صفحة الكاتب : قاسم شعيب

عبدة الشيطان.. الخطر القادم
قاسم شعيب

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 "أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَن لَّا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ، إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ". يس، 60.
لا يمكنك محاربة أية فكرة شريرة إلا بفكرة خيِّرة أكثر قوّة وتماسكا. وعندما تغيب المناعة الفكرية والروحية، فإن النتيجة هي تمدد الأفكار والمعتقدات الخاطئة والشريرة والمدمّرة. وانتشار عبادة الشيطان بين الشباب هذه الأيام هو نتيجة طبيعية لذلك الفراغ الفكري والروحي الذي يعيشونه. وهو شيء لم يأت صدفة، بل عملت عليه الأنظمة الحاكمة الخاضعة لجهة خفية واحدة من خلال مناهجها التربوية وإعلامها والثقافة التي تروج لها..
عبادة الشيطان هي أسوأ ما يمكن أن يجتاح مجتمعاتنا. فكرة يدعو أصحابها إلى عبادة إبليس وممارسة الشر بكل أشكاله. وهي قد تعني معصية الله واتباع الأهواء أو الأفكار الفاسدة. وقد تعني اعتبار إبليس إلها يستحق العبادة والتقرب اليه، وهي بهذا المعنى دين ضد الأديان، له أتباع في كل مكان من العالم، وهم يمارسون طقوسا مرتبطة بكل ما هو قذارة ونجاسة: جنس بكل الأشكال، مخدرات، دماء، نجاسات، قراءة كتب مقدسة بالمقلوب، تدنيس هذه الكتب، قتل، انتحار..
والإبليسية الشيطانية قسمان: إلحادية لا تؤمن بالله ولا بالشيطان. ولكن الشيطان بالنسبة لها مجرد رمز للثورة والتمرد ويقدسونه على هذا الأساس. وروحانية تعتبر إبليس إلها وتعبده من خلال طقوس مشتتة ومختلفة يجمع بينها الجنس والدم والقذارات..
لكن عبادة الشيطان ليست دينا جديدا، بل هي قديمة نجدها لدى البابليين والفراعنة من خلال الإله ست أو ساتان في مقابل إله الخير أوزوريس. أو المجوسية التي تؤمن بالهين أهورامازدا إله الخير وأهريان إله الشر. أو الرومان من خلال فرق كثيرة أشهرها الكثارية. 
وفي التاريخ العربي كانت المقنعة والخرامية فرق تعبد الشيطان ظهرت زمن المنصور العباسي. كما ظهرت تيارات تعطي إبليس مكانة خاصة، فكان الحَلاّج يقول إن ابليس لم يرتكب جُرما برفضه السّجود لآدم.. كما أن من المتصوّفة من يعتبر إبليس مظهرا لجلال الله... ورغم أن الأيزيديين في العراق يقولون إنهم موحِّدون يعبدون الله، إلا أنهم يعتبرون الشيطان كائنا مقدسا كافأه الله على عبادته وجعله كبير الملائكة..
أما في الغرب الحديث، فإن أليستر كراولي (ت:1941) هو مؤسس ديانة عبادة الشيطان المعاصرة. أسس جمعية "النجم الفضي" وطرد من ايطاليا ثم وُجد ميتا بين حقن المخدّرات وزجاجات الخمر. وضع كراولي خمس نظريات لنشر دينه الشيطاني تعتمد على توريط الأسر واستقطاب الشباب المتمرد واستخدام أساليب الغواية.. أما أول من أسس كنيسا شيطانيا، فهو اليهودي الأمريكي أنطون ساندور ليفي (ت: 1997). وقد وضع كتابا سماه "الانجيل الشيطاني" يدعو إلى الإباحية والشر باسم الحرية...
واليوم تعتبر عبادة الشيطان جزء من عقيدة "المتنورين" الماسون الذين يحكمون العالم من خلال وكلائهم الحكام ورجال الأعمال والكُتَّاب الكبار والمطربين والممثلين، الخ... وهي الخطر القادم الذي يُراد تعميمه على العالم.
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


قاسم شعيب
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/11/21



كتابة تعليق لموضوع : عبدة الشيطان.. الخطر القادم
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net