صفحة الكاتب : وسام ابو كلل

غوغاء فرنسا وابناء الرافدين
وسام ابو كلل

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 ثار غوغاء فرنسا ،وأطيح بنظام لويس السادس عشر وزوجته ماري أنطوانيت ، القصة ببساطة إن الثالوث المشؤوم الفقر والجهل والمرض ، فتك بالشعب الفرنسي ، حيث كانت هناك فجوة إجتماعية واسعة جدا ، بين طبقتي المجتمع ، الاغنياء والفقراء ، ثار الفقراء ، حطموا كل شيء ، المحاكم كانت في راس كل جادة ، التهمة واحدة ، هذا غني اعدموه ، بل هذا ملبسه نظيف فيعدم ، وكانت المقصلة سيدة الساحة آنذاك .
 
هدأت النفوس ، بعد أن أصطبغت الأرض بالدم ، ولم ينجوا أحد ، إلا من كان رث الثياب ، حافي القدمين ، جلس الثائرون ، وقالوا : ثم ماذا ؟ وجاء الجواب نشكل حكومة ، ولكن من يقودها ، وهنا ظهر مصطلح حكم الشعب ( الديموقراطية ) , وصار عقد بين الشعب وبين جماعة يتصدون للحكم, لكن بأمر الشعب ، وكانت بداية الدستور والانتخابات ، وتوالت الاحداث ، وسويت الامور , حتى صارت فرنسا ، أمٌا للديموقراطية .
 
أبناء الرافدين كان لهم شبه بغوغاء فرنسا ، فقد ظلموا وقتلوا ودفنوا في مقابر جماعية ، كلما ثاروا ، قمعت ثورتهم بأبشع الصور ، حتى أذن الرحمن بالفرج , وسلط على الظالم من هو اظلم منه , وكان ما كان , وبدل أن يتحد الشعب ، عمل البعض على إثارة الفوضى ، وكانت الورقة الطائفية ، هي الاقوى ، كانت كبساط الريح ، ركبها الطامعون ، الذين غرتهم الدنيا ، فطلبوا زخرفها , فركضوا الى الحكم والسلطة ، بقوة من أوصلهم ، فما ان استقروا , نكثوا .
 
الناكثين للبيعة مع الشعب ، اتفقوا على اجندة واحدة ، وشعار واحد , بقائنا ببقاء الفوضى ، فبينما شباب بعمر الورد ، يقاتلون بضراوة الاسود ، ليحفظوا عراقا موحدا , يتامر بظلهم من ارتضى أن يكون لعبة تحركها الخيوط من خلف الحدود , متباكين على من يسقط من القتلة , بحجة انتهاك الحرمات ، فيالله والحرمة .
 
بنفس الوقت ، هناك الصالحين , ممن وفى ببيعته لشعبه ,فتراه مقاتلا حينا ، وحينا يدافع من اجل بناء عراق واحد , وهؤلاء لهم شعار واحد , بقاء الجميع , باتحاد الجميع ,بناء الوطن بتعاون ابنائه , ولأجل ذلك ، لابد من تسوية شاملة . وتصفير للازمات , وفرز الصالح واشراكه في البناء , ونبذ الطالح وتحييده , هكذا أمر يحتاج عقولا وطنية متفتحة , لا عقولا , نصبت مجالس العزاء , لأن أمرا صدر بمنع الخمور .
 
 
 
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


وسام ابو كلل
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/12/02



كتابة تعليق لموضوع : غوغاء فرنسا وابناء الرافدين
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net