صفحة الكاتب : يعقوب يوسف عبد الله

فطور على مائدة الدراما السياسية !!
يعقوب يوسف عبد الله

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 لا أعرف الأسباب وراء إصرار البعض من الفضائيات على أن ينغصوا علينا شهر الله ويحرمونا من هذا الشهر الفضيل الذي يستشعر الإنسان فيه كل القيم السامية والنبيلة في طهارة ونقاء القلب والروح ، حيث إن لرمضان نكهته الخاصة في البلدان الإسلامية وذلك بحسب العادات والتقاليد السائدة في ذلك البلد ، وهنالك عادات خاصة لدى الشعوب في هذا الشهر الكريم ليمارسوا الطقوس الدينية الروحانية لشهر تفتح فيها أبواب الرحمة .
ففي العراق ونتيجة للانفتاح الديمقراطي أخذت العائلة العراقية تفطر على مائدة البرامج السياسية  ، وبالرغم من كثرة الفضائيات العراقية إلا إن العائلة العراقية تفتقر إلى برامج جميلة هادفة مسلية بعيدة عن أجواء السياسة المشحونة بالتجاذبات والتناحرات والسجالات التي لا تنتهي ...كما تنتظر العائلة العراقية من الدراما العراقية البرامج والمسلسلات والفوازير كي تريح جسدها وأعصابها المنهكة من الصيام يوم صيفي طويل وحرارة الجو وانقطاع الكهرباء وقلة الخدمات فتهرب إلى شاشة التلفاز لتبحث عما يريح أعصابها ويمتعها لبعض اللحظات ولكن..!!
في النصف الأول من الشهر الفضيل نأخذ حكمنا على الفضائيات التي اتخذت من برامجها المنحى السياسي والذي يهدف إلى أن يشعر المواطن بالصراع السياسي الدائر في العراق مجسداً وجهة النظر التي تنتمي لها تلك الفضائية ناهيك عن المسلسلات التي لا تخلو من العنف والقتل والاختطاف حتى المسلسلات الدينية أخذت المنحى الطائفي المقيت ليتدخل البرلمان في عدم عرض المسلسل!!!
أتعجب بل واستغرب من القنوات التي تقلل من قيمة وشخص الإنسان العراقي وفي كل المناصب وهنا اسأل ماهية النظرة التي تؤخذ على الإنسان العراقي وعلى شخصه في هكذا دراما ؟
وهنا لابد أن أقف قليلا اتجاه رصد الظواهر الغير طبيعية مثل استشراء الفساد وكيفية محاربته ومعالجته والقضاء عليه وغيرها من القضايا التي تقف معرقلة لعجلة التقدم والتطور ، فمن الغير معقول أن أهاجم شخص بعينة واجعله أضحوكة للغير خاصة أذا كان يمثل شعب أو سلطة لمجرد أن اختلف مع سياسته ....مثل هكذا أمور هي تهديم للمجتمع ونحن لا نقبل به بل نعريه لنكشف نوايا وزيف إدعاءاته القذرة لنقل الصورة السيئة التي يتبناها  ليدخل معه في صراع سياسي عبر بوابة مسلسل أو مشاهد كوميدية رخيصة .
يجب أن تضع هيئة الإعلام والاتصالات كجهة رقابية حد لهكذا تجاوزات تسيء إلى ذائقة الفرد العراقي لنصبح بمستوى المسؤولية التي يتبناها الأعلام ولا نكون محطات سخرية للدول التي بدأت تنظر ألينا بعين المهزلة ، إلا يكفينا ما نشاهده يوميا من مهاترات وتجاذبات سياسية جعلت البلد فوضى في ظل غياب الكثير من القوانين على حساب المصالح الشخصية لتلك الفئة أو لذلك الحزب ... أرحمونا وانظروا لنا نحن الصائمون بعين الرحمة واجعلونا بعيدين عن ترهاتكم ومزايداتكم ، لترتقوا ببرامج نافعة ومفيدة ومسلية تبتعد عن التشنجات التي أصابتنا نحن الصائمون ....وتقبل الله صيامكم وقيامكم. 
 
يعقوب يوسف عبدالله
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


يعقوب يوسف عبد الله
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/08/16



كتابة تعليق لموضوع : فطور على مائدة الدراما السياسية !!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net