صفحة الكاتب : واثق الجابري

الأربعينية زحف إنساني لا يتوقف
واثق الجابري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 خلافاً لما خطط له الدولة الأموية والخوارج وما يليهم من إرهاب؛ تبقى شهادة الإمام الحسين عليه السلام؛ منعطف تاريخي ونقطة فاصلة لحفظ الرسالة المحمدية، ونهج حشدي يُقارع الأنظمة الظالمة والإرهاب، ويُدافع عن مباديء الإنسانية وإحياء دين الإسلام، ويرفض الإنحراف وقطع الرؤوس وأكل الإكباد والطائفية؛ بمشاريع بأسم الإسلام ومحتوها إذلال المسلمين.
عشرون مليون زائر كل عام؛ فاق توقعات المحبين قبل الحاسدين، وسجلت الكاميرات مواقف الإنسانية والكرم والتمسك بالمباديء.
رجل لا مثيل له بالأرض؛ قصده الملايين؛ متحدين الإرهاب ومصاعب السفر من شعوب شتى ولغات مختلفة، فسجلوا رقماً لا أضخم منها في العالم، وشكلوا حداد يشعل شموع منهج العدالة والعطاء، ويرفع من همم الرجال للدفاع عن القيم.
مواقف لا شبيه لها من الكرم والعمل الطوعي؛ ومشاهد لا تغيب عن الناظر المتبصر الباحث عن الحقائق، وكرم وخدمة وتقديم ما لذ وطاب تعبير عن قيم لا مثيل لها بالعالم، وفرق طبابة وسيارات نقل وإغاثة، وصور للشهداء ومشاهد بطولات ورسومات ومحاضرات ونصائح شرعية، وقلوب مفتوحة بالحب والإنسانية والخُلق، ومشهد ينقلك بلا كلل ولا ملل ولا تعب؛ حين تحملك الأقدام الى قبلة الشهادة والحرية، وصوت يشع للعالم نوراً؛ من مدرسة رسمتها الطرقات والمشاهد المواقف، وطبعت على ذاكرة الأجيال؛ بفطرة وشعور إنساني.
إن الجموع مليونية؛ لا يعرف أحد كيف يتحركون ومن أذن بساعة إنطلاق هذا وعودة ذاك، وكأن عناية خفية تنظم تلك المجاميع وتآلف قلوبهم، وكيف يقسم الطعام والمنام والخدمة، التي يتشرف بها كل رئيس ومرؤوس، وأكثر من 20 يوم من المسير من كل بقاع العالم الى حيث قبلة الثوار والأحرار، والخدمة الكبيرة التي يتصاغر فاعليها أمام جلالة سيدهم وقائدهم الإمام الحسين عليه السلام، وأي شعب عظيم انتهل من هذا الفكر ليستضيف ملايين من أكثر من 80 دولة، ويُعلمهم الخدمة والصبر والتفاني؛ وفكر ينجب أجيالاً لا تتراجع عن مبادئها وشرفها وكرامتها؛ فأي رسالة إنسانية حملها الحسين العظيم؛ لكي يقنع ملايين بعد مئات السنين برسالته الإنسانية.
قدم الحسينيون درساً كبيراً، وتجربة إختبار الوطنية والأخلاق، وإجتمعوا بمختلف المكونات والأديان لرفض الظلم والفساد والإرهاب.
عند الحسين تتحرر الذات، وتنطلق النفوس الى فضاء العطاء والكرم والإباء، وتنصهر الأرواح في حب الخدمة والتفاني والدفاع عن الإنسانية، ومنه عظيم التجربة وصور ومشاهد يسجلها العالم، وفي هذا العام أنتشرت صور الشهداء على طريق الزوار؛ لتثبت أنهم فخر الإنسانية وعلى طريق سيدهم ومعلمهم وملهمهم الشجاعة والغيرة، ويستطيع المتابع القول: ان غالبية الشعب العراقي شاركوا بكرنفال الإباء وتعلموا دروس المنهج الحسيني وشاركوا بخدمة طوعية؛ ثمرتها الصبر والعطاء الوطني الإنساني، ومن طريق الإمام الحسين نستلهم دروس كبيرة أهمها؛ أنه رافد أساس للحشد المقدس الذي قدم خدمة جليلة للإنسانية، وأعاد الكرامة للعراق، وكسر كل المخططات الإرهابية الطائفية المنحرفة، وأن الثورة التي لم توقفها السيوف؛ لا تستطيع كلمات صحيفة طائفية إيقاف زحفها.
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


واثق الجابري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/11/27



كتابة تعليق لموضوع : الأربعينية زحف إنساني لا يتوقف
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net