صفحة الكاتب : شهاب آل جنيح

هل نحن بهذا الحال فعلاً؟!
شهاب آل جنيح

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

قد تكون مشكلتنا سياسية، أو دينية أو ثقافية، بمعنى أننا اختلفنا كمجتمع، فيما بيننا على دين معين، أو توجه سياسي معين، أو ثقافة معينة، وفي كل هذه الاختلافات، يبقى المجتمع محافظ على كيانه، كمجتمع متحضر يَروم النجاح والحياة والرقي، لكن سَنُصدم؛ عندما نعلم، أننا نمر في مرحلة خطيرة، وهي مرحلة الانحلال الأخلاقي المجتمعي.    

الدافع الوحيد، الذي يجعل من الفرد إنساناً يتمتع بإنسانيته، هو الأخلاق والمبادئ والقيم السليمة، التي تربى عليها، أو مجموعة الضوابط الاجتماعية، التي تحتم عليه العمل، بجد وصدق وأمانة مع الآخرين، رغم الاختلاف معهم، في متبنيات أخرى، سواء دينية أو سياسية أو فكرية أو ثقافية، لأنه عندما يتجرد الفرد، من هذه الضوابط، سيصبح فاقداً للتوجيه الذاتي، والواعز الداخلي، الذي يمنعه من القيام  بكل عمل سيء. 

بالأمس وأنا أتصفح مواقع التواصل الاجتماعي، لفت انتباهي تصوير لنائب في البرلمان العراقي، وهو يستمع لطلب أحد قادة الجيش، الذي جلب معه أبنه، وهو يطلب من النائب، أن يُنقّذ ولده من ظلم قد لحق به، السيد النائب يسأله ما مشكلتك؟ فأجابه الضابط: "سيدي أنا شغلتي بسيطة، وهي أن أبني فصل من الكلّية؛ بسبب الغش"، وأضاف الأب: " هو مو إرهابي، ولاسَقّط محافظات، هو غش فقط"!

 الأب يريد أن يُشمل ابنه بالعفو، وحجته في ذلك، أن ولده لم يُسّقط محافظات وأنه ليس بإرهابي، وأن هنالك طالب آخر قد غش، وتم العفو عنه! نحن هنا لانريد أن نسلط الضوء على الطالب المسكين، الذي هو إنسان حاله حال غيره، معرض للخطأ والتقصير، فكل امرؤُ خطاء، لكن نأخذ هذا الحديث، الذي دار بين الأب والنائب، حيث أن الأب تكلم وبكل ثقة وحزم، وأخذ يبرر الخطأ بالخطأ.

ومن جانب آخر، فأن النائب قد وعدهم بالعمل على حل قضيتهم، بعدما القوا عليه الحجة الدامغة، وهي غش الطالب الآخر، وإن الطالبَ لم يُسّقّط محافظات، ولا أدري إلى من يشير الأب، في هذه الجملة؟ ومن هم الذين أسقطوا محافظات؟ 

إذن قضيتنا في العراق، هي أننا سائرون، نحو مزيد من التمرد والتردي الاجتماعي والأخلاقي، بحيث نبرر كل خطأ بخطأ آخر، وندافع وبكل ثقة عن هذه الأخطاء، التي كان مجتمعنا سابقاً ينبذها، وينفر منها ذاتياً، ومن واعز داخلي.

 ما خَشيت منه أنا كمشاهد للحوار، الذي دار بين الرجلين، هو أن يُلجمنا السيد النائب، بآية قرآنية أخرى، كتلك التي تلاها من قبل "العدل أساس الملك" وعندها يصبح الغش حقاً، يدافع عنه القانون، لأن صاحب الغش ليس إرهابياً، ولم يُسقط محافظات!


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


شهاب آل جنيح
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/12/22



كتابة تعليق لموضوع : هل نحن بهذا الحال فعلاً؟!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net