلبَ رداؤهُ، وحُرقَ جسدَهُ، وذُريَ في البِّرَ حقداً وبُغضاً، ودليلَ قوةِ نتائجِ ثورةِ زيدٍ، جعلتْ من بني مروانَ يُقدِمونَ على فعلٍ شنيعٍ بحقهِ، وقد روى الصدوق عن أبي الجارودِ، أنَّ الباقرَ كانَ يستقبلهُ دامعاً:(أهلاً بسيدِ أهلِ بيتهِ والطالبِ بأوتارِهم لقد نُجبت أمٌ ولدتَكَ يا زيدُ)!
السيدةُ حوريةُ، أمُّ الشهيدِ زيدُ بنُ عليٍّ بنِ الحسينِ(عليهما السلامُ)حوراءٌ، لأنَّها أنجبتْ ثائراًعظيماً، قدَّم ذراتِ جسدهِ الطاهرِ، ذوباناً وعشقاً بجدهِ الحسينِ وقضيتهِ، وكيفَ لا؟ وقد شاركتْ زوجَها وأبنَها لوعةَ مصابِ الطفِ، فالحضورُ المعنويُّ، والإعلاميُّ الرساليُّ، باتَ عاملاً مهماً لإستمرارِ التأريخِ الكربلائيّ، الذي لا يفقهُ ديمومتَهُ وخلودَهُ، إلا الراسخونَ في العلمِ، فسمةُ العزةِ والإباءِ، إمتلكتْهما نساءُ الحسينِ(عليه السلامُ) كالرجالِ، حتى مع عدمِ وجودهِنَّ بزمنِ الطفِ، فسلامٌ عليهنَّ بما قدَّمنَ، وطابتْ حجورٌ أنجبتْ مثلَ زيدٍ(عليه السلامُ).        

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


امل الياسري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/11/05



كتابة تعليق لموضوع : نساء عاصرنَ الأئمة وعشنَ طويلاً/18 حوريةٌ أمُّكَ فأنجبتَكَ يا زيدٌ!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net