صفحة الكاتب : مهدي المولى

مبادرات كثيرة والنتيجة دون الصفر
مهدي المولى

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 من اكبر المشاكل وأشدها خطرا وأكثرها تعقيدا التي واجهت العراقيين وكانت وراء كل ماحدث في العراق من مصائب من فساد من عنف وارهاب وسوء خدمات  هي كثرة المبادرات والمشاريع التي يقدمها المسئولون فكل مسئول لديه  مشروع مبادرة وكل مسئول يقول ان مبادرتي هي الحل هي الوسيلة الوحيدة التي تحقق الاهداف والامال والاحلام  وتبني العراق وتسعد العراقيين وبعد اكثر من 13 عام  لا بناء ولا سعادة ولا حياة بل موت وخراب وفساد وشقاء
شي جيد ان يكون لكل مسئول وجهة نظر مشروع مبادرة  لكن الشي الغير جيد ان  يرى المسئول في وجهة نظره مبادرته  مشروعه هو  الوحيد الصحيح الاصح ووجهة نظر مبادرة مشروع غيره غيرصحيح حتى ولا يحب ان يسمعه ان يطلع عليه بل كثير ما يكون مشروعه هو بالضد من الطرف الآخر بل الاساءة الى الآخرين
وهذا ناتج من  خوف الاطراف المكونات السياسية  في العراق بعضها من بعض وعدم ثقة بعضها ببعض لهذا ترى كل مكون له خطته الخاصة وبرنامجه الخاص المضاد والمتعارض مع خطط وبرامج الأطراف الاخرى   والمشكلة الاكثر خطرا ان عناصر كل طرف كل مكون اكثر خوفا  بعضها من بعض وعدم ثقة بعضها  ببعض   لهذا ترى الاختلافات والصراعات بين عناصر الطرف المكون الواحد مع بعضهم البعض اكثر اختلافا وصراعا بين المكونات الاطراف  بعضها مع بعض
لهذا يتطلب اولا وحدة المكون حول خطة وبرنامج وهذا لم يحدث ولن يحدث وبالتالي لم ولن  تتفق الاطراف المكونات السياسية على خطة على مبادرة على مشروع واحد
سمعنا مبادرات مشاريع قدمت من فلان فلتان وخاصة من عناصر التحالف الوطني اي المكون الشيعي  لم تثمر اي شي ايجابي بل اثمرت اشياء سلبية ومضرة بالمكون الشيعي اولا وبالعراقيين ثانيا لان من يقدم يطرح المشروع يستهدف ان يكون في المقدمة ويدفع  الآخر الى الخلف اذا لم يستهدف الاساءة اليه واقصائه   لانه وجد في هذه المبادرة هذا المشروع بمثابة اعلان حرب على الذين يختلفون معه في الرأي اي الذين ينافسونه على الكرسي على النفوذ على المال حتى على النساء    وتسهل له ابعادهم  او وضعهم خلفه  وتجعله في المقدمة
 لو كانت نية صاحب المبادرة المشروع صافية صادقة المفروض به قبل ان يطلقها على الهواء  عليه ان يعي ليس وحده لديه مبادرة وجهة نظر معينة بل كل عنصر كل عضو في مكونه لديه خطة ومشروع ومبادرة  لهذا يتطلب منه ان يذهب بنفسه الى الجهات العناصرالمكونة لمكونه  وخاصة الجهات  العناصر التي تختلف معه في وجهات النظر في بعض القضايا الخاصة العامة  ويقدم له مبادرته  ومشروعه ويستمع اليهم بحب واحترام   ويتحاور ويتناقش معهم بأحترام وثقة مطلقة بهم من الطبيعي سيأخذ منهم ويعطيهم ويضيف الى مبادرته الى مشروعه ويحذف منها ومنه   وتعلن مبادرة مشروع باسم التحالف الوطني  
كما على التحالف الوطني ان يعي ويدرك  ان للتحالفات والمكونات الاخرى  مبادرات ومشاريع فهذا يتطلب الجلوس  والحوار مع هؤلاء والوصول الى مشروع متفق عليه   كما يتطلب من الجميع ان تفهم وتعلم وتقر في النظام الديمقراطي التعددي لا يوجد قائد ولا يوجد الافضل والاحسن بل الحكم للشعب ودائما الذي  يحكم هو المحصلة النهائية لكل الافكار ووجهات النظر التي تطرح في الساحة السياسية   اي كل مسئول كل عراقي يطرح وجهة نظرة فكره   وتتفاعل هذه الافكار وتتلاقح الاراء  وما تنتجه هو الذي يسود وهو الذي يحكم وهكذا تبنى الاوطان وتسعد وتطمئن الشعوب  
 لهذا على السياسيين العراقيين ان  كانوا فعلا يريدون الخير للعراق والعراقيين  ان يتخلوا من عبارة القائد   ان يلتزموا  ويتمسكوا ويحترموا بل يقدسوا الدستور والمؤسسات الدستورية   ان يفتخروا  ويعتزوا بعراقيتهم وينطلقوا من مصلحة العراق والعراقيين ويتخلوا تماما عن مصالحهم الخاصة ومنافعهم الذاتية      كما يجب ان تكون اي مبادرة تطرح ان تكون مقبولة من قبل الاكثرية  وهذا يعني يجب  ان تطرح للجميع للمناقشة والحوار  خاصة بالنسبة للمسؤولين المتنفذين والا لا معنى لها ولا اهمية
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


مهدي المولى
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/11/19



كتابة تعليق لموضوع : مبادرات كثيرة والنتيجة دون الصفر
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net